بينما تعد الأفيال من أهم الحيوانات في التراث التايلاندي، جاء تأسيس أول مستشفى لعلاج الأفيال في العالم لتعتني بتلك الحيوانات الضخمة، ليس فقط لهذا السبب التراثي، بل ولأسباب أخرى أكثر أهمية وإلهاما.
مستشفى الأفيال
في عام 1993، وللمرة الأولى على أرض دولة تايلاند الآسيوية السياحية وبالعالم، تم تأسيس مستشفى خاصة لعلاج الأفيال، التي إما تعرضت للأذى أو الإهمال أو لأي مشكلة عادية أخرى، أثناء استخدامها المعتاد في الأعمال هناك.
المثير والملهم في الوقت نفسه، هو أن تأسيس مستشفى الأفيال الأولى في تايلاند، قد جاء على يد سورايدا سالوالا، المرأة التي يحكى أن حماسها تجاه تأسيس تلك المستشفى، قد بدأ منذ الصغر حين كانت تركب السيارة بجوار والدها، ورأت فيلا يعاني من حادث اصطدامه بسيارة مسرعة، فطالبت والدها بنقله لإحدى المستشفيات لعلاجه، ولكن دون جدوى.
في ذلك الوقت، تعرضت سورايدا الطفلة الصغيرة لصدمة كبرى، عندما علمت من والدها بأنه من المستحيل أن ينقل الفيل المسكين لأي مستشفى لعلاجه، لعدم وجود مستشفيات لعلاج الأفيال من الأساس على أرض الواقع بتايلاند، ما دفعها لتبني حلم بناء هذه المستشفى الأولى من نوعها، حتى تحقق لها الحلم في تسعينيات القرن الماضي.
حالة بون مي
من بين الحالات التي تم علاجها بمستشفى أصدقاء الفيل الآسيوي، نكشف عن حالة «بون مي»، وهو فيل في الـ11 من العمر، تعرضت أحد أقدامه لجروح خطيرة، جراء سيرة بالخطأ على لغم أرضي، ما دفع المستشفى لتقديم رعاية خاصة له، حتى يتجاوز أزمته.
اليوم، ومع مرور نحو ربع قرن كامل على التأسيس، نجد مثل «بون مي» الكثير والكثير من الأفيال، التي حصلت على علاج يتسحق أن نعتبره مثاليا، إذ بلغ عدد الأفيال التي شفيت من خلال مستشفى «أصدقاء الفيل الآسيوي» نحو 4 آلاف فيل، تم علاجهم من أزمات صحية تتنوع من حيث خطورتها ما بين عدوى بالعين، جروح سكين، إصابات بالرصاص، أو كسور بالأقدام.
في النهاية يعود الفضل في كل ذلك إلى سيدة حققت حلم طفولتها، ببناء أول مستشفى لعلاج الأفيال بدولة كاملة، وكذلك إلى آلاف المتابعين من تايلاند أو من دول أخرى، حيث يتبين بأن التبرعات التي تتدفق من خلالهم إلى المستشفى في الأوقات الصعبة، هي ما تبقي على وجودها، حتى تلك اللحظة.