عندما نتحدث عن الفضاء، لا يسعنا إلا أن نذكر نيل أرمسترونج، رائد الفضاء الشهير، الذي خلدته سجلات التاريخ كأول شخص يسير على سطح القمر، في نهاية ستينات القرن الماضي، ومازال الغموض يحيط ببعض من تفاصيل رحلته المثيرة للفضاء، ومشهد السير على القمر، نظرا لندرة الصور التي التقطت له رغم أهمية تلك اللحظات التاريخية، فما السر وراء ذلك؟.
ألردين وليس أرمسترونج
تتعدد الصور المنتشرة عالميا، والتي تكشف عن اللحظات الأسطورية لسير رواد فضاء مركبة أبولو 11 الشهيرة على سطح القمر، في الـ20 من يوليو لعام 1969، حيث يعتقد الكثيرون أن تلك اللقطات المذهلة تخص رائد الفضاء الأمريكي، وأول من قام بالسير على سطح القمر، نيل ارمسترونج، إلا أن الواقع يشير إلى عدم صحة ذلك الاعتقاد.
تكشف أغلب اللقطات المصورة في يوم الوصول الشهير للقمر، عن رائد الفضاء الآخر الذي كان يرافق أرمسترونج، وهو الأمريكي باز ألدرين، الأمر الذي أثار تساؤلات عدة بشأن سر عدم ظهور أرمسترونج في لقطات تؤرخ إنجازه الملهم، وهو ما يعود لسبب واحد أجمع عليه الخبراء.
سر عدم الظهور
في البداية، نشير إلى أن الصورة السابقة، والتي تعد أشهر الصور التي تؤرخ إنجاز المشي على القمر، هي لباز ألدرين، إلا أن التدقيق في واجهة خوذته، سيجعلك تشاهد لمحة خاطفة لانعكاس البطل المتواضع أرمسترونج، الذي ربما نلاحظه في لقطات نادرة سيئة الجودة، مثلما نرى من خلال تلك الصورة التالية.
يرى المصور الصحفي الشهير، تشارلز أبل، أن سر عدم وضوح مشاهد أرمسترونج على سطح القمر، بالمقارنة بزميل رحلته ألدرين، يتمثل في كيفية توزيع الأدوار على الرجلين، والذي جعل أرمسترونج موكلا بحمل الكاميرا الخاصة بتصوير مشاهد الإنجاز التاريخي، فيما تعين على ألدرين أن يهتم بتصوير لقطات تقنية لسطح القمر فحسب، ما أدى لندرة الصور التي التقطت لأرمسترونج، مقابل تعدد المشاهد لألدرين.
من جانبه، أشار باز ألدرين، إلى أنه كان على وشك التقاط صور تاريخية لصديقه، عندما أدركا وجوب الرد على مكالمة عاجلة من الرئيس الأمريكي آنذاك، ريتشارد نيكسون، ما يبدو أنه شتت ذهن ألدرين ومنعه من استكمال مهمة التقاط صورة أرمسترونج، أثناء تحية علم بلاده.
في النهاية، يرى الخبراء في كل الأحوال، ومع عدم تصديق رواية ألدرين بصورة أكيدة، أن نيل أرمسترونج سيظل هو أول من وطأت قدميه على سطح القمر، علاوة على أن رائد الفضاء الأسطوري لم يبد يوما اهتمامًا بعدم التقاط صورة بوضوح في هذا الوقت، لذا فالأمر برمته لا يزيد عن خطأ برئ، لم يشغل بال ضحيته كثيرا.