حلم جابرييل وزوجته سارا، بالعيش في عصور وحقب زمنية مضت، فلم يجدا أفضل من العصر الفيكتوري في القرن التاسع عشر للسفر إليه على طريقتهما الخاصة، ومن دون انتظار آلة زمنية لم تبتكر بعد، فكيف نجحا في ذلك؟
رحلة بالزمن
كثيرا ما نستمع إلى أحلام البعض بالسفر زمنيا والعودة لعصور سابقة، حيث كانت الحياة أكثر بساطة، وغير مأهولة بوسائل التكنولوجيا الحديثة التي ثبتت أضرارها بقدر فوائدها، الأمر الذي يبدو أن الزوجين ‑سارا وجابريل كريسمان- قد حلما به أيضا، بل ونجحا في تنفيذه على مدار عقد كامل من الزمان.
وجد الثنائي الذي يعيش بالولايات المتحدة الأمريكية ضالته في نهايات القرن التاسع عشر، وتحديدا في إحدى مراحل العصر الفيكتوري ببريطانيا، حيث عاشا سويا وكأنهما بين أعوام 1880 و1890، على الرغم أنهما شابان في القرن الـ21، نظرا لشغفهما المشترك وإحساسهما بأن تلك المرحلة التاريخية هي الأقرب لقلبيهما، وخاصة مع احتوائها على بعض مظاهر الحياة المتقدمة ولكن بشكل مبسط، مثل المصابيح الكهربائية والهواتف والسيارات.
تحفزت سارا من أجل تنفيذ تلك الفكرة غير المسبوقة، في ظل عملها كباحثة وكاتبة عن العصر الفيكتوري، الأمر الذي أفادها كثيرا على مدار 10 سنوات من التعايش مع مظاهر الحياة المختلفة في هذا الزمن، مع شريك حياتها جابريل، أمين المكتبة السابق والذي يعمل حاليا بأحد محال الدراجات، إلا أن رحلة الزوجين للعصر الفيكتوري لم تبدأ بشكل مفاجئ، بل تدريجيا بمرور الوقت.
العودة للعصر الفيكتوري
قدَّم جابريل لسارا الهدايا القيمة من العصر الفكتوري في بادئ الأمر، إلا أن الأوضاع تطورت مع شراء منزل عتيق، كان قد بني في عام 1888 بولاية واشنطن الأمريكية، لتتحول حياة الشريكين التقليدية، لأخرى كانت قد اختفت ملامحها منذ أكثر من 100 سنة.
استبدلت سارا الثلاجة العادية بصندوق ثلج، ووسائل الإنارة المعتادة بمصابيح كهربائية كلاسيكية، فيما امتد الأمر للتخلي عن الهواتف الخلوية والسيارات المتطورة، والاستعانة بالدراجات وما شابهها من مظاهر حياة أكثر بساطة.
اعتاد الزوجان بمرور السنوات، قضاء أوقات فراغهما في القراءة أو المشي، بدل تصفح منصات التواصل الاجتماعي أو حتى مشاهدة التلفزيون، ما كان أشبه بالحلم لكلا الزوجين، قبل تحقيقه الآن وعلى مدار 10 سنوات كاملة من محاكاة تفاصيل العصر الفيكتوري.