لا جدال حول أهمية زراعة الشجر ونباتات الزينة للبيئة والإنسان، وربما لم يخطر على بال أحد أن هناك شجر ضار، لا ينبغي زراعته بالقرب من المناطق السكنية، لكنها الحقيقة، فهناك نوع من أشجار الزينة لا يتسم بالبراءة التي يبدو عليها، وهو شجر الفيكس، فهل تعرفونه؟
شجر الفيكس

هو نوع من أشجار الزينة كثيف الأوراق، سريع النمو، مستدير الرأس ودائم الخضرة، ومن الممكن أن يصل ارتفاعه إلى 10 أمتار، وينمو في المناطق الدافئة والحارة مرتفعة الرطوبة، لكنه لا يحتمل المناطق الباردة، ويتميز بأن أوراقه غير متساقطة حتى في فصل الخريف، ما يجعله مناسبا لصناعة الأسيجة الخضراء حول المنازل، لكن المثير للأسف أن تلك الأشجار لا فائدة تذكر لها سوى هذا الأمر، وما عدا ذلك أضرار خطيرة تستدعي اقتلاع هذا النوع من الأشجار من أمام المنازل والطرق والمناطق الحيوية.

وتكمن خطورة تلك الأشجار في كونها ذات جذور متشعبة وقوية وممتدة، فتتسبب بتلف أساسيات البناء إذا ما زرعت أمام المنازل، وتؤدي إلى تحطم شبكات الصرف وكابلات الكهرباء إذا ما وجدت جذورها طريقها إلى تلك الشبكات، علاوة على أن جذوعها لا تتعرى في فصل الخريف، فتتراكم الأوساخ والأتربة على أوراقها طوال الوقت، وتنثر ما تراكم عليها أثناء هبوب الرياح فتصيب الأشخاص القريبين منها بأمراض الجهاز التنفسي.

مضار كثيرة جدا تحملها شجرة الفيكس لزارعيها ومن حولهم، ولعل أخف مضارها خطرا هو تسببها في تقليل منسوب المياه الجوفية بباطن الأرض، فهي شرهة جدا للمياه ولأن جذورها شاسعة الامتداد تحت الأرض، تحصل على المياه الجوفية بسهولة شديدة إذا ما أهمل ريها، وتستمر في النمو والتوغل.
أشجار الفيكس بريئة المظهر، بل محببة إلى النظر، حيث يهتم كثير من الأشخاص بتشذيبها وقص أوراقها في أشكال فنية فتسر الناظر إليها، لكن ما قد لا يعلمه الكثيرين أنها ليست بتلك البراءة، ومن المهم أن تقتلع من جذورها بالمناطق السكنية وبالقرب من الطرق.

والحقيقة أن شجرة الفيكس ليست خطيرة أبدا إذا ما تم زراعتها في أماكن فسيحة تبتعد عن المدن والمرافق، فالحدائق والمتنزهات العامة، والتي تقام على مساحات واسعة، تعتبر أماكن مناسبة لزراعة الفيكس للاستمتاع بمنظره المحبب.