رحل الطفل المعاق عن العالم في هدوء، ففضل والداه أن تكون ذكراه المتروكة بقبره على هيئة تمثال، يجسد الصورة التي طالما حلما برؤيته من خلالها، ومازالا يحلما برؤية كل طفل معاق بها، وهو يترك كرسيه المتحرك ويقف على قدميه ساعيا للمس السماء بيده!
ملاك معاق
بينما عانى ماثيو روبينسون من نقص الأكسجين عند ولادته في سبتمبر من عام 1988، عاش الطفل الصغير وابن ولاية يوتا الأمريكية لسنوات، وهو يعاني من العمى والإعاقة الحركية وعدم القدرة على التحدث إلا ببضع كلمات، حتى توفي وهو في الـ10 من عمره في شهر فبراير من سنة 1999.
في هذا الوقت، قرر الوالدان إرنست وأنيكي، أن تكون الذكرى المتروكة لابنهما الراحل، مميزة وفريدة، لا يغمرها الحزن بقدر ما يتجسد من خلالها الأمل في رؤية كل طفل معاق وهو يقف على كرسيه المتحرك، تاركا إياه ليصل للمس حدود السماء بيده، كما يظهره عمل فني إبداعي، بني فوق قبر الطفل الصغير في عام 2000، بعاصمة ولاية يوتا، سولت لاك سيتي.
يقول إرنست والد ماثيو: «لا نرغب من خلال هذا التمثال أن نعبر عن الحزن بفقدان ماثيو، بل عن الأمل في رؤيته سعيدا حتى بعد وفاته، ما يبدو وأنه لمس مشاعر الكثيرين من حولنا».
مؤسسة خيرية
لم يكتف الوالدان ببناء تمثال ماثيو المذهل، بل قاما بما هو أكثر أهمية من ذلك، حين أسسا منظمة خيرية لا تهدف للربح، باسم «Ability Found»، تستهدف مساعدة المصابين بالشلل الدماغي والسكتات الدماغية وأزمات النخاع الشوكي والتصلب المتعدد، من أجل الحصول على العلاجات والأجهزة والمعدات اللازمة، التي يصعب عليهم شراؤها لارتفاع قيمتها.
يأمل كل من إرنست وأنيكي روبينسون، من خلال تلك المؤسسة الخيرية، أن يساعدا المعاقين حركيا أو ذهنيا، وسواء كانوا كبارا أو صغارا، على أن يعيشوا حياتهم بصورة طبيعية تماما، وذلك من واقع حصولهم على الدعم النفسي والعملي المتمثل في تلك الأجهزة التي تقدم لهم، فيما يرى الوالدان المكلومان كذلك أن تلك المؤسسة تعتبر هي التكريم الأمثل لابنهما ماثيو، الراحل عن الحياة صغيرا.