من الوارد أن يؤدي اختلاق الأعذار إلى إحساس المرء بالراحة، سواء أمام الآخرين أو أمام نفسه، وسواء حدث ذلك في العمل أو بالمنزل أو بأي مكان، إلا أن العواقب تبدو وخيمة بمرور الوقت، كونها تكشف عن انعدام المسؤولية وتؤدي للتكاسل، لذا نكشف عن أسوأ الأعذار التي ينصح بعدم ترديدها ولو مع النفس.
«لا يمكنني أن أقوم بذلك»
لن يؤدي توقع الفشل من البداية إلى تحقيق الهدف المطلوب يوما، بل ربما يخلق هذا التشاؤم المزيد من العقبات في الطريق، حتى وإن لم تكن موجودة فعليا، ما يكشف عن ضرورة تقبل مشاعر الخوف عند بدء المهام الجديدة، ولكن من دون السماح لها بالسيطرة على الذهن، الأمر الذي ننجح فيه عند اتخاذ الخطوات الأولى بشجاعة، لنصبح أكثر قدرة فيما بعد على تحديد إن كان بمقدورنا تنفيذ الأمر أم لا.
«سوف أنفذ ذلك في الغد»
إن كان التسويف والتأجيل هو الخطر الأكبر الذي يهدد نسبة كبيرة من الشباب في العصر الحالي، فإن مقاومته تتطلب عدم اختلاق الأعذار أملا في تأجيل عمل اليوم إلى الغد، بل يعد إدراكنا الكامل بأن قدرتنا على تأجيل أمر ما للغد تعني احتمالية تأجيله لما بعد ذلك، هو الأمل في منعنا من التسويف مرة تلو الأخرى، وخاصة عندما نتأكد بأنه كلما قمنا بالأمر مبكرا، قلت مشاعر التوتر لدينا، وصار تنفيذ المهام أكثر متعة.
«الأمر لا يستحق»
يلجأ الكثيرون إلى حيلة التقليل من شأن عمل أو تحدٍ ما، أملا في تجنب تنفيذه وخوضه، على الرغم من تأكدهم بأن تحديد قيمة هذا الأمر تتطلب خوض التجربة قبل الحكم عليها، إذ يمكن لتلك الحيلة من أجل اختلاق الأعذار أن تنبع من خوف داخلي من الفشل أو من عدم الاستعداد الكافي، لذا ينصح دوما بخوض التجارب دون قلق، أو على الأقل بإعطاء النفس مساحة كافية لتحديد الإيجابيات والسلبيات قبل الإعلان عن أن الأمر لا يستحق.
«الشيء المناسب في التوقيت الخاطئ»
تعطي تلك العبارة الشهيرة الإحساس لصاحبها بأنه غير مطالب بقبول الأمر حتى وإن كان مناسبا أو يصل لدرجة المثالية، لذا فهي واحدة من حيل اختلاق الأعذار التي ينصح بتجنبها تماما، إذ تثبت الأيام دوما أنه لا يوجد توقيت خاطئ، بل يعد الوقت الحالي هو الوقت الأفضل دون شك، وإلا فسيؤدي الانتظار إلى تأجيل الأمور العالقة للأبد.
«لقد سمعت من الآخرين»
ربما لا يوجد ما هو أسوأ من اختلاق الأعذار أمام الآخرين أو حتى في الحوار الداخلي مع النفس، بشأن عدم القيام بأمر ما أو اتخاذ خطوة معينة، بناء على ما نسمعه من الآخرين فحسب، إذ يملك كل شخص رؤيته الخاصة للأمور، بل من الممكن أن يخوض كل شخص تجربة شديدة الاختلاف عن الأخرى، حتى وإن كانت في نفس المكان ومع نفس البشر، لذا فإن كان طلب النصيحة من الآخرين مطلوبا أحيانا، فإنه يصبح مكروها حينما ينتج عنه الشعور بالإحباط أو قلة الشغف.
«هذه مهمة متعبة»
نحتاج فقط قبل الإقرار بأن المهمة التي نحن مقبلون على تنفيذها مجهدة أو مؤلمة، بالتأكد من أن النجاح لن يتحقق إلا ببذل الجهد، وأن سيطرة مشاعر الإحباط من البداية هي واحدة من حيل اختلاق الأعذار، التي يجب ألا نسمح لعقولنا بالوقوع تحت سيطرتها مهما كانت الظروف.
«لا أملك المعطيات المناسبة»
قد يبدو الفارق كبيرا بين شخص بدأ من الصفر حتى صار من أشهر رجال الأعمال وأكثرهم ثراء، وبين آخر استقر على وضعه الحالي دون تطور، فيما يتضح أن الفارق قد يتلخص في إيمان الناجح بأنه قادر على الوصول لأهدافه حتى وإن لم يكن يملك شيئا، وشعور الآخر بأنه يفتقد للمعطيات التي قد تساعده على البدء حتى، لذا ينصح دوما باستغلال كل الإمكانات المتاحة مهما كانت بسيطة وعدم انتظار لحظة الوصول للكمال، لأنها ببساطة لن تأتي يوما، مع العلم بأن التفكير خارج الصندوق يعتبر كفيلا من أجل تجاوز الخطوات الأولى بنجاح وفي ظل غياب أغلب المعطيات.
في الختام، يعد إدراك خطورة تلك العبارات السامة هو الخطوة الأولى من أجل تجنب كارثة اختلاق الأعذار المدمرة، والتي وإن كانت مفيدة للنفس بصورة مؤقتة، فإنها تصبح سر فشل صاحبها بمرور الوقت.