دراسة حديثة تكشف عن مخاطر صحية غير متوقعة تلك المرة، تحيط بالشخص الوحيد، حيث تشير لزيادة فرص معاناته من الاكتئاب وأمراض القلب والأوعية الدموية، بالمقارنة بغيره من البشر.
الوحدة والموت
ناقشت الكثير من الدراسات على مدار سنوات طويلة، تأثير العزلة التي يعيشها البعض باختيارهم أو بغير ذلك، حيث توصلت إلى أضرار عدة بجانب فوائد بسيطة، يحصل عليها الشخص الوحيد، إلا أن دراسة دنماركية أخيرة، قطعت الشك باليقين، عندما أشارت لخطورة الأمر على صحة الإنسان الوحيد.
أوضحت الدراسة التي أجراها الباحثون من جامعة كوبنهاجن الدنماركية، أن مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية ترتفع إلى الضعف، عند معاناة الرجال أو النساء من الوحدة، ما يجعل من انعزال الشخص أو عدم تمتعه بالصفات الاجتماعية اللازمة لكسب الصداقات مع غيره من البشر، سببا مباشرا في زيادة فرص وفاته المبكرة.
تقول آني فينجارد، الباحثة وراء تلك الدراسة، من جامعة كوبنهاجن: «أصبحت الوحدة أكثر شيوعا من ذي قبل، الكثير من الناس أصبحوا يعانون منها الآن، وهو أمر مخيف في ظل ربطها مع تزايد فرص الإصابة بالأزمات والسكتات القلبية».
الوحدة والاكتئاب
وبجانب توصل الباحثين إلى العلاقة الطردية المؤسفة، بين زيادة إحساس المرء بالوحدة، وفرص معاناته من الأمراض القلبية الخطيرة، أشار البحث الدنماركي كذلك إلى ترابط آخر بين الوحدة والانعزالية من جهة، وبين المعاناة من مرض الاكتئاب الشائع من الجهة الأخرى.
أوضح الباحثون من جامعة كوبنهاجن أن الأشخاص الوحيدين تزداد لديهم فرص الإصابة بأعراض الاكتئاب، لنحو 3 أضعاف فرص إصابة الآخرين بها، وذلك بالنسبة للنساء والرجال على حد سواء، ما يعني خطورة العزلة على مستوى الصحة القلبية والنفسية أيضا.
نوهت آني فينجارد أيضا إلى أن شعور الإنسان بالوحدة لا يرتبط فقط بالسكن وحيدا، حيث يمكن لشخص يعيش بمنزل مع الآخرين أن تنتابه تلك المشاعر السلبية، فيما لا يعد السكن منفردا عائقا أمام تكوين علاقات إنسانية قوية بالنسبة لآخرين.
في النهاية، تحذر الدراسة الأخيرة من خطورة انعزال البعض عن العالم الخارجي، منبهة على الأطباء بضرورة وضع نتائج ذلك البحث الأخير في الحسبان، عند الكشف على المرضى للاستفادة.