في العام 1878 في مدينة رولينز الأمريكية بولاية وايومنغ، وحين كان سارق الأحصنة ولص القطارات الأمريكي جورج باروت، الشهير بجورج ذي الأنف الكبير، يستعد هو وعصابته لسرقة جديدة، اعترضه اثنان من رجال الشرطة، فقام بقتلهما بمساعدة عصابته وفروا هربا إلى ولاية مونتانا.
كان من الممكن أن تمر جريمة صاحب الأنف الكبير دون عقاب، لولا أنه لم يكن كبير الأنف فقط، فقد تسببت ثرثرة فمه الكبير أيضا بوقوعه في قبضة الشرطة، حيث تفاخر باروت وزميله تشارلي بوريس وهما في حالة سكر بقتلهما لرجلين من شرطة رولينز.
سمع النائبان المحليان ليام ويلسون وفريد شملسلي بثرثرة باروت ورفيقه، فقاما بالقبض عليهما وتم تسليمهما إلى شرطة رولينز عام 1880، بعد محاكمة باروت تم إيداعه سجن الولاية تمهيدا لتنفيذ حكم الإعدام الذي صدر بحقه في الثاني من أبريل عام 1881.
وفي الـ22 من مارس، قبل 10 أيام من تنفيذ الحكم، قرر باروت الهرب من السجن، واستطاع فك أغلاله بسكين وقطعة صخر، وأثناء محاولته اعتدى على حارس الزنزانة روبرت رانكين، وأصابه بكسر في الجمجمة، فاستغاث رانكين بزوجته التي استطاعت إقناع باروت بالعودة إلى زنزانته.
انتشر خبر محاولة الفرار بسرعة في المدينة، فانتفضت مجموعة غاضبة من السكان، وقاموا باقتحام السجن وإخراج باروت جرا من زنزانته وقاموا بشنقه وسحله في شوارع المدينة، ثم علقوا جثته ليكون عبرة لغيره من المجرمين.
بعد عدة أيام سرقت جثة باروت من قبل اثنين من الأطباء، توماس ماجهي وجون أوزبورن، وقاما بحفظها في برميل من الكحول بهدف تشريحها وإجراء تجارب عليها، فقد كانت زوجة الدكتور ماجهي تعاني من الجنون الجنائي وكان يريد مساعدتها، أما الدكتور أوزبورن فقد أصابه أذى باروت في السابق حيث كان على متن أحد القطارات التي اعترضها الأخير، ما تسبب بتأخره عن حفل كان ذاهبا إليه.
حذاء من جلد بشري.. هل تقدر على ارتدائه؟
استمر الطبيبان في إجراء التجارب مع إبقاء الجثة في برميل الكحول لمدة عام كامل، ثم قام الدكتور أوزبورن بسلخ جلد الصدر والفخذين من الجثة وذهب بهما إلى صانع أحذية، فصنع الاخير من هذا الجلد مقدمة زوج من الاحذية وأكمل باقي الأجزاء باستخدام جلد الحذاء الذي كان باروت يرتديه حين شنقته الجموع الغاضبة.
كان الدكتور أوزبورن يفتخر دائما بارتداء زوج الأحذية هذا أينما ذهب؛ حين أصبح رئيسا للبنك، وأول حاكم ديموقراطي في ولاية وايومنغ، لم يتخل عن ارتدائهما، حتى أنه ارتدى زوج الأحذية هذا خلال تنصيبه حاكما للولاية، وكأنه كان يريد ترك انطباع يقول «لا تعبث مع رجل يرتدي حذاء بشريا».
يقبع الحذاء الآن في متحف كاربون كاونتي بمدينة رولينز مع جمجمته وأشياء أخرى، وتقول إيلين هانسون إحدى موظفات المتحف: «يأتي الناس من جميع أنحاء العالم لرؤية معروضات المتحف، لكنهم حين يرون الحذاء، يتصرفون كما لو كان سيعضهم أو شيء من هذا القبيل».