في يونيو 2022، أعلن الفنان المصري أمير المصري عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «إنستجرام» عن مشاركته في الموسم الـ5 من سلسلة «التاج»، من إنتاج منصة «نتفلكس» الرقمية.
ويلعب «المصري» دور الملياردير المصري «محمد الفايد»؛ الرجل الذي دفع حياة نجله ثمنًا لقصة الحب الأشهر في تسعينيات القرن الماضي، المعروفة اختصارًا بقصة «ديانا ودودي».
بشكل عام، صدر أول مواسم «التاج» في نوفمبر 2016، حيث يقوم العَمل على تتبُّع عهد الملكة «إليزابيث الثانية»، إلى جانب الأحداث السياسية والرومانسية التي وقعت في القرن الحادي والعشرين.
وبما أنّ حادثة وفاة ديانا ودودي كانت أحد هذه الأحداث الرومانسية المؤثرة، لما لا نُلق نظرة على القصة، التي تحوي الكثير من الغموض.
خلفية ضرورية
قبل أن تبدأ قصة ديانا ودودي الرومانسية، كانت الأميرة ديانا متزوجةً بالفعل من الأمير تشارلز، دوق ويلز، منذ فترة ليست بالقليلة، لكن مع مرور السنوات، بدأت أعراض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب تظهر على ديانا، ليتضِح أن مسألة استمرار الزواج لن تنجَح، بالتالي؛ قرر الطرفان إنهاء زواجهما في 1996.
قبل 4 سنوات من هذا الطلاق، كان الزوجان منفصلان بالفعل، حسبما أعلن رئيس وزراء بريطانيا، على أن يشتركا في تربية نجليهما، الأمير هاري والأمير ويليام، بقصر باكنجهام، حسبما تنص قواعد العائلة الملكية.
في النهاية؛ أبدت الأميرة ديانا أسفها عليه وقتئذ في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية، وبحلول أغسطس 1996، كانت إجراءات الطلاق قد انتهت رسميًا، حيث حصلَت الأميرة السابقة على تسوية مالية لم يُفصح عنها، قبل أن يتِم تجريدها من اللقب الملكي. ومن هُنا تبدأ قصتنا.
بداية قصة ديانا ودودي
كما ذكرنا أعلاه، كان دودي الفايد نجلًا للملياردير المصري محمد الفايد، الذي يمتلك سلسلة فنادق “ريتز” الفخمة في لندن وباريس. لذا، حظي الفايد بحياة مترفة، بين الإسكندرية بمسقط رأسه مصر وفرنسا.
درس الفايد في مدرسة “لا روزي” السويسرية الشهيرة، ثم أكمل دراسته الجامعية بأكاديمية “ساندهيرست” العسكرية البريطانية، قبل أن يختار طواعية أن يتحوَّل لمجال صناعة الأفلام.
طبقا لـ”إندبندنت” البريطانية، يعتقد أن أول لقاء بين ديانا ودودي كان في عام 1986، خلال مباراة بولو ضد الأمير تشارلز في وندسور، عندما دعا والد الفايد أميرة ويلز وأطفالها ليكونوا ضيوفه، في “سانت تروبيز”.
بعد 11 عاما، وتحديدًا في أغسطس 1997، تم تسريب مجموعة من الصور لديانا ودودي، الأمر الذي انتشر في الإعلام البريطاني كالنار بالهشيم، ومن هذه اللحظة، بدأ الجميع يتعامل مع حقيقة وجود علاقة عاطفية ما بين أميرة ويلز السابقة، ونجل الملياردير المِصري.
حادثة ديانا ودودي
في 30 أغسطس من نفس العام، توقف الفايد وديانا لمدة ليلة في باريس، حيث مكثوا في فندق ريتز، قبل أن يلاحقهم المصورون وهم يحاولون الفرار بسيارتهم، لكن للأسف انتهت هذه المطاردة الغريبة بحادثة أودت بحياة الاثنين.
بطبيعة الحال، لم يتوقف الأعلام عن محاولة استنتاج حقيقة ما حدث بتلك الليلة؛ هل كانت هذه الحادثة مُدبّرة؟ أم كانت مجرد صدفة؟
طبقا لموقع “باراد”، المتخصص بأخبار المشاهير، كان سائق سيارة ديانا ودودي، هنري بول، يحاول التخلُّص من ملاحقة المصورين، لذا، تخطى السرعة المسموح بها، بنفق “بونت دي ألما” في باريس، قبل أن يفقد التحكُّم في السيارة، التي كانت تقل ديانا ودودي وحارسهما الشخصي “تريفور ريس جونز”، لتصطدم المركبة بجدار النفق. لتنتهي حياتا الفايد وتريفور فورًا، قبل أن تفارق ديانا الحياة متأثرة بجراحها بعدهما بيوم واحد.
تورُّط الملكة إليزابيث الثانية؟
بداهةً، اعتقدت شريحة عريضة من المتابعين أن هذا الحادث من تدبير الملكة إليزابيث الثانية، خاصةً بعدما انفصلت ديانا عن نجلها تشارلز، وهو طرح بدأ يتزايد، عندما ظهرت الملكة في جنازة ديانا، دون أن تُحرك ساكنًا، أو تذرف قطرة دمع واحدة على زوجة نجلها السابقة.
طبقا لتصريحات محمد الفايد، لا يمكن اعتبار حادثة وفاة ديانا ودودي سوى جريمة قتلٍ، واستدرَك أنّها مدفوعة بالعُنصرية، لينفي بذلك الاتهامات التي لاحقت ملكة بريطانيا.
وفقًا لتقرير ABC News عام 2001، يعتقد محمد الفايد، أنّه تم تدبير الحادثة من قبل المخابرات البريطانية لمنع الأميرة ديانا من الزواج من شخص مسلم، لذلك قام برفع دعاوى قضائية لإجبار عدد من الوكالات الأمريكية على الإفراج عن ملفات يعتقد أنها ستثبت هذه المؤامرة.
بنفس السياق، كشف “توني بلير”، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، في مذكراته التي نشرت عام 2010، أنّه حذّر ديانا ودودي من الدخول في علاقة عاطفية؛ لأنّه شعَر أن علاقة كتلك قد تتسبب في مشاكل، على حد تعبيره.
في النهاية؛ نعلم أننا لَم نُجب على السؤال الأهَم، لأننا بالفعل لا نعلَم ما إذا كانت حادثة ديانا ودودي مُدبرة أم لا، لكِن الأكيد أن ثمة جديد قَد يُعرض في الموسم الجديد من سلسلة “التاج”، والذي قد يمدنا ببعض التفاصيل التي لَم يتم الإعلان عنها.