عند يتعرض أحد الأماكن لهجوم مسلح، يبحث الجميع عن الاختباء أو الهروب والابتعاد قدر الإمكان عن مرمى النيران، إلا أن ما فعله بطل صغير لا يتجاوز الـ 15 عاما، من أجل إنقاذ حياة زملائه الآخرين، فاق كل التوقعات!
بطل صغير
أنتوني بورجز، هو ذلك الاسم الذي تناقلته وسائل الإعلام العالمية كثيرا في الفترة الأخيرة، بعد أن قام ابن الـ 15 بموقف بطولي، أنقذ خلاله نحو 20 طالبا آخر بمدرسته الواقعة بولاية فلوريدا الأمريكية، من مذبحة هزت أركان الولايات المتحدة الأمريكية بأسرها، وتسببت في مقتل نحو 17 شخصا على الأقل.
إذ قام أنتوني بإغلاق باب فصله الدراسي، ووقف خلفه لمنع مرتكب المذبحة من الدخول بالسلاح الذي يحمله، ما دفع المهاجم لإطلاق وابل من الرصاصات عبر الباب المغلق، تصدى لها أنتوني الشجاع وحده!
وقد جاء هذا الهجوم الوحشي على يد مراهق مضطرب، يبلغ 19 عاما، ويدعى نيكولاس كروز، وفقا لما يحكيه أحد أصدقاء البطل أنتوني، والذي يقول: «مع سماع دوي إطلاق النيران، تسمرنا جميعا في أماكننا، إلا أن أنتوني قرر أخذ زمام المبادرة بكل شجاعة، ليحمي الجميع من الموت المحقق».
حالة صحية صعبة
وفي ظل حالة التوتر التي انتابت الجميع بالولايات المتحدة، ومع ظهور مؤشرات تنبئ باحتمالية اتخاذ قرار حاسم وجديد من نوعه، بضرورة تسليح المعلمين تحسبا لوقوع حوادث أخرى على هذه الشاكلة، ترتفع أيادي الجميع هناك إلى السماء، أملا في شفاء أنتوني الصغير مما أصابه.
يتحدث والد أنتوني عبر إحدى صفحات الإنترنت، التي خصصت لإقامة حملة جمع أموال، لصالح علاجه، فيقول: «لقد تعرض لوابل من الرصاص بالفعل، إذ أصيب في قدميه، وتعرضت عظمة الفخذ اليسرى لديه إلى التحطم، بينما اخترقت إحدى الرصاصات ظهره، ولكنه في النهاية بطل حقيقي، وستتحسن حالته مع الوقت».
وقد اجتذبت كلمات والد أنتوني، وقصة بطولة ابنه الصغير، تعاطفا كبيرا في بلاده، ما نتج عنه نجاح حملة جمع الأموال، في حصد نحو 198 ألف دولار، حتى الآن.
اهتمام موسع
ومع انتشار قصة أنتوني، التي تعد نموذجا حيا أمام أعين الجميع، قام قائد شرطة المنطقة التي تتبعها مدرسة فلوريدا، بزيارة الطالب المصاب، الذي أنقذ العشرات من الموت المحقق.
وأشارت الصفحة الرسمية للشرطة إلى تلك الزيارة، موضحة: «حالة أنتوني تتحسن، ولكنه يعتبر في أول طريق العلاج، حيث يحتاج إلى إجراء المزيد من العمليات الجراحية، التي نأمل جميعا في نجاحها».