«عندما تحل ملكة جديدة للنحل، لابد أن يتم قتل الملكة القديمة».. هذا هو قانون النحل القاسي، الذي يحدث بانتظام مع كل ملكة تقريبا.
هذا الأمر لا يتم إلا بطريقة خاصة جدا، وهي التكتل حول الملكة بأعداد كبيرة، وهو ما يطلق عليه باللغة الدارجة «الحضن»، حينها يتم إعدام تلك الملكة القديمة بفعل الاختناق والحرارة الشديدة.
وللعلم، يستخدم النحل الياباني هذا الأسلوب في قتل المعتدين أيضا، حيث يتم قتل الدبابير المعتدية التي تدخل إلى الخلية بحثا عن الغذاء بتلك الطريقة، ما ينطبق أيضا على أي ملكة أجنبية أو غير معروفة لديهم. حيث يقتلونها عقوبة لها على محاولة أخذ الحكم من الملكة الحالية. والطريف أن ولاء النحل لملكتهم الأصلية لا يمنعهم من أن يقتلونها فيما بعد، لأسباب متباينة.
فبين تقدم عمر الملكة الأصلية، أو إصابتها بمرض عضال، تقل معدلات «الفيرمونات» لديها بشدة، وهي الكيماويات المسئولة عن نقل الإشارات بينها وبين بقية الخلية. في هذه الحالة، لا يكون على النحل إلا أن يتكتلوا حولها وقتلها.
هذه العملية يطلق عليها اسم «الإحلال»، حيث تحل ملكة جديدة صغيرة سنا وغير مصابة بأي مرض، محل الملكة المعتزلة، أو المجبرة على الاعتزال بمعنى أدق.
وفي أحيان أخرى، تحدث عملية قتل الملكة بسبب مربي النحل نفسه. إذ يقوم المربي بقطع إحدى أرجل الملكة، لأسباب يعتقد أنها في صالحها من الناحية الصحية.
ولكن في واقع الأمر، فإنه يعرضها للموت بشكل أو بآخر. فالملكة حينها لا تكون قادرة على وضع بيتها بالشكل المناسب في الخلية، وهو ما يلحظه جميع النحل الموجود، ومن ثم تكون إشارة بدء قتلها اتضحت، وهو ما يعد أزمة لمالكي النحل أنفسهم، لكونهم مطالبين بتقديم ملكة جديدة للنحل المترقب.
أما لو جاءت وفاة الملكة بصورة طبيعية، فالأمور تسير في اتجاه آخر. حيث تقوم الشغالات بتربية يرقات ملكية بإطعامها من الغذاء الملكي، وعندما تفقس البيضة الأولى، يكون هذا إشعارا بخروج ملكة جديدة للحياة، لتحكم الخلية وتحل محل الملكة السابقة.