هل تعلم بأن أفضل طريقة لاعتياد الأفعال الجيدة ومن ثم زيادة إنتاجيتك، تتطلب القيام بأشياء أقل وليست أكثر؟ هذا ما يمكن اتباعه بالفعل عبر سلسلة من العادات المصغرة فحسب.
مدة اتباع العادات
في عام 1950، كشف خبير الجراحات التجميلية، ماكسويل مالتز، عن مفهوم الـ21 يوما، الذي أشار من خلاله إلى أن هذه الفترة كافية من أجل المرء، لكي ينشئ روتينا جديدا أو يكتسب عادة، ما نفته دراسة أخرى ظهرت في عام 2009، على يد الباحثة فيليبا لالي، أكدت خلالها أن 66 يوما هي المدة الممكنة، التي يجب أن يزاول فيها الإنسان عادة ما، ليتأكد من اكتسابها حقا.
وما بين الـ21 يوما الخاصة بماكسويل والـ66 ليلة لفيليبا، تمت الإشارة إلى مفهوم آخر أكثر أهمية، لا يهتم بعدد الأيام التي تتبع فيها العادات، بقدر ما يركز على ماهية العادات وسهولتها، إذ تم التوصل من خلاله إلى فكرة العادات المصغرة التي تحققق النتائج الرائعة، والتي نشير لأهم مبادئها الآن.
العادات المصغرة
على عكس المتوقع، يرى الكاتب الشاب، ستيفين جويز، صاحب مصطلح العادات المصغرة، أن اتباع العادات الحسنة الصعبة بشكل مفاجئ، يعد من البدايات الخاطئة تماما، حيث يشير إلى أن تحقيق الأهداف السهلة شديدة البساطة وبصورة يومية، قد يبدو بالنسبة للبعض وكأنه أمر تافه بلا قيمة، إلا أنه مع الوقت، ومع إحساس المرء يوميا بأنه ينجز شيئا جيدا، ستتحسن الحالة النفسية أكثر وأكثر، ويصبح إتمام المهام كاتباع العادات، أمرا شديد البساطة.
من هنا، وضع جويز بعض الأمثلة التي تكشف عن طريقته الناجحة في تحقيق الأهداف واتباع العادات الجيدة، إذ يشير إلى أن تعلم لغة جديدة يجب أن يقوم على أساس تعلم كلمة واحدة يوميا في البداية، قبل أن يتطور الأمر بصورة تلقائية وتدريجية، كما ينصح دائما بربط الهدف بأمور حياتية، حيث تجد أن مجرد مشاهدة بضع دقائق من فيلم سينمائي باللغة المراد تعلمها، سيحمل لك نفس النتيجة المرغوبة بطرق أكثر تسلية.
والمراد من كلمات جويز، هو التأكيد على أن نجاح المرء في تحقيق أهدافه لن يتم ببساطة، إلا بتحويل تلك الأهداف إلى عادات صغيرة، يقوم بها المرء يوميا باستمرار، حتى تأخذ حيزا كبيرا من عقله مع مرور الوقت، ليصبح الالتزام بأصعب المهام، أمرا سهلا، ينفذ بلا تفكير.