منذ سنوات بعيدة، جاء وجود الأنفاق ليكون ضرورة حتمية للإنسان، إذ كانت تستخدم للسفر أو للاختباء أثناء الحروب، بل وللسكن في بعض الأحيان. ولكن يبدو أن هناك نوع آخر من الأنفاق، عثر عليها مؤخرا في قارة أمريكا الجنوبية، ولم يعرف الخبراء سرها حتى الآن، إذ تبين أنها لم تحفر إلا من خلال مخالب عملاقة! فما سر تلك الأنفاق إذن؟
البداية
بدأ الأمر في عام 2000، عندما توصل الجيولوجي هينريك ثيودور، إلى وجود نفق عجيب، بأحد مواقع البناء الواقعة بالبرازيل، حيث قاده البحث الطويل بداخل هذا النفق ذي الارتفاع البالغ 70 سم، إلى أن حفره قد تم من خلال كائنات منقرضة ذات مخالب ضخمة!
ما فسر الأمر قليلا بالنسبة لثيودور، الذي أشار إلى أن الكائنات المنقرضة التي حفرت ذلك النفق، هي حيوانات الكسلانيات العملاقة، التي ودعت الأرض منذ آلاف السنين!
البحث من جديد
لاحقا، جذب الأمر اهتمام جيولوجي آخر، يدعى أميلكار أدامي، وذلك في عام 2010، إذ ذهب إلى النفق المزعوم، بل وقاده بحثه الطويل في تلك المنطقة الغامضة إلى فوهة قريبة من الحدود البوليفية، ولكن دون أن يتوصل إلى أمر جديد حينها.
ولكن في عام 2015، بدأ أميلكار يبحث مرة أخرى عن سر ذلك النفق الغامض، ليأتي بالجديد في تلك المرة، إذ توصل إلى اكتشافين، إحداهما قديم والآخر حديث، فأكد في البداية على ما اكتشفه هينريك ثيودور منذ نحو 15 عاما، فيما يخص حفر ذلك النفق على أيدي حيوانات الكسلانيات العملاقة المنقرضة.
أما الاكتشاف الحديث الذي توصل إليه أميلكار، فكان يتلخص في أن حفر ذلك النفق، لم يتم بواسطة بضعة كسلانيات منقرضة وحسب، بل عن طريق أجيال وأجيال من تلك الحيوانات العملاقة!
مزيد من الأنفاق
المثير في الأمر، أن النفق المكتشف بالبرازيل، قد فتح الباب لاكتشاف مزيد من الأنفاق، بلغ عددهم حتى الآن نحو 1500 نفق، توصل إليهم الجيولوجي هينريك ثيودور، بمساعدة طلابه المجتهدين.
لذا فما بين كل تلك الاكتشافات، تأكد لدى العلماء والجيولوجيين، أن حفر تلك الأنفاق تم بالفعل بواسطة كسلانيات الأرض العملاقة، ما يوضح أن الأنفاق قد شقت بالأرض قبل انقراض تلك الحيوانات الغامضة، أي منذ ما يزيد عن 10000 سنة بالتمام والكمال!