لقطة درامية مصورة، لطائرة يبدو أنها تتعرض لهجوم مرعب من قبل مجموعة من الطيور الجارحة، لتدفع القائد لهبوط اضطراري كاد أن يكلفه حياته وحياة الركاب، وتثير تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فهل حدث الأمر بالفعل؟
هجوم الطيور
إن كنت شاهدت من قبل رائعة المخرج العالمي ألفريد هيتشكوك، المتمثلة في فيلم الرعب «الطيور»، فلعلك ستتذكره على الفور مع مشاهدة تلك الصور المثيرة للجدل، والتي أكد ناشروها أنها لطائرة تتبع الخطوط البريطانية، وتسبب حظها العثر في وضعها بمواجهة مخيفة، ضد سرب من الطيور الجارحة.
يكشف المنشور الشائع عبر منصات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها فيسبوك، عن الهجوم الشرس الذي تعرضت له الطائرة البريطانية، من جانب طيور جارحة، لم تترك قائد الطائرة إلا وقد قرر الهبوط بصورة اضطرارية، خوفا على مصيره ومصير ركاب الطائرة، لينجح في ذلك بالفعل ولكن بعد ألحقت الطيور الأذى بطائرته، التي يبدو أنها ستحتاج للكثير من الإصلاحات، لتعود إلى سابق عهدها إن أمكن.
أثبت كاتب المنشور المذكور صحة الرواية كذلك، على ما يفترض، عبر الكشف عن بعض الصور العجيبة للطائرة، التي تبدو في حالة سيئة، علاوة على صور أخرى لطيور فقدت حياتها بسبب قوة الاصطدام، فما صحة كل تلك الأحداث المثيرة للدهشة؟
الحقيقة
يبدو أن ناشر تلك القصة مثله مثل الملايين من عشاق فيلم «الطيور»، قد تأثر بمشاهدته، إلا أنه لم يكتفي بإعجابه بهذا الفيلم الملحمي، بل قام بفبركة تلك القصة عن هجوم طيور جارحة على طائرة تتبع الخطوط البريطانية، حيث نكتشف أن قائد الطائرة المشار إليها في الصورة الرئيسية لم يجبر على الهبوط بها، لأن طائرته لم تتعرض من الأساس لأي هجوم وحشي.
تكشف اللقطة عن وهم بصري، يخيل لناظرها أن الطيور قريبة للغاية من الطائرة، فيما توجد في الواقع مساحة كافية بين الطرفين، أنهت الأمور بسلام، مع العلم أن تلك الصورة التقطت في عام 2004، قبل أن تستخدم في تلك المنشورات الكاذبة التي فبركت هذه الرواية منذ عدة سنوات، لتعود للظهور على السطح خلال الأيام الماضية.
أما عن الصور الأخرى التي تبرز الدمار الذي تعرض له كل من الطائرة والطيور، فيتبين أنها لقطات مأخوذة من أكثر من حادث، أسفرت أغلبها عن إصابة ونفوق الطيور للأسف، ولكن من دون أن تتأثر الطائرة وتفقد اتزانها، أو يضطر قائدها للهبوط اضطراريا، كما أكد المنشور الكاذب.