فقد الكلب صديقه ومالكه الذي رباه لسنوات طويلة، فلم يتمكن حينها من التأقلم مع غيابه، فما كان منه إلا أن أثبت مدى الوفاء الذي يتمتع به للجميع على طريقته الخاصة، التي فاجأت الابن بصورة مذهلة!
وفاة صاحب الكلب
فبعد عامين من الرفقة، توفى الرجل التركي العجوز، محمد إيهان، عن عمر يقترب من الثمانين، في إحدى مستشفيات مدينة بورصة التركية، بعد صراع طويل مع المرض، لم يجد خلاله أوفى من كلبه الصغير سيزار، الذي كان جواره دائما في تلك الظروف القاسية.
يقول الابن علي: «يبدو أن معاناة والدي من الشلل وعدم القدرة على الحركة لعدة أعوام، هي من أنشئت العلاقة الخاصة والمذهلة بينه وبين كلبه سيزر، الذي امتنع تماما عن الطعام، في آخر أيام والدي، عندما تدهورت صحته تماما.
ما ظهر جليا بعد وفاة محمد وأثناء جنازته، عندما وقف الكلب الصغير منحنيا برأسه، تحت كفن صديقه، ليبدو وكأنه شديد التأثر بما حل بصديقه!
زيارة يومية غامضة
المثير أن الابن قد لاحظ لاحقا خروج كلبه من المنزل يوميا في الصباح، ما دفعه لتتبعه في إحدى المرات لاستكشاف سر خروجه المبكر في كل يوم، ليجد ما لم يتوقعه تماما!
حيث تبين أن سيزر الصغير، لا يفوت يوما إلا وقام خلاله بزيارة قبر صديقه الراحل، في واقعة دفعت علي للتأكيد على أن سيزر بالفعل يعد أوفى من الكثير من البشر.
يقول علي: «يؤكد لي كل العاملين بالمقبرة، أنه يبدو لهم أن كلبه الصغير لا يقوم بأي شيء آخر في بداية اليوم، قبل أن يأتي لزيارة قبر أبي، لذا فأمام تلك المشاعر الاستثنائية، يكون من الطبيعي ألا أدعه يعيش في أي مكان آخر بعد رحيل والدي، سيزر سيبقى معي حتى النهاية»!
لذا فإن كان الكل بمن فيهم علي، يجهلون الوقت الذي سيشهد تغلب سيزر على أحزان وفاة صديقه العجوز، فإنهم على علم أكيد بمدى الوفاء الذي يتسم به ذلك الحيوان البريء الوفي.