تجول اللاجئ السوري الفقير، عبد الحليم العطار، كعادته في شوارع العاصمة اللبنانية بيروت، لبيع بعض الأقلام أملا في إطعام أسرته، دون أن يتوقع أن تلتقط له صورة، غيرت حياته جذريا.
اللاجئ الحزين
كان يبدو كيوم عادي في بدايته، بالنسبة للاجئ سوري ثلاثيني، يدعى عبد الحليم العطار، حيث حمل بعض الأقلام التي يرغب في بيعها، إضافة إلى فتاته الصغيرة التي غلبها النعاس على كتفه، ليسير لساعات بشوارع بيروت الحارة طقسا، غير متوقع حدوث تلك المفاجأة التي قلبت حياته رأسا على عقب.
في وقت انشغل فيه عبد الحليم في بيع بضاعته الزهيدة سعرا، التقط أحد الأشخاص صورته الحزينة، التي تكشف عن كفاح أب ولاجئ حزين،ثم نشرها على الفور عبر مواقع التغريدات الشهير تويتر، ما أحدث ضجة كبرى عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة.
شاهد صحفي نرويجي يدعى جيسور سيمونارسون الصورة المثيرة للتعاطف، فأطلق حملة جمع أموال لصالح اللاجئ السوري الفقير، الذي فوجئ لاحقا بأنه أصبح أحد المشاهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن حصدت له الحملة ما يزيد على 120 ألف جنيه استرليني دفعة واحدة.
حياة مثالية
تبدلت الأحوال سريعا ودون أي مقدمات بالنسبة للأب السوري وأسرته الفقيرة، حيث افتتح عبد الحليم مخبزا في بادئ الأمر، قبل أن يضيف إليه مطعما للكباب، لزيادة رزق أطفاله كما يقول: «لم تتغير حياتي فقط بفضل تلك الصورة، بل كذلك حياة اطفالي الصغار، وأصدقائي في سوريا».
لم يغفل عبد الحليم مساعدة ذويه في موطنه، حيث أرسل نحو 16 ألف جنيه استرليني إلى أصدقائه وأفراد أسرته في سوريا، فيما وظَّف لاجئين سوريين للعمل لديه في مطعمه، لمساعدتهم على مواجهة ظروف الحياة القاسية.
انتقلت أسرة عبد الحليم العطار من الغرفة المتواضعة التي عاشوا بها لسنوات، إلى منزل أفضل، كما عاد الابن الأكبر والذي يبلغ 9 سنوات من جديد إلى مدرسته، بعد أن انقطع عنها لضيق الحال.
الآن، يؤكد عبد الحليم أنه صار يشعر ‑أخيرا- بأنه جزء حقيقي من المجتمع، الذي أصبح أكثر تقديرا له، والفضل يعود إلى صورة غيرت حياة أسرة.