تسعى جميع المجتمعات المتحضرة إلى تأصيل فكرة وقيمة رعاية الحيوانات والاهتمام بها، حيث تنتشر جمعيات ومنظمات حقوق الحيوان ورعايته، وقد عمدت تلك المجتمعات إلى ذلك الهدف منذ فترات طويلة، وكانت إحدى نتائج هذه الجهود اليوم العالمي للحيوان الذي يهدف إلى رفع مستوى الرعاية بالحيوان، ووضع معايير جديدة لتحقيق مزيد من الرفاهية لجميع الحيوانات، سواء التي يتم تربيتها في المنازل أو مؤسسات مخصصة لذلك وعلى رأسها حدائق الحيوان.
نشأة اليوم العالمي للحيوان
بدأت الفكرة تلبية لدعوات من الكاتب والناشر الألماني هاينريش زيمرمان، والذي أراد أن يكون ذلك اليوم في الرابع من أكتوبر من كل عام ليوافق الاحتفال بذكرى القديس فرنسيس أسيزي، الملقب بشفيع البيئة والحيوان، إلا أنه تم الاحتفال بأول يوم عالمي للحيوان يوم 24 مارس 1925، وذلك لأنه في ذلك الوقت كان المكان المقرر الاحتفال فيه متاحا في هذا التاريخ.
إلا أنه بدءا من عام 1929 تم اعتماد يوم 4 أكتوبر للاحتفال بـ اليوم العالمي للحيوان وتم ذلك في قصر الرياضة بمدينة برلين الألمانية، وحضر تلك الاحتفالية 5000 شخص، وفي البداية كان ذلك اليوم يتم الاحتفال به في أربعة دول فقط هي ألمانيا والنمسا وسويسرا وتشيكوسلوفاكيا، وظل زيمرمان يناضل لجعله على مستوى العالم حتى تحقق له ذلك في مايو 1931 بقرار في مؤتمر الحيوان الدولي أجمع عليه كل الحاضرين.
لماذا نحتفل بـ اليوم العالمي للحيوان
يتم الاحتفال بهذا اليوم بأشكال مختلفة في كل دولة وفقا لمعتقدات وديانة وثقافة شعبها، ووفقا للوعي التعليمي بشكل عام وبهذا اليوم وأهميته على وجه خاص، كما أن أسباب الاحتفالية باليوم العالمي للحيوان هو ترسيخ قيم حماية ورعاية الحيوانات وتطبيق المعايير الدولية، وتوعية الدول بها وتعبئة الشعوب من أجل التكيف مع تطبيق تلك المعايير وتأثيرها على المستويات الاقتصادية والاجتماعية.
والمقصود بالمستويات الاقتصادية هو تربية الحيوانات التي يتم الاستفادة بها من الناحية الاقتصادية ببيع منتجاتها، أما الاجتماعية فهي تعامل المجتمع مع الحيوانات بشكل عام من خلال قوانينه ومعتقداته، حيث يتم توفيق ذلك مع المعايير الدولية لرعاية الحيوانات.
أيام احتفالية أخرى للحيوان
لا يمثل اليوم العالمي للحيوان الاحتفالية الوحيدة بحقوق الحيوانات ولكن هناك احتفالات أخرى لذلك، مثل اليوم الوطني لحقوق الحيوان، والذي بدأ في الأول من يونيو في عام 2011، ويتم الاحتفال به في العديد من البلدان على مستوى العالم، كذلك يوجد اليوم الوطني للحياة البرية، والذي بدأ الاحتفال به عام 2005 تخليدا لذكرى ستيف إيروين أحد أبرز المناهضين من أجل حقوق الحيوان.
ومن خلال تلك الاحتفالات الوطنية والدولية يسعى المجتمع الدول بمؤسساته ومنظماته المتخصصة في مجال رعاية الحيوان، إلى الاهتمام بالحيوانات بشكل عام والمهددة بالانقراض بوجه خاص، والتبرع من أجل ذلك سواء بالمال أو المجهود والعمل في مساعدتهم، وتوعية الأطفال بأهمية ذلك عن طريق اصطحابهم لزيارة حدائق الحيوانات والمحميات الطبيعية.