عمى الألوان ويُعرف بمصطلح آخر وهو قصور رؤية الألوان، ويتمثل بعدم القدرة على التمييز بين ألوان معينة، حيث إن الشخص المصاب غالباً لا يمكنه التمييز بين درجات معينة من اللونين الأخضر والأحمر، أو اللونين الأزرق والأصفر على نحو أقل شيوعاً، بينما يعد عمى الألوان التام نادر الحدوث، إذ يرى المريض في هذه الحالة الأشياء باللونين الأبيض والأسود فقط.
ويُعتبر هذا المرض شائعًا بين الذكور بصورة أكبر من الإناث، وبحسب الإحصائيات فإنه من المحتمل إصابة ذكر واحد من بين 10 ذكور، بينما في الإناث تقدر احتمالية إصابة أنثى واحدة من بين 100 أنثى.
الفرق بين العين الطبيعية والعين المصابة بعمى الألوان:
إن رؤية الألوان تعتمد على قدرة عينيك على الاستجابة للأطوال الموجية المختلفة للطيف المرئي، ويصل الضوء مروراً بأجزاء العين إلى بقعة الشبكية وهي الجزء الخلفي من العين، والتي تحتوي على خلايا حساسة للضوء تسمى بالمخاريط، وتُعد المخاريط حساسة للأطوال الموجية القصيرة كالزرقاء، أو المتوسطة كالخضراء، أو الطويلة كالحمراء، كما أن هذه المخاريط تحتوي على مواد كيميائية تتسبب بحدوث رد فعل، وترسل معلومات عن الطول الموجي إلى الدماغ من خلال العصب البصري.
إن عين الإنسان الطبيعية يمكنها التمييز بين هذه الألوان، بينما المخاريط في عين الشخص المصاب بعمى الألوان تكون مفتقرة إلى مادة أو أكثر من المواد الكيميائية التي تتفاعل مع الأطوال الموجية للضوء، وبالتالي لن يمكنها التمييز بين كل من الأحمر والأخضر والأزرق.
أسباب عمى الألوان:
- العوامل الجينية، ويُعتبر العامل الوراثي هو السبب الأكثر شيوعًا للإصابة بعمى الألوان، ونجد أن المرض شائع بين الذكور أكثر من الإناث، لأن الخلل الجيني لعمى الألوان محمول على الكروموسوم x، لذا فإنه ينتقل عادةً من الأم للأبناء الذكور، بينما الإناث في الغالب يكن حاملات للخلل الجيني دون الإصابة به، وتظهر الإصابة عليهن في حال كان الأب مصابًا والأم مصابة أو حاملة للمرض.
- العوامل المكتسبة، حيث إن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من خطر إصابة شخص سليم بعمى الألوان، ومنها:
- التعرض لبعض المواد الكيميائية، مثل: ثنائي كبريتيد الكربون.
- بعض الحالات الصحية، مثل: مرض السكري، والمياه الزرقاء في العين، ومرض باركنسون، واضطرابات الأوعية الدموية، والتنكس البقعي، والتصلب اللويحي المتعدد، وأنيميا الخلايا المنجلية.
- تناول بعض الأدوية.
- التقدم في السن.
اختبار عمى الألوان:
- اختبار إيشيهارا، وهو الاختبار الأكثر استخدامًا في تشخيص الإصابة بعمى الألوان، ويستخدم للكشف عن قدرة المريض على التمييز بين اللونين الأحمر والأخضر بالاستعانة بمجموعة من اللوحات التي تحتوي على أرقام مشكلة من نقاط ملونة في خلفية منقطة بألوان أخرى، ويتم عرضها على المريض لقياس قدرته على قراءة الأرقام، وفي حال عدم قدرته على قراءتها يكون غالبًا مصابا بعمى الألوان، فإذا كان لديه مشكلة في اللونين الأحمر والأخضر فإنه يراهما بشكل متقارب ومائل إلى اللون البني، وبالتالي لا يستطيع التمييز بينهما.
- الاختبار الكمي، ويستخدم هذا الاختبار بعد الحصول على نتائج من اختبار إيشيهارا تدل على الإصابة، للكشف عن تفاصيل أكثر دقة مثل تحديد نوع ودرجة عمى الألوان، ويطلب الطبيب من المريض ترتيب بعض القطع الملونة تدريجيًا حسب تدرج اللون فيها، بحيث إن هذه القطع مرقمة على الجهة الأخرى، ويتم تسجيل النتيجة في النهاية حسب تسلسل الأرقام بعد مقارنتها بالتسلسل الصحيح.
علاج عمى الألوان:
في الواقع لا يوجد علاج لعمى الألوان الخلقي الذي يولد به المريض، لكن قد يتوفر العلاج لعمى الألوان المرتبط بتناول أدوية معينة أو الناتج عن بعض الحالات الصحية، وذلك من خلال التوقف عن تناول هذه الأدوية أو علاج الأمراض الكامنة المتسببة في قصور رؤية الألوان، ومن الجدير بالذكر أن هذا الاضطراب لا يشكل خطرًا على حياة المصاب، لكنه قد يؤثر عليه في الدراسة، أو العمل، أو عند تناول الطعام والأدوية، كما أن المريض يعتاد عليه لاحقًا ويتأقلم معه، وفيما يلي بيان لبعض النصائح التي قد تساعد المريض على التعايش معه، ومنها:
- سؤال أحد أفراد العائلة، أو الأصدقاء عند الحاجة لتنسيق ألوان الملابس، أو لتحديد طبيعة الطعام والأدوية.
- يجب على الآباء إخبار المدرسة في حال إصابة طفلهم بالمرض، للتعديل على المواد الدراسية بما يتناسب مع حالة الطفل.
- اختيار أفضل الأنواع من الإضاءة في البيت للمساعدة على التمييز بين الألوان.
- يمكن استخدام بعض التطبيقات على الهواتف المحمولة والتي تساعد على تحديد وتنسيق الألوان.
- ارتداء النظارات والعدسات اللاصقة المخصصة لعمى الألوان، والتي يمكنها مساعدة المريض على إدراك التباين بين الألوان المشوشة.