يمكن أن تكون محاولة إنجاب طفل تجربة مثيرة ومحيرة في نفس الوقت، ونظرًا لأن أعراض الدورة الشهرية وأعراض الحمل يمكن أن تكون متشابهة جدًا، فقد يكون من الصعب التمييز بين الاثنين، وتتساءل العديد من النساء عن الفرق بين أعراض الحمل الدورة الشهرية، والوقت الذي يمكنهم فيه تحديد ما إذا كن قد أصبحن حوامل أم لا.
الفرق بين أعراض الحمل والدورة
الفرق الرئيسي بين أعراض الدورة الشهرية والحمل هو الهرمونات التي تسببها، في حين أن أعراض الدورة الشهرية ناتجة عن تقلب مستويات هرمون البروجسترون والاستروجين، فإن أعراض الحمل ناتجة عن هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (hCG).
- يحفز هرمون HCG المبايض على الاستمرار في إنتاج هرمون الاستروجين والبروجسترون، ويمنع إطلاق أي بويضات إضافية، ويبدأ أولاً بالظهور في دم المرأة وبولها بعد أيام قليلة من انغراس البويضة المخصبة في بطانة الرحم، لن يكون لدى المرأة اختبار حمل إيجابي قبل وجود هذا الهرمون بمستويات عالية بما يكفي.
- بالإضافة إلى ذلك من غير المحتمل أن يصاحب الدورة الشهرية كثرة التبول وارتفاع درجة حرارة الجسم.
- كل من هذه الأعراض ناتجة عن زيادة تدفق الدم حيث يتكيف جسم المرأة الحامل لدعم الجنين النامي، بعض النساء يعانين من الغثيان خلال فترة الحيض، ولكن القيء نادر خاصة إذا لم يكن لديها اضطراب ما قبل الحيض المزعج (PMDD) أو نوع آخر من الاضطرابات التناسلية.
- وبالمثل غالبًا ما تصاحب الرغبة الشديدة في تناول الطعام دورتك الشهرية، ولكن نادرًا ما يحدث نفور من الطعام أثناء الحيض، هذا إن حدث قد يكون شعورك بنفور قوي من أحد الأطعمة المفضلة لديك فجأة إشارة إلى أنك حامل.
- في حين أن النزيف يمكن أن يحدث بسبب كل من الحيض وبدايات الحمل، فإن نزيف الانغراس سيختلف من حيث أنه يحدث بشكل عام بكميات صغيرة (التبقيع)، في حين أن الأيام القليلة الأولى من فترة الحيض لدى المرأة تكون بشكل عام الأكثر غزارة، فإذا كنتِ تنتظرين دورتك الشهرية وبدلاً من ذلك تنزفين طفيفًا لبضعة أيام فقد تكونين حاملاً.
- أخيرًا قد تلاحظ النساء أن إفرازاتهن المهبلية المنتظمة تتغير إلى تناسق أبيض حليبي الناجم عن التغيرات التي يمر بها الرحم أي زيادة إنتاج الخلايا.
اقرأ أيضًا: ما الفرق بين دوخة الحمل ودوار الدورة الشهرية؟
أعراض الدورة الشهرية
تُحسب الدورة الشهرية من اليوم الأول للنزيف في شهر معين خلال الإباضة إلى اليوم الأول للنزيف في الشهر التالي، ويمكن أن تختلف مدة الدورة الشهرية من إمرأة لأخرى، لكن تتراوح المدة ما بين 21 إلى 45 يومًا عندما تبدأ المرأة في الحيض لأول مرة، ولكنها تقصر عمومًا إلى 21–34 يومًا بعد عامين، ومتوسط وقت الدورة هو 28 يومًا، وبعد حوالي 14 يومًا من دورة المرأة تبدأ الإباضة.
تحدث الإباضة عندما تخرج البويضة من أحد المبيضين، في كل مرة يتم إطلاق البويضة الأكثر نضجًا، تنتقل هذه البويضة إلى أسفل إحدى قناتي فالوب باتجاه الرحم، قبل أن تصل البويضة إلى الرحم، تتكاثف بطانة الرحم (المعروفة أيضًا باسم بطانة الرحم) بالدم والأنسجة الإسفنجية من أجل التحضير للالتصاق المحتمل للبويضة المخصبة، ولكن عندما لا تخصب البويضة بحيوان منوي فإن جسمك يفرز هرمونات تساعد على بدء الحيض، أثناء الحيض يتسبب البروستاجلاندين في تقلص عضلات الرحم وإلقاء الدم والأنسجة الزائدة وإخراجها عبر المهبل.
وفي المقابل عندما يتم تخصيب البويضة بواسطة حيوان منوي أثناء السفر عبر قناة فالوب، تبدأ خلاياه في الانقسام، بمجرد وصول البويضة المخصبة (الزيجوت) إلى الرحم، قد تلتصق بجدار الرحم السميك، يُشار إلى هذا باسم الانغراس ويمثل بداية الحمل، ويحدث هذا عادةً بعد 6–12 يومًا من الإباضة، بعد الزرع يشار إلى البويضة الملقحة باسم الكيسة الأريمية، ومع ذلك من المهم ملاحظة أن ما يقرب من نصف جميع البويضات المخصبة لا يتم زرعها ويتم تفريغها خلال فترة الدورة الشهرية، إذا نجحت الكيسة الأريمية في الالتصاق وبدأت في تطوير الكيس الأمنيوسي، فسيتم الإشارة إليه على أنه جنين.
تختلف كمية الدم والأنسجة التي يتم إلقاؤها أثناء الحيض من امرأة إلى أخرى، ولكنها قد تكون أقل مما تعتقد، متوسط الكمية يعادل حوالي ملعقتين كبيرتين، ويمكن أن يكون دم الحيض ورديًا أو أحمر أو بنيًا وفي بعض الأحيان يكون به تكتلات من الأنسجة، ويحدث الحيض بشكل عام لمدة 2 — 7 أيام، ولكنه عادة ما يكون أخف وأقصر عند بدء الدورة الشهرية، ويبدأ الحيض من الوقت الذي تبلغ فيه الفتاة سن البلوغ (عادة ما بين 11 و 14 عامًا) طوال فترة انقطاع الطمث (عادة حوالي سن 50).
وبالإضافة إلى خروج الدم عن طريق المهبل، تختلف شدة هذه الأعراض باختلاف كل امرأة، وغالبًا ما تتقلب طوال حياة المرأة، وقد تختلف الأعراض من دورة إلى أخرى، وتجد العديد من النساء أنه من المفيد تتبع الدورة الشهرية وأعراض الدورة لتحديد النمط، هذا مفيد أيضًا إذا كنتِ تحاولين الحمل لأنه يمكنك تحديد أوقات الإباضة في الشهر، وبالتالي يكون لديك أعلى احتمالية للحمل، و تشمل أعراض الدورة الشهرية الشائعة ما يلي:
- تقلصات في البطن أو الحوض.
- احتباس الماء (الانتفاخ).
- الصداع والتعب.
- ألم في الثدي.
- تقلب المزاج والتهيج.
- البثور أو تفشي حب الشباب.
- الرغبة الشديدة في تناول الطعام.
أعراض الحمل المبكر
يسهل تفويت العديد من أعراض الحمل المبكرة لأنها تحاكي أعراض الدورة الشهرية بشكل وثيق، لهذا السبب من المهم ملاحظة أن المعاناة من بعض هذه الأعراض لا تشير بالضرورة إلى الحمل، ومع ذلك إذا كنت تشك في أن الحمل محتمل، فمن الأفضل دائمًا أن تتأكدي ما إذا كنت حاملاً قبل الانخراط في أي أنشطة قد تكون ضارة بالجنين النامي، وتشمل أعراض الحمل المبكرة قبل تدفقات الدورة الشهرية ما يلي:
- نزيف الانغراس وتشنجات: وتحدث هذه الأعراض عندما تلتصق البويضة الملقحة بجدار الرحم، عند حدوث الانغراس غالبًا ما يتمزق الأوعية الدموية في جدار الرحم مما يؤدي إلى حدوث نزيف، في حين أن هذا يمكن أن يشبه بداية فترة الحيض، إلا أن التدفق يميل إلى أن يكون أخف بكثير، بالإضافة إلى ذلك يميل الدم إلى الاختلاف في اللون عن الدورة المعتادة للمرأة، وعادةً ما يظهر بلون وردي أو بني غامق أكثر، بلون الصدأ تقريبًا.
- الغثيان والقيء: في حين أن غثيان الصباح يميل إلى عدم الظهور حتى شهر أو شهرين من الحمل، فقد تعاني بعض النساء من هذه الأعراض بعد فترة وجيزة من انغراس البويضة، وقد يستمر غثيان الصباح طوال فترة الحمل، أو قد يتبدد بعد الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
- إفرازات مهبلية: بصرف النظر عن النزيف ستلاحظ بعض النساء إفرازات بيضاء حليبيّة، يحدث هذا بسبب زيادة إنتاج الخلايا وزيادة سماكة بطانة الرحم، ويمكن أن يستمر طوال فترة الحمل.
- التعب والإرهاق: يعد هذا من أعراض الحمل المبكرة الشائعة جدًا لأن مستويات هرمون البروجسترون في الدم ترتفع ويمكن أن تسبب النعاس، ويساعد البروجسترون في الحفاظ على الحمل، ويساهم في نمو الغدد المنتجة للحليب في الثدي، يمكن ملاحظة هذه الأعراض في وقت مبكر بعد أسبوع من الحمل.
- ألم في الثدي: على غرار أعراض الدورة الشهرية يمكن للتغيرات الهرمونية المرتبطة بالحمل أن تجعل الثديين مؤلمين.
- كثرة التبول: هذه من الأعراض المثيرة للاهتمام التي تسببها زيادة الدورة الدموية في جسم المرأة الحامل، نظرًا لأن مهمة الكلى هي معالجة الدم، فإن المنتجات الثانوية للسوائل تنتهي في المثانة، سيستمر هذا طوال فترة الحمل ومن المحتمل أن يتفاقم في الثلث الأخير من الحمل حيث يمكن للطفل النامي أن يضغط مباشرة على المثانة.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم: يعد ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية هو أحد الآثار الجانبية لزيادة تدفق الدم أثناء الحمل، يتم زيادة التمثيل الغذائي في الجسم، مما يزيد من تدفق الدم إلى الجلد، وبالتالي يرفع درجة حرارة الجسم.
- الرغبة الشديدة في تناول الطعام أو النفور: يمكن أن يحدث كل من الرغبة الشديدة في تناول الطعام والملاحظة المفاجئة للاشمئزاز الشديد من الأطعمة المفضلة لديك في وقت مبكر من الحمل، في حين أن الرغبة الشديدة في تناول الطعام تحدث أحيانًا أثناء الحيض، إلا أن النفور من الطعام نادر جدًا.
وأخيرًا وقد تعرفتي على الفرق بين أعراض الحمل والدورة، إذا كنت تعتقدين أنك حامل يجب عليك استشارة طبيب النسا الخاص بك في أقرب وقت ممكن، فمن المهم أن تبدأ رعاية ما قبل الولادة في أقرب وقت ممكن لضمان صحة طفلك.
اقرأ أيضًا:
