يحظى كل لاعب كرة قدم بمسيرته الخاصة. بالتأكيد كان بإمكاني الحصول على مسيرة أفضل، كذلك غيري من اللاعبين.
الدولي المصري أحمد حسام ميدو.
لم يبدِ نجم توتنهام الأسبق ندمه على اعتزاله كرة القدم في سن مبكرة نسبيًا، لأنه يعتقد أنه قد نال حظه من كرة القدم كلاعب، حتى وإن كان بإمكانه الوصول لأضعاف ما وصل إليه، لكنه مع ذلك، يؤمن أن عدد لا بأس به من المتغيرات قد تتحكَّم بمسيرة اللاعب، بغض النظر عن إمكانيّاته الفنيّة.
في الواقع، يُدرِك كل متابع لكرة القدم مدى صِدق هذا الطرح، لكن بشكل ما يقرر الجميع تجاهُل دور بعض العوامل مثل: العقلية، الإصابات، الانتقالات وحتى الأخطاء الساذجة في تحديد الطريق الذي يسلكه لاعب كرة القدم منذ أول لحظة تطأ قدميه أرض الملعب حتى لحظة اعتزاله.
كاحل الطفل المعجزة

في سن الـ29، اتخذ الإنجليزي جاك ويلشر، لاعب وسط آرسنال الإنجليزي قرارًا بتعليق حذائه، بعدما أخفق في التوصُّل لاتفاق يربطه بأي من أندية كرة القدم المحترفة.
كان من المتوقع أن يُصبح ويلشر أحد أبرز نجوم خط الوسط بالعالم، فقبل نحو عقد من اعتزاله، منحه الفرنسي آرسين فينجر، المدير الفني الأسبق للنادي اللندني، فرصة المشاركة مع الفريق حين بلغ 16 عامًا فقط. لكن وعلى عكس المتوقع، انهارت مسيرة جاك تمامًا.
في صيف 2011، تعرّض جاك ويلشر لكسر في كاحله، حين أثناء تمثيله لمنتخب إنجلترا في مباراة ضد منتخب سويسرا. واستغرق تعافيه من هذه الإصابة القوية نحو 65 أسبوعًا، أي ما يتخطى سنة كاملةً.
حسب جاك، لم تعد مسيرته كما كانت منذ هذه اللحظة، فمثلًا؛ لم يعُد قادرًا على الركض بشكل مثالي مجددًا، كما أن هذه الإصابة تحديدًا وما تلاها من إصابات خفيفة، خلفّت انطباعًا سيئًا عنه، حيث وُصف بالكرسي الخشبي.
يعتقد ويلشر أن الإصابات التي ضربته في بداية مسيرته الكُروية، حرمته من حقّه في إثبات نفسه بعد تعافيه. يقول ويلشر بعد إعلانه اعتزاله كرة القدم عن ذلك: «في الحقيقة، كان من الصعب قبول حقيقة أن مسيرتي المهنية كانت تتراجع في الآونة الأخيرة لأسباب خارجة عن إرادتي بينما أشعر أنه لا يزال لدي الكثير لأقدمه».
كنت مراهقًا

في 5 أبريل 2009، وجد مراهقًا إيطاليًا يُدعى «فريدريكو ماكيدا» نفسه جالسًا على مقاعد بدلاء ناد بحجم مانشستر يونايتد الإنجليزي بإحدى مباريات البريميرليج ضد أستون فيلا.
قادت ظروف إصابة كُل من الأرجنتيني كارلوس تيفيز والبلغاري ديميتار برباتوف وإيقاف الإنجليزي واين روني صاحب الـ17 عامًا آنذاك لتحقيق حلمه بالمشاركة رفقة أحد أعظم أجيال اليونايتد، بقيادة مدربهم التاريخي أليكس فيرجسون.
بعد مرور ساعة من عمر المباراة، ومع تأخُّر اليونايتد بهدفين مقابل هدف، دفع فيرجسون باليافع المنتقل من لاتسيو لرديف اليونايتد قبل عام. بدأ كل شيء عندما نجح «ماكيدا» في تسجيل هدف في الدقيقة الـ93، معلنًا فوز اليونايتد الذي كان قد تعادل قبل دقائق بهدف لنجمه كريستيانو رونالدو.
«ما اختبرته داخل مانشستر يونايتد كان حلمًا».
بدأت الصحافة في تسويد مقالات عن المراهق الإيطالي الذي يُتوقّع أن يخلف أباطرة هجوم اليونايتد، لكن بالتأكيد هذا ما لم يحدُث.
طبقا لماكيدا، لم يكن في ذلك الوقت أكثر من مجرد مراهق، سعيد بحياة النجومية المبكرة، وربما لم يكن يمتلك العقلية التي تشحنه لتقديم أضعاف مردوده الطبيعي من أجل تثبيت نفسه داخل النادي الإنجليزي العريق.
استمر ماكيدا في العناد، وطلب أن يخرُج معارًا لسامبدوريا الإيطالي في 2011، على عكس رغبة السير أليكس فيرجسون. في إيطاليا، واجه ماكيدا ضغطًا مختلفًا منعه من أن يظهر كلاعب جيد.
يقول ماكيدا: «في سامبدوريا، اعتقدوا أنني لاعب كبير، لكنني لم أكن كذلك. نعم، لقد لعبت مع يونايتد، لكنني لم ألعب كرة القدم بشكل منتظم. نسي معظم الناس أنني كنت في التاسعة عشرة من عمري فقط. لكن بالطبع، عندما تأتي من مانشستر يونايتد، فإنهم يرونك كنجم».
منذ هذه اللحظة، تراجعت مسيرة المهاجم الإيطالي تمامًا، حيث تنقّل بين الدوريات الألماني، الإنجليزي ‑الدرجة الثانية-، الإيطالي، اليوناني والتركي دون أن يترك أي بصمة مؤثرة.
يرى ماكيدا أن السبب الرئيسي في هذا التراجع كان ضعف عقليته، فمن غير المتوقّع أن يعفي نفسه من مسؤولية ما آلت له حياته الكروية، فحتى وإن تداخلت عديد العوامل مثل: الإصابات وغيرها، كان لا بُد له وأن يقاتل بحثًا عن فرصته.
أغلى لاعب بالعالم

في صيف 1998، كان الصراع مشتدًا حول هوية النادي الذي سيتمكّن من الحصول على توقيع الجوهرة البرازيلية «دينيلسون»، الذي كان يُنظر إليه كأحد أهم وجوه اللعبة بهذه الفترة.
بشكلٍ مفاجئ، أعلن عن تعاقد ريال بيتيس الإسباني مع الدولي البرازيلي قادما من ساو باولو مقابل ما يدنو من 22 مليون يورو، حتى يصبح بذلك اللاعب الأغلى في العالم.
في تصريحات لصحيفة «دون بالون» اعترف دينيلسون أنّه كان قاب قوسين أو أدنى من التوقيع لبرشلونة الإسباني، لكن بعض التفاصيل المادية وقفت حائلا أمام نشر الجناح البرازيلي الموهوب لسحره بين جدران الكامب نو.
يقول دينيسلون: «ذهبت للنوم وأنا أفكر في أنني وقعت لبرشلونة واستيقظت ووجدت أنني قد وقعت لبيتيس. كان أول عرض رسمي تلقيته من برشلونة. ثم اكتملت المفاوضات عمليًا».
«قدم ريال بيتيس عرضًا لا يمكن رفضه لساو باولو، كذلك بالنسبة لي، كانت قيمة العقد جيدة واخترت قبولها».
للأسف لم ينجح البرازيلي في تقديم المتوقّع منه في النادي الأندلسي؛ فطوال 7 سنوات قضاها هناك، لم ينجح سوى في تسجيل 13 هدفًا مع الفريق بالدوري الإسباني.
يعتقد الفائز بلقب كأس العالم 2002 أن مقابل انتقاله وضع ضغطًا مضاعفًا عليه، فقد كان الاعتقاد السائد وقتئذٍ أن دينيلسون وصل لبيتيس لمساعدته على حصد لقب الدوري الإسباني، وهو ما لم يكن ممكنًا بأي حال من الأحوال، حيث كان بيتيس نادٍ متوسط، يتأرجح ترتيبه بين المراكز الـ10 الأولى لا أكثر ولا أقل.
المصادر:
1- https://theathletic.com/2787009/2021/08/25/my-son-says-to-me-how-come-no-club-wants-you-how-do-i-explain-that-to-him-jack-wilshere-on-his-struggles-ars
2- https://bleacherreport.com/articles/2829460–10-years-after-that-goal-vs-villa-federico-macheda-is-on-the-comeback-trail
3- https://www.otbsports.com/soccer/when-denilson-went-fro-next-big-to-flop-277877