هل سمعت من قبل عن فاكهة الكيوانو؟ إنها إحدى الفواكه التابعة لفصيلة البطيخ، والتي لا تتميز بمذاقها الرائع فحسب، بل كذلك بتعدد فوائدها الصحية للبشر، كما نوضح الآن.
فاكهة الكيوانو
تشتهر فاكهة الكيوانو باسم فاكهة الخيار المقرن الإفريقي، حيث يكشف ذلك عن مكان زراعة هذا الطعام من الأساس، وهو القارة الإفريقية السمراء، وتحديدا الجزء الجنوبي والأوسط فيها.
تتميز فاكهة الكيوانو بلون أخضر داكن قبل النضج، لكنه يتحول عند النضج الكامل إلى لون برتقالي ناصع يغطي المنطقة الخارجية السميكة بها، فيما تتواجد بها بعض القرون الصغيرة التي توضح سر تسمية الكيوانو بالخيار المقرن.
أما عن الجزء الداخلي من تلك الفاكهة، فهو يتميز بأنه هلامي بعض الشيء، ملون بالأصفر أو الأخضر، كما يحمل الكثير من البذور القابلة للأكل دون شك، علما بأن مذاق الكيوانو شديد النضج قريب من مذاق الموز غير الناضج، إلا أن في الحالة العادية يبدو مذاق تلك الفاكهة قريبا من طعم الخيار.
عناصر الكيوانو الغذائية
تتعدد كميات ونسب العناصر الغذائية المفيدة، والمتواجدة بداخل فاكهة الخيار المقرن الإفريقي أو الكيوانو، حيث تحتوي الثمرة الواحدة والتي يصل وزنها إلى 200 جرام أو أكثر قليلا، على مجموعة معادن وفيتامينات منوعة.
تحمل ثمرة الكيوانو فيتامينات أ و ب6 و سي، حيث تقدم الواحدة منها لمن يتناولها ما قد يصل إلى 18% من النسبة المطلوبة يوميا من فيتامين سي، وحوالي 6% أو 7% من النسبة اليومية التي يحتاجها الجسم من فيتامينات أ و ب6.
تتواجد بداخل الكيوانو كميات كبيرة من المعادن الضرورية أيضا، حيث تقدم الثمرة الواحدة حوالي 21% من النسبة التي يحتاجها الجسم يوميا من المغنيسيوم، ونسبة 13% من الحديد و8% من الفوسفور و7% من الزنك، علاوة على 5% من البوتاسيوم و3% من معدن الكالسيوم الضروري للصحة.
كذلك لا تخلو فاكهة الكيوانو من البروتينات والدهون والكربوهيدرات، إذ تحمل الثمرة الواحدة 3.7 جرام بروتين و2.6 جرام دهون و16 جراما كربوهيدرات، علما بأن ثمرة الكيوانو اللذيذة تحمل حوالي 92 سعرا حراريا.
فوائد فاكهة الكيوانو
يأتي احتواء فاكهة الكيوانو على نسبة كبيرة من الفيتامينات والمعادن ليشكل مجموعة مضادات أكسدة، تقف كحائط صد أمام فرص الإصابة بالكثير من الأمراض، مثل أمراض القلب وكذلك بعض الأورام السرطانية، علما بأن مكونات الكيوانو تقلل من مخاطر المعاناة بالالتهابات بشكل عام.
تزداد أهمية فاكهة الكيوانو بالنظر إلى دورها الضروري في زيادة إنتاج خلايا الدم الحمراء، حيث تتم الاستفادة بصورة طبيعية من مكونات تلك الفاكهة من معدن الحديد الداعم لخلايا الدم، والذي يمكن الحصول على 13% من النسبة التي يحتاجها الجسم منه يوميا عبر تناول ثمرة واحدة من الكيوانو، ليؤدي إلى تحسن عملية انتقال الأكسجين في الدم عبر الجسم.
لا يمكن التغافل عن دور الكيوانو في السيطرة على نسبة السكر في الدم، حيث تتميز بمؤشر جهد سكري منخفض، أي أنها لا تؤدي إلى ارتفاعات مفاجئة في معدلات سكر الدم مع تناولها، بل تحتوي على معدن المغنيسيوم المعروف بقدراته على تحسين عمليات الأيض بالنسبة للجلوكوز والأنسولين.
ربما تعد قدرة فاكهة الكيوانو على مقاومة الجفاف وزيادة فرص ترطيب الجسم، من أكثر فوائدها انتشارا، حيث تعتبر من بين مصادر المياه القليلة خلال فترات الجفاف في إفريقيا وتحديدا في شمال زيمبابوي، وخاصة وأن نسبة المياه تشكل حوالي 88% من المحتوى الخاص بالكيوانو.
تحتوي الكيوانو على الكثير من العناصر الغذائية المعروفة بدورها في تحسين صحة العظام ووقايتها من الأزمات، حيث تضم فيتامين سي علاوة على معادن المغنيسيوم والزنك وكذلك الكالسيوم.
بعيدا عن الفوائد العضوية، يشير خبراء الصحة إلى أن هناك بعض الفوائد الجمالية التي يمكن الفوز بها عبر تناول الكيوانو، إذ يأتي المزيج المذهل بين فيتامين سي والمياه داخل تلك الفاكهة ليعزز من إنتاج الكولاجين، ويساهم في سرعة علاج الجروح والحماية من تأثيرات الشمس السلبية في بعض الأحيان.
أيضا تحمل الكيوانو فوائد نفسية لعشاقها، من شأنها ضبط المزاج وتقليل فرص المعاناة من القلق والتوتر، إذ يعمل كل من المغنيسيوم والزنك المتواجدان بالكيوانو على تحسين وظائف المخ وتحسين الوضع النفسي، مع ضبط المزاج ومواجهة مشاعر الاكتئاب.
في الختام، قد تبدو فاكهة الكيوانو غريبة الشكل بالنسبة للبعض، إلا أن تناولها سيأتي للجسم بفوائد صحية شديدة الأهمية، علاوة على الاستمتاع بمذاق جيد لا يمكن نسيانه.