لا يزال العالم يطالعنا بالمصادفات العجيبة التي أحاطت بحياة أبراهام لينكولن، أحد أبرز وأشهر رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية على مر عصورها، ويشار إلى أن سيل المصادفات الغريبة تلك يبدو أنه لا ينتهي أبدا.
فبينما قرأ الكثير عن الصدف التي جمعت بين ظروف اغتيال لينكولن، وطريقة قتل رئيس آخر للولايات المتحدة، هو جون كينيدي، كتشابه أسماء من قاما باغتيالهما، وسنوات الاغتيال، إضافة إلى كثير من الصدف الأخرى.
نفاجأ بوجود مصادفة تاريخية أخرى خاصة بلينكولن، لم يتحدث عنها الكثير قبلا، ولكنها تخص تلك المرة الرئيس وابنه من ناحية، ومن اغتال هذا الرئيس وشقيقه من ناحية أخرى!
موقف بطولي
في أواسط القرن الـ19، وتحديدا في عام 1964، كان إدوين توماس بوث، ممثل أمريكي مسرحي، يعمل بنيويورك، ويسافر حول العالم حبا في مهنته، الذي اشتهر من خلالها حينئذ بدور هاملت، وأدوار أخرى حازت على إعجاب الكثيرين في ذلك الوقت.
ولكن بعيدا عن تلك الأدوار البطولية المسرحية، قام هذا الفنان البارع بدور بطولي آخر ولكن على أرض الواقع، وذلك حين فوجئ أثناء تواجده بمحطة قطارات نيوجيرسي، بشاب يسقط على السكة الحديدية نتيجة التدافع والزحام الشديد بين الركاب المنتظرين للقطار.
حينها لم يتردد إدوين كثيرا، قبل جذب ذلك الشاب المجهول بالنسبة إليه، والذي كاد أن يلقى حتفه لولاه، ما دفع هذا الشاب لشكر إدوين، الفنان المعروف بالنسبة إليه، ثم الرحيل.
مصادفة لا تصدق
العجيب في الأمر، أن ما تم التوصل إليه لاحقا، يفيد بأن هذا الشاب الصغير كان روبرت، ابن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية حينها، أبراهام لينكولن، وهو ما عرفه إدوين بعد أن أتته رسالة من مسئول كبير وصديق له، يثني على ما قام به من إنقاذ لحياة نجل رئيس أمريكا!
أما الأكثر غرابة من ذلك، فهو أن الفنان المسرحي، إدوين توماس بوث، هو نفسه شقيق جون بوث، الرجل الذي عرفه العالم فيما بعد، بأنه قاتل الرئيس لينكولن!
ما يشير لمصادفة لا تصدق، شهدت قيام رجل شجاع بإنقاذ حياة شاب، هو نجل رئيس شهير، لم يمت إلا على يد شقيق هذا الرجل الشجاع من الأساس، ما يجعلنا نتحير في معرفة إن كان موقف إدوين بوث البطولي سيتغير، لو كان على علم مسبق بكل هذا أم لا!