سلحفاة فيرناندينا العملاقة، هكذا عرف هذا الكائن التابع لفصيلة نادرة من السلاحف، ظهرت للمرة الأخيرة منذ أكثر من 100 عام حتى توقع الباحثون انقراضها، قبل أن تعود للعلن من جديد لتثير دهشة الخبراء.
سلحفاة فيرناندينا
كشفت حكومة دولة الإكوادور عن مفاجأة مدوية، تمثلت في العثور على سلحفاة فيرناندينا العملاقة بجزر جالاباجوس، حيث يعد هذا الظهور هو الأول لإحدى السلاحف التابعة لتلك الفصيلة، بعد اختفاء يزيد عن 100 سنة، وتحديدا منذ أن عثر عليها الباحثون للمرة الأخيرة في عام 1906، أي منذ 113 سنة.
جاء الاختفاء الطويل لتلك الفصيلة من السلاحف، ليدفع عدد من الخبراء إلى الاعتقاد بانقراضها، حيث وضع الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة تلك النوعية من السلاحف الضخمة في مقدمة الحيوانات المعرضة لخطر الانقراض مع احتمالية كبيرة لانقراضها من الأساس، الأمر الذي ثبت عدم صوابه بظهور سلحفاة فيرناندينا المفاجئ.
يؤكد عدد من المسؤولين عن حماية السلاحف بالإكوادور، على أن سلحفاة فيرناندينا اللافتة للأنظار مؤخرا، تبدو في حالة صحية جيدة، إلا أنها تعاني انخفاضًا في الوزن بحيث تبلغ حاليا نصف الوزن الطبيعي لها أو ربما أكثر بقليل، علما بأن عمر السلحفاة الضخمة يناهز الـ100 عام.
رحلة الاستكشاف
بدأ الأمر مع قيام مجموعة من الباحثين برحلة استكشافية لإحدى جزر مقاطعة جالاباجوس، قبالة ساحل الإكوادور بأمريكا الجنوبية، إذ توقع علماء الأحياء من ضمن هذه البعثة، عدم نجاة أي من الكائنات الحية التي كانت تعيش بتلك المنطقة، نظرا لأنها محاطة دائما بخطر انفجار الحمم البراكنية.
فوجئ الفريق العلمي في البداية بفضلات السحلفاة في الجزر الإكوادورية، ما أثار استغرابهم وحفزهم على القيام بالمزيد من البحث، حتى عثروا على سلحفاة فيرناندينا مختبئة تحت كومة من الأغصان، أملا في أن تحمي نفسها من أشعة الشمس القوية بهذه الجزر، ما دفع الخبراء لاصطحابها إلى مركز فاوستو يرينا لتربية السلاحف بالإكوادور.
يشير الباحثون إلى أن المفاجأت لم تتوقف عند هذا الحد، بل استمرت مع عثورهم على مزيد من الفضلات التابع لعدد من السلاحف الأخرى في أغلب الظن، لذا فربما تشهد الأيام المقبلة عثور الخبراء على أصدقاء أخرين لسلحفاة فيرناندينا العملاقة، التي لم تنقرض رغما عن الظروف.