في الوقت الذي تؤكد الأبحاث فيه أن عدد مصابي مرض الاكتئاب على مستوى العالم يصل لمئات الملايين، وأنه في تزايد مستمر، لا يزال البعض للأسف في مناطقنا العربية تحديدا، ينظر لهذا المرض نظرة غير واعية، جاءت نتيجة الاستماع لخرافات عنه منذ القدم، نذكر منها الآن هذا الجانب.
إشارة للضعف العقلي
تعد تلك الخرافة تحديدا من أبرز الأسباب التي تجعل أغلب مصابي الاكتئاب لا يصرحون بما ألم بهم، نتيجة رؤية البعض لهذا المرض وكأنه وصمة عار، بينما هو في الحقيقة مثله مثل أي مرض، يؤثر على النواحي الاجتماعية والنفسية لمرضاه، بينما يقوم هو باختيار من يصاب به، ولا يختاره المريض.
نتيجة لأحداث مأساوية
بينما تحفز الظروف القاسية والأحداث المأساوية من ظهور هذا المرض، فإنه لا يمكن القول بأنها ستكون السبب الأوحد وراء الإصابة بالاكتئاب، حيث يؤدي ترك الحبيب أو الرسوب في الدراسة مثلا، للشعور بالألم والحزن لعدة أيام على الأكثر، لكن الاكتئاب لا ينتج إلا عن أمور أكثر عمقا في أغلب الظروف.
ليس مرضا حقيقيا
بعيدا عن الأسباب والإشارات، فإن البعض يرى أنه ليس مرضا من الأساس، وأنه مجرد مشكلة في شخص المريض، وهو كلام مغلوط تتناقله الألسنة دون وعي، إذ ينتج الاكتئاب عن اضطراب بكيمياء المخ، وخلل بالهرمونات، لذا فالحديث عن أن هذا الاكتئاب ليس مرضا حقيقيا، هو ما يزيد الطين بلة بالفعل.
أعراض ذهنية فقط
بالطبع يعتبر تأثر المشاعر والألم الذهني من أشهر الأعراض التي تظهر على مرضى الاكتئاب، ولكن هذا لا يعني أن الأعراض تتوقف عند هذا الحد، حيث تظهر أعراض جسمانية أخرى على المريض أيضا، كالأرق الشديد، والتعب الدائم، وتراجع الشهية بوضوح أو العكس، إضافة لآلام في الصدر أو العضلات.
الرجال الحقيقيون لا يصابون به
أكذوبة أخرى ليس لها علاقة بالواقع، فزيادة مرضى الاكتئاب بين النساء لا تعني عدم إصابة الرجال به، بل إن الاعتقاد في ذلك يجعل الرجل لا يلجأ لتلقي العلاج غالبا، ومن ثم تزيد حدة المرض لدية، وهو ما يوضح السبب الحقيقي وراء زيادة نسبة الانتحار بين الرجال عنها بين النساء.
مرض وراثي
بينما يثق البعض في أن إصابة شخص بهذا المرض يوما، قد تتسبب في إصابة أولاده فيما بعد به، نجد أن نسبة وراثة هذا المرض لا تتعدى الـ15%، وهي نسبة ضئيلة جدا.
بل إن إصابة الأب والأم بالاكتئاب يوما، قد تجعلهم أكثر وعيا فيما يخص ملاحظة أعراضه على أبنائهم، وكيفية التعامل حينها.
التحدث عنه يزيد الأمور سوءا
على العكس من ذلك، فإن التعبير عن مشاعر الألم قد تخفف من الأوجاع النفسية كثيرا، حيث سيجد المرض حينها الدعم اللازم له من أجل مقاومة المرض، والاستمرار في تلقي العلاج، واتباع نصائح الأطباء، حتى يشفى تماما.