تشكو العديد من الأمهات من أنهن يشعرن كثيرا بفقدان السيطرة على أبنائهم الصغار، حيث تأتي الكثير من الشكاوى بسبب الطفل العنيد أحيانا، والعصبي في أحيان أخرى، وهو ما يثير قلق الأم تحديدا، بشأن احتمالية احتفاظ الطفل بتلك الصفات مع تقدم عمره، حتى تصبح جزءا من شخصيته.
ويقول أطباء الصحة النفسية أن الخطوة الأولى لمعالجة المشاكل من هذا النوع، هي أن تقوم الأم بسؤال نفسها في البداية عن الحيثيات التي أوصلت الأمور إلى هذا الحد، وعن كيفية تعاملها في السابق مع هذه التطورات التي تحدث للطفل مع مرور السنوات.
فهناك نوع من الآباء والأمهات يعاني نفسه من مشكلات في التحكم في غضبه، حيث ينفجر في وجه طفله مع أبسط مشكلة، مما يعلم الطفل أن العصبية الزائدة هي أولى خطوات حل الأزمات، وهو بالطبع مفهوم خاطئ. على العكس توجد بعض الأمهات الهادئة والتي لا تحسم الأمور دائما، مما أيضا يعطي نفس النتيجة السيئة، لذا ينصح دائما بالتوازن ما بين التعامل بهدوء وحكمة وأيضا بكثير من الحسم.
وبشكل عام، فإن خبراء عدة يرون أن الخطوات المثلى للتعامل مع الطفل العنيد على مدار السنوات هي كالتالي:
الثبات
بالنسبة للأطفال الصغار، يجب التعامل معهم بمنتهى الثبات، بحيث لا يصح على الإطلاق تجاهل خطأ ما للطفل، ومن ثم الانفعال بصورة مبالغة في موقف آخر، لذا يجب أن تراقبي نفسك، وتتأكدي من أن ردودك لا تختلف من مرة إلى أخرى.
الحسم والحزم
في بعض الأحيان على الأم أن تحسم الموقف والأزمة في حينها، مثلا لو كان الطفل منزعجا في إحدى الأماكن العامة لأنه يريد شراء لعبة ما، عليك أن تؤكدي له أنه يصدر ضوضاء شديدة، وأنك لن تشتري له تلك اللعبة، وأن عدم حفاظه على هدوئه ستعني العودة للمنزل، فإن أصر على مواصلة البكاء والشكوى، عليك أخذه والعودة للمنزل، ليدرك عواقب أمر مثل هذا.
التحدث بهدوء
لو شعرت الأم بأن هناك مشكلة ما للطفل لا يمكنه تجاوزها بسهولة، عليها أن تجلس معه لتشرح له الأمر بصورة هادئة، مثلا لو كان الطفل يفتعل الأزمات عند زيارة الأقارب وأثناء اللعب مع الأطفال من نفس عمره، على الأم أن تتحدث معه قبل الزيارة لتؤكد عليه أن يلعب بهدوء وأن أي مشكلة قد تصدر عنه ستعني العودة حالا للمنزل.
الحكمة سر التعامل مع الطفل العنيد
في النهاية، يتضح من معظم النصائح النفسية، أن التعامل بحكمة وذكاء مع الطفل ستعمل بلا شك على تحسين ردود فعله، ومن ثم إنهاء حالات الغضب لديه للأبد.