تتعدد الاضطرابات النفسية العجيبة، التي تحمل تفاصيل لا تصدق أحيانا، ومن بينها متلازمة كوتار، التي يبدو المصاب بها مقتنعا تماما بأنه شخص ميت، وربما منذ سنوات!.
متلازمة كوتار
تختلف أعراض المعاناة من وهم أو متلازمة كوتار، إلا أنها تصل أحيانا بالمريض إلى اعتقاده بأنه ميت، فيما يكون مصابا في أغلب الأحوال بعدد من المشكلات النفسية، من بينها الاكتئاب على سبيل المثال.
يعتبر الاعتقاد بأن كل شيء في الحياة لا يحمل أي معنى، أو ربما الإحساس بأنه لا يوجد شيء حقيقي في الحياة من الأساس، أحد الأعراض المثيرة للمعاناة من متلازمة كوتار، فيما يمكن لبعض المصابين بهذا الوهم العجيب، أن يشعروا بوجودهم على قيد الحياة، إلا أنهم يعتقدون بأن أحد أعضاء الجسم لديهم هو من يعاني من الموت.
أكد تقرير تابع لأساتذة من جامعة جينت البلجيكية ونشر في سنة 2011، أن 89% من المصابين بوهم أو متلازمة كوتار، يعانون من الأعراض الاكتئابية، إضافة لأعراض عامة كذلك كالإحساس بالقلق والتوتر، المعاناة من الهلاوس، الشعور بالذنب.
سر الإصابة غامض
يلمح الباحثون والخبراء إلى أن سر المعاناة من متلازمة كوتار مازال غامضا حتى وقتنا هذا، إلا أنه توجد بعض من العوامل المؤدية لتلك الأزمة في بعض الأحيان، حيث أكد تقرير جامعة جينت البلجيكة، أن معدل أعمار المصابين بمتلازمة كوتار، يبلغ نحو 50 سنة، إلا أن ذلك لا يمنع وجود فرص لإصابة الأطفال أو المراهقين به.
أشار التقرير أيضا إلى المصابين بهذا الوهم الغريب، ممن لم يتجاوزا الـ25 من العمر، غالبا ما يعانون كذلك من اضطراب ثنائي القطب، مع الوضع في الاعتبار أن فرص النساء في المعاناة من وهم أو متلازمة كوتار، تبدو مرتفعة بشكل ملحوظ.
ربط الخبراء بين متلازمة كوتار وبين عدد من الأمراض والاضطرابات التي تزيد من فرص المعاناة من هذا الوهم، مثل اضطراب ثنائي القطب كما ذكرنا، إضافة إلى اكتئاب ما بعد الولادة، الجامود، اضطراب الاغتراب عن الواقع، اضطراب الهوية التفارقي، الفصام.
في النهاية، تبدو الأمراض المرتبطة بالمعاناة من متلازمة كوتار، وكأنها تكشف عن العلاج الأمثل لهذا الوهم، والمتمثل في علاج تلك الأزمات النفسية مثل الاكتئاب، مع ضرورة المتابعة مع طبيب نفسي لعلاج المشكلة قبل تفاقمها.