إفرازات الحمل هي واحدة من التغيرات الطبيعية في جسم المرأة، ولا تستدعي القلق وزيادتها من علامات الحمل المبكرة، وقد تختلف في الكثافة أو السُمك والرائحة والكمية أثناء الحمل، وتستمر طوال فترة الحمل، ويمكن معرفة انغراس البويضة في الرحم من نزول إفرازات بنية اللون، والتي قد يستمر نزولها حوالي أربعة أيام، وعند الشعور بأنه يوجد إفرازات غير طبيعية يجب استشارة الطبيب.
شكل إفرازات الحمل بالصور إفرازات الحمل الطبيعية
إفرازات الحمل الطبيعية هي نوع من الإفرازات المهبلية، وتكون رقيقة أو شفافة أو بيضاء حليبية لها رائحة خفيفة، وقد تحدث التغيرات في الإفرازات في وقت مبكر من أسبوع إلى أسبوعين بعد حدوث الحمل، حتى قبل انتهاء فترة الدورة الشهرية مع تطور الحمل، تصبح هذه الإفرازات عادة أكثر وضوحًا، وتصبح أكثر سماكة في نهاية الحمل، وينصح بارتداء فوط يومية غير معطرة، ويمنع وضع السدادات القطنية أثناء الحمل، وتتغير إفرازات الحمل في الأسابيع الأخيرة للحمل، وقد تحتوي الإفرازات على خطوط من المخاط السميك مع خطوط من الدم، وتسمى «إظهار» وهذه علامة مبكرة على المخاض ولا تستدعي القلق.
حيث تكون الهرمونات وخاصة زيادة مستوى هرمون الإستروجين هي المسؤول الرئيسي في تغير الإفرازات طوال فترة الحمل، وتؤثر التغييرات التي تطرأ على عنق الرحم أثناء الحمل أيضًا، إذ عندما يلين عنق الرحم وجدار المهبل ينتج الجسم إفرازات زائدة تساعد في منع العدوى، وقد يضغط رأس الجنين على عنق الرحم مع اقتراب نهاية الحمل، مما يؤدي غالبًا إلى زيادة إفرازات الحمل.

1. الإفرازات ذات اللون الأبيض
تعد الإفرازات ذات اللون الأبيض أحد الإفرازات الطبيعية التي تحدث أثناء الإباضة أو قبل الدورة الشهرية للمرأة، وتظل هذه الإفرازات طبيعية طالما أنه لا توجد حكة مهبلية أو حتى حرقان أو رائحة كريهة مصاحبة لهذه الإفرازات.
ولكن في بعض الحالات الأخرى، قد تكون الإفرازات المهبلية ذات اللون الأبيض مؤشرًا لمشكلة ما أو عدوى، في حال كانت هذه الإفرازات متكتلة وتبدو كما لو كانت «جبن قريش»، حيث تشير هذه الصفات إلى الإصابة بعدوى الخميرة.
بالإضافة إلى ذلك تسبب عدوى الخميرة هذه حكة وحرقانا في المهبل، نتيجة نمو أحد أنواع الفطريات يسمى المبيضات.
قد تشير الإفرازات المهبلية البيضاء الرقيقة ذات الرائحة القوية إلى الإصابة بالتهاب المهبل البكتيري، الذي يعد أحد أكثر أنواع العدوى المهبلية شيوعًا بين العديد من السيدات، ومن ضمن أهم أعراض هذه الإصابة أيضًا الحرقان عند التبول والحكة المهبلية.
2. الإفرازات ذات اللون الأصفر
لا تشير الإفرازات الصفراء في حال كانت عديمة الرائحة وغير مصحوبة بأي أعراض إلى أي عدوى أو إصابة مهبلية، وفي بعض الحالات الأخرى قد تشير إلى الإصابة بعدوى يمكن أن تنتقل عن طريقة الاتصال الجنسي أو العدوى البكتيرية.
3. الإفرازات ذات اللون الأخضر
تشير الإفرازات المهبلية الخضراء إلى وجود عدوى مهبلية تنتقل في الكثير من الحالات عن طريق الاتصال الجنسي، مثل الكلاميديا أو داء المشعرات، وينتج عن هذه العدوى تهيج واحمرار في الأعضاء التناسلية.
قد تسبب تلك الأمراض التي تنتقل عن طريق الجنس مضاعفات أثناء تؤثر بدورها على الأم والطفل معًا، وفي الغالب لا تظهر هذه المضاعفات إلا بعد الولادة بسنوات، ولكنها يمكن أن تسبب ضررا للجهاز العصبي للطفل بالإضافة إلى التأثير على النمو والتسبب في عقم للنساء.
4. الإفرازات الرمادية
قد تشير الإفرازات الرمادية أيضًا إلى وجود عدوى داخل المهبل تسمى بالتهاب المهبل الجرثومي، ومن ضمن أهم مؤشرات هذه العدوى الرائحة القوية التي تزداد بعد الجماع، تحدث هذه العدوى في العادة نتيجة الإصابة بخلل جرثومي في المهبل، ناتج عن وجود أكثر من شريك جنسي في نفس الوقت.
5. الإفرازات المهبلية ذات اللون البني
تحدث الإفرازات المهبلية البنية نتيجة خروج الدم من الجسم وهي طبيعية للغاية ولا يجب القلق بشأنها، وتعد أحد الأعراض المبكرة للحمل، ولكن رغم ذلك لا ضير من الاتصال بالطبيب والتأكد من صحتها.
6. الإفرازات ذات اللون القرنفلي
في هذه الحالة قد تكون الإفرازات طبيعية وغير طبيعية في ذات الوقت، حيث يمكن أن تحدث هذه الإفرازات أثناء الحمل المبكر أو خلال الأسابيع الأخيرة قبل الولادة وتكون طبيعية في هذه الحالة، ويمكن أن تكون مؤشرًا لحدوث إجهاض أو الحمل خارج الرحم.
7. الإفرازات ذات اللون الأحمر
تعد هذه الإفرازات الأكثر خطوة أثناء الحمل، حيث تتطلب تدخل الطبيب على الفور للكشف على صحتها، وخاصة إذا تزامن حدوث هذه الإفرازات مع وجود جلطات بها أو تقلصات وآلام في البطن.
حيث يمكن أن تكون هذه الإفرازات مؤشرًا لحدوث إجهاض أو حمل خارج الرحم، حيث ينتهي ما يقرب من 10 لـ 15% من حالات الحمل بالإجهاض، بالإضافة لذلك قد تكون هذه الإفرازات غير خطيرة خصوصًا إذا حدثت خلال الأشهر الثلاث الأولى من الحمل، حيث تنتج عن عملية الغرس.
إما إذا حدث النزيف بعد هذه الأشهر، وتحديدًا قبل موعد الولادة، فقد يكون مؤشرًا لحدوث مشاكل خطيرة أو الولادة المبكرة، ويتطلب اهتماما وتدخلا على الفور.
8. إفرازات بيضاء متكتلة
من ضمن أشكال إفرازات الحمل الإفرازات ذات اللون الأبيض المتكتلة، التي من الممكن أن تكون بيضاء أو غير بيضاء، وهي تشير إلى الإصابة بعدوى الخميرة.
وتعد تلك العدوى من أنواع العدوى الشائعة خلال فترة الحمل، ومثلها مثل أي عدوى أخرى ينتج عنها حكة وحرقان إضافة إلى الألم الشديد أثناء الجماع أو التبول.
اقرأ أيضًا: ما الفرق بين دوخة الحمل ودوار الدورة الشهرية؟
متى تبدأ إفرازات الحمل
تبدأ الإفرازات المهبلية الكثيفة، في المراحل المبكرة من الحمل، وخاصة في الأيام التي ينتظر فيها نزول الحيض، وهي من أول أعراض حدوث الحمل، وزيادتها تدل على ذلك أيضا وخاصة عندما يصاحب هذه الأعراض الشعور بالغثيان والتعب وتأخر الدورة الشهرية.
أنواع إفرازات الحمل
من المهم جدًا متابعة إفرازات الحمل غير الطبيعية والمتابعة مع الطبيب المختص، لأنها قد تكون علامة على وجود عدوى أو مشكلة في الحمل. ويوجد عدة حالات تكون فيها الإفرازات غير طبيعية وتستدعي اللجوء للطبيب فورًا:
- قد تكون إفرازات الحمل لونها أصفر أو أخضر أو رمادي وهذه إفرازات غير طبيعية تعني وجود التهاب أو عدوى تستدعي العلاج السريع.
- انبعاث رائحة قوية وكريهة مع وجود الإفرازات، وقد يصاحب ذلك احمرار أو حكة أو انتفاخ في الفرج.
- إفرازات الحمل أو إفرازات المهبل غير الطبيعية تعتبر علامة على وجود إصابة بعدوى الخميرة وهي شائعة أثناء الحمل، ويجب مراجعة الطبيب حتى يصف نوع كريم مهبلي أو تحاميل لتجنب الإصابة بعدوى الخميرة.
- قد تشير الإفرازات غير الطبيعية إلى حدوث مضاعفات في الحمل، خاصة إذا كانت إفرازات حمراء زاهية تزيد عن أوقية، وهي قد تكون علامة على انفصال المشيمة، ويجب الذهاب للطبيب فور رؤيتها.
- يوجد العديد من إفرازات الحمل التي تدل على عدوى تنتقل بالاتصال الجنسي، ويجب مراجعة الطبيب لتقليل مخاطر انتقال العدوى المنقولة جنسيًا إلى الطفل.
علاج إفرازات الحمل
كما سبق ذكره بأن حدوث أي تغييرات على إفرازات الحمل خاصة في بدايته، مثل تغير لونها للأخضر أو الأصفر، أو أن يصبح لها رائحة قوية ومزعجة أو أن تكون مصاحبة بحكة واحمرار تجعل هذه الإفرازات غير طبيعية، ومن الممكن أن تكون علامة على حدوث التهابات، والالتهابات الفطرية شائعة الحدوث في المهبل أثناء فترة الحمل، وغالبًا ما يصف الطبيب التحاميل والكريمات المهبلية لعلاج هذه الحالة.
ويمكن اتباع بعض طرق الوقاية والحفاظ على تهوية وتنظيف منطقة المهبل لتجنب حدوث أي عدوى أو تفاقم مشكلة الإفرازات غير الطبيعية:
- ينصح بارتداء ملابس فضفاضة تسمح بمرور بتهوية المنطقة جيدًا.
- لا بد من تجفيف المنطقة بعد الاستحمام أو السباحة أو ممارسة الرياضة.
- يلزم ارتداء الملابس الداخلية القطنية التي تسمح بامتصاص العرق والتهوية.
- تناول الزبادي والأطعمة المخمرة الأخرى وإضافتها إلى النظام الغذائي يعزز البكتيريا الصحية.
- الحفاظ على نظافة المنطقة باستخدام المطهرات والغسول، ويجب إزالة الشعر بانتظام حتى لا تتكون فطريات أسفله.
- استخدام كريمات ترطيب وتعقيم موضعية باستشارة الطبيب، مع وجوب تغيير الملابس الداخلية أكثر من مرة في اليوم الواحد، لو استدعى الأمر ذلك خاصة مع زيادة الإفرازات المهبلية.
متى يجب زيارة الطبيب؟
قد تكون الإفرازات المهبلية في بعض الحالات مدعاة للقلق، حيث قد تشير إلى حدوث إصابة، مما يحتم ضرورة تدخل طبيب على الفور، وعلى النقيض من هذا يمكن أن تكون طبيعية ولا تسبب أي أضرار مهبلية، ولكن لا ضير من التأكد من الأمر والاهتمام أكثر.
الجدير بالذكر أنه يمكن أن يكون لأنواع العدوى المختلفة الأعراض نفسها، ولكن عن علاجها تختلف الطرق من طبيعة عدوى لأخرى، لذلك يجب مراجعة الطبيب على الفور في حالة حدوث أي من الإفرازات الآتية.
- في حالة الإصابة بالإفرازات الصفراء أو الرمادية أو الخضراء.
- في حالة الشعور بحكة أو حرقان داخل المهبل.
- في حال كانت الإفرازات كريهة وذات رائحة قوية.
- في حال كانت الإفرازات متكتلة وتشبه الجبن القريش.
- في حالة الشعور بآلام في الحوض.
كل تلك الأمور مدعاة للقلق وتتطلب تدخل واستشارة طبيب على الفور لتحديد سبب هذه الإفرازات وإن كانت طبيعية أم لا، وطرق علاجها في حال كانت غير طبيعية.
وطرق علاج الإفرازات غير الطبيعية والأسباب التي تقف خلفها تختلف من نوع لآخر، ولكن رغم ذلك يمكن استخدام بعض المضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للفطريات، ولكن لا يجب استخدام أي منها دون استشارة طبيب أولًا، وتحديد الأسباب التي تقف خلفها.
كانت هذه أشكال إفرازات الحمل ودلالتها وأسبابها وأيضًا طرق الوقاية منها، نتمنى أن نكون قد سلطنا الضوء بشكل كافٍ على هذه الموضوع، ولمزيد من موضوعات الحمل والرضاعة يمكنكم تصفح باقي مقالات القسم.
اقرأ أيضًا: