نتعرض في كثير من الأوقات إلى مشكلات عدة تؤثر بالسلب في حالتنا النفسية، فيهرع بعضنا إلى الطبيب النفسي، والذي بدوره يعرض أسئلة تشخيص الحالة النفسية لمعرفة حدة ما نمر به، والبعض الآخر يظل حبيسًا لأفكاره لا يدري ماذا يفعل، فإن كنت تمر بهذه الحالة السلبية أجب عن بعض الأسئلة التي سنعرضها في هذا المقال لتتحقق إذا ما كنت بحاجة إلى مساعدة الطبيب النفسي، أم أنها حالة مؤقتة وستزول.
ماهية أسئلة تشخيص الحالة النفسية
يستخدم خبراء الصحة النفسية بعض الأسئلة ليتمكنوا من تحديد مشاعر وسلوك الشخص، وبالتالي يسهل تقييم الحالة النفسية له، وهي الخطوة الأولى من الخطوات التي تحدد الخطة العلاجية المناسبة، وهناك أسئلة محددة يعرضها الطبيب لتشخيص الأمراض النفسية كمرض الاكتئاب والقلق، وللتعرف أيضًا على نقاط القوة والضعف والمهارات التي يتمتع بها الشخص.
ما فائدة استخدام أسئلة تشخيص الحالة النفسية؟
كما ذكرنا أعلاه أن الطبيب يعرض بعض التساؤلات على الشخص ليحدد المشكلات الإدراكية لديه ويحلل ردود فعله العاطفية، ويقيس الصحة النفسية والجسدية التي يتمتع بها وفقًا لحالته الآنية، فيكون قادرًا على تحديد ما يعانيه بالضبط لإيجاد الحلول المناسبة.
أسئلة تشخيص الحالة النفسية
انتشرت الأمراض النفسية في مجتمعاتنا، وتفوقت على أمراض القلب والسرطان والسكري، ومع ذلك فإنه لا يوجد وعي كافٍ بها حتى الآن، ولهذا يجدر بك الإجابة عن بعض الأسئلة التي يمكنها تحديد ما إذا كنت مريضًا نفسيًّا أم لا، وما هي حدة المرض الذي تعاني منه، والتي تتمثل في التالي:
هل تهتم بمظهرك وبنظافتك الشخصية وترتيب أدواتك وسريرك ومكتبك؟
من المؤشرات الأولى التي يصنف بها الأطباء النفسيون أن الشخص مريض نفسي هي اهتمامه بنظافته الشخصية ومظهره العام، فالمريض النفسي لا يأبى بنظافته الشخصية حتى أنه يتوقف عن الاستحمام وتصفيف الشعر، وهذا ما يظهر بوضوح لدى مرضى الفصام الذين يقضون ساعات في الشارع بلا ملجأ، كما نلاحظ هذا عند الفتيات المصابات بالاكتئاب، حيث يقمن بقص شعرهم ويمتنعن عن تطبيق المكياج.
هل ابتعدت عن العادات الصحية وأبدلتها بعادات غير صحية وتوقفت عن ممارسة هواياتك؟
من سمات المريض النفسي أنه لا يأبه باتباع العادات الصحية التي كان يتبعها فيما مضى، وليس هذا فقط بل إنه يبدلها بأخرى سلبية، فإذا كانت إجابتك على هذا السؤال بالإيجاب فهذا يعني أنك تعاني من مرض نفسي يكاد أن يسوء، فإذا ابتعدت عن تناول الغذاء الصحي وأصبحت تشرب الكحوليات وتدخن السجائر، ولم تعد تهتم بحيوانك الأليف أو بقراءة كتبك المفضلة فأنت تعاني من مرض نفسي.
هل انخفض أداؤك في الدراسة أو العمل؟
من الطبيعي أن تشعر أحيانًا أنك لا ترغب في الدراسة أو تشعر أن عملك ممل نوعًا ما ولا تشعر بالحماس الكافي لإنجازه، ولكن ما ليس طبيعيًّا هو أن تفقد حماسك وتركيزك في العمل لشهور عديدة؛ إذ يشير هذا إلى أنك تعاني من المرض النفسي، وعلى الرغم من ذلك يمكن أن تكون هذه الوظيفة غير مناسبة لك بعد الآن، وهنا لا يصبح المرض النفسي هو العائق.
هل ساءت علاقاتك الاجتماعية وابتعدت عمن حولك؟
إذا لاحظت أنك بدأت تنسحب تدريجيًّا بعيدًا عن الأولاد والأهل وشريك الحياة والأصدقاء، أو إذا تدهورت علاقتك بهم، وأصبحت لا تطيق المجاملات الاجتماعية أو التفاعل الاجتماعي فإنك لست صحيحًا نفسيًّا، حيث نلاحظ أنه في حال إصابة الشخص ببعض الأمراض النفسية كمرض الفصام فإن علاقته بمن حوله تتدهور، وقد يصل إلى الجمود الشعوري؛ أي لا يشعر بالسعادة أو الحزن في المواقف التي تستدعي هذا.
هل تلاحظ أن لديك أفكار سلبية طوال الوقت؟
يحمل المريض النفسي أفكارًا سوداوية داخل عقله بشكل مستمر، ويترتب على هذا الشعور بمشاعر سلبية أيضًا كالقهر والحسرة والعار والشعور بالذنب والخوف والهلع والندم والألم والفقد وتذكر الذكريات الأليمة والسخط على النفس، والشعور بأنه ضحية لأفعال الآخرين وأن الجميع يحاول إيذاءه؛ لذا فالإجابة بالإيجاب عن هذا السؤال لا يستهان بها، فهي تعبر عن نفسية الشخص المتدهورة، فإذا ما صحت رضي عن نفسه وتحسنت مشاعره تلقائيًّا.
هل تفكر في إيذاء نفسك أو من حولك؟
من أخطر المؤشرات على وجود المرض النفسي أن تكون قد حاولت الانتحار من قبل أو تفكر في الانتحار وتخطط له كأن تمتنع عن الطعام والشراب، أو تهمل في تلقي العلاج إذا كنت تعاني من مشكلة صحية، فإن ذلك يشير في الغالب إلى الإصابة بالفصام، وخاصة إذا كان المريض يتجنب الإفصاح عن الألم الذي يشعر به.
هل يوجد أي فرد في عائلتك يعاني من المرض النفسي أو العقلي؟
من الأسئلة التي يفتتح بها الطبيب حديثه مع المريض هو سؤاله عما إذا كان هناك أي فرد من أقاربه من قريب أو من بعيد يعاني من مرض نفسي أو عقلي؛ لأنه غالبًا ما يكون وراثيًّا، حيث تزداد احتمالية الإصابة بالمرض النفسي أو العقلي في حال تعرض أي فرد في العائلة إلى هذا.
هل عانيت من أي مرض نفسي من قبل وتلقيت علاجًا نفسيًّا؟
يطرح الطبيب النفسي هذا السؤال في البداية ليتمكن من معرفة طبيعة الشخص الذي أمامه، فإذا أصيب بمرض نفسي من قبل فإنه يصبح أكثر عرضة للإصابة به مجددًا، وخاصة إذا لم يتلق العلاج اللازم أو لم يكمل جلسات العلاج السلوكي المعرفي، فينتكس مرة أخرى ويعود إليه المرض.
كيفية تحسين الحالة النفسية
لا شك أنه يجب عليك الذهاب إلى الطبيب النفسي للحصول على التشخيص السليم إذا لاحظت أنك مشوش بشأن تقييم حالتك، أو إذا لاحظت أنك تجيب عن معظم الأسئلة السابقة بالإيجاب، وخاصة سؤال الانتحار، أما إذا لاحظت أن مزاجك سيء لفترة مؤقتة يمكنك اتباع الوسائل التالية:
خذ حمامًا دافئًا
إذا لاحظت أنك تشعر بالضيق والحزن فعليك بأخذ حمام دافئ حتى تتخلص من الطاقة السلبية التي تؤثر في مزاجك وحالتك النفسية.
تناول ما يكفي من الماء
بالتأكيد تعلم أن دور الماء مهم للغاية في تحسين الصحة الجسدية عن طريق تنشيط الدورة الدموية، وبالطبع فإنه يحسّن الصحة النفسية ويخفض من معدلات التوتر.
مارس الرياضة
يطلق الجسم هرمونات السعادة عندما تمارس الرياضة بشكل يومي، فيكفي أن تمارس رياضة المشي أو رقص الزومبا أو أي رياضة أخرى تحبها لمدة نصف ساعة فقط في اليوم؛ كي تتخلص من الطاقة السلبية ويفرز جسمك هرمون الأندروفين الذي يعزز الشعور بالسعادة.
تناول الأسماك والمكسرات
للنظام الغذائي دور كبير في تحسين الصحة النفسية للإنسان، فاحرص على أن تدخل الأسماك في نظامك الغذائي، وخاصة سمك السردين والتونة والسلمون؛ لاحتوائهم على الأحماض الدهنية والأوميجا 3 التي تحفز نشاط الجسم، وكذلك ينصح خبراء التغذية بالحرص على تناول المكسرات يوميًّا؛ لأنها تعزز إفراز هرمون السيروتونين في الجسم، وهو المسئول عن الشعور بالسعادة والاسترخاء.
استنشق الروائح التي تفضلها
اعتني بنفسك وافعل ما تحب دائمًا حتى لو كان هذا الأمر سخيفًا بالنسبة للآخرين، فاستنشق ما تحب من الروائح، فذلك يعزز إفراز هرمون السعادة من المخ، ويزيد الشعور بالراحة والسعادة.
أجب بصدق عن ثماني أسئلة تشخيص الحالة النفسية التي عرضناها أعلاه؛ لتكتشف إذا ما كنت تعاني من مرض نفسي أم لا، وإذا اختلط عليك الأمر يجب استشارة الطبيب بشكل فوري حتى لا تسوء حالتك أكثر من هذا، أما إذا كنت تشعر أنك حزينًا لفترة مؤقتة لا تنس أن تتبع الخطوات التي تم ذكرها لتحسين حالتك النفسية.