يحلم الكثيرون بزيادة القوة العضلية عبر الذهاب لصالات الجيم ورفع الأوزان باستمرار، وهو أمر نافع دون شك، إلا أن استهداف القوة النفسية يبقى هو الخيار الأنسب والأكثر مساعدة على تحقيق النجاح، باعتبارها القدرة على فهم المشاعر الخاصة والأفكار الداخلية، ومن ثم استغلالها لما هو مفيد، لذا نكشف الآن عن أنشطة بسيطة بإمكانها أن تزيد من قوتك النفسية بمرور الوقت.
إدراك مصادر التحفيز الداخلية
تخلق الدوافع لدى الإنسان عبر طريقين، مصادر خارجية وأخرى داخلية، فبينما تتمثل المصادر الخارجية للتحفيز في الرواتب والأموال بشكل عام، وفي الأشخاص الإيجابيين المحيطين بك، فإنه ينصح باستبعاد كل تلك المصادر من الذهن لبرهة، من أجل معرفة مصادر التحفيز الداخلية لديك، لقياس مدى قوتها وتأثيرها المباشر على مشاعرك، ولكي تطورها إن لزم الأمر، حينها تخطو أولى خطوات تحقيق القوة النفسية عبر هذا النشاط الذهني البسيط.
التنفس المريح
الوصول إلى القوة النفسية المطلوبة، يحتاج إلى مواجهة المواقف الصعبة بهدوء دون الحاجة إلى تدخل الآخرين، لذا يتطلب الأمر الاعتماد على روتين ما عند الشعور بالتوتر، لكي يعيد إلى الذهن التركيز المطلوب، ما يمكن أن يتلخص في التنفس بعمق لعدة مرات في أوقات الأزمات والضغوطات، حيث يرى الخبراء أن هذا النشاط الذي يبدو بسيطا يستطيع أن يحسن من مستويات الأكسجين بالدم ليستمد الجسم الطاقة ويحصل العقل على التركيز الذي يحتاجه.
الحكمة في استخدام الطاقة النفسية
لا يمكن للمرء أن يصل إلى القوة النفسية المطلوبة، في ظل إضاعة طاقته النفسية في البكاء على ما فات، أو في التفكير في مشكلات خارجة عن السيطرة، الأفضل أن تستخدم طاقة الإنسان بحكمة، عبر التركيز على ما هو قادم، وتقبل الأوضاع بكل ما تحمله من تفاصيل، دون التعمق في الأزمات التي مضت.
الاعتماد على العادات المفيدة
يعتبر الإصرار من صفات أصحاب القوة النفسية الهائلة، ليس فقط الإصرار على تحقيق الأهداف الكبيرة، بل كذلك الإصرار على القيام بعادات بسيطة لكنها إيجابية في نفس الوقت، حتى تصبح وسيلة تعويض الذهن في الأوقات الصعبة، فبينما تتباين مستويات الحماس والتحفيز من وقت لآخر، فإن المواظبة ولو على عادة إيجابية واحدة في شتى الأوقات، ستحافظ على مستوى الحماس لدى الشخص في أحلك الأوقات.
الابتسامة في وجه التحديات
ربما يبدو من الصعب على الإنسان أن يرسم الابتسامة على وجهه في ظل الظروف القاسية، إلا أنها ليست من الأفعال المعقدة بالنسبة لأصحاب القوة النفسية، نظرا لإدراكهم مدى أهمية هذا الأمر، حيث يؤكد خبراء علم النفس أن رسم الابتسامة وحده بإمكانه أن يقلل من نبضات القلب ليساهم ذلك في إفراز الجسم لهرمونات السعادة مثل الدوبامين والإندورفين، ما يؤدي في كل الأحوال إلى تحسين القوة النفسية.
اليوجا والرياضة
تعتبر ممارسة كل من الرياضة العادية وتدريبات اليوجا، أشبه بالطريق المختصر لتحقيق القوة النفسية المطلوبة، إذ تكشف الدراسات عن تأثير الرياضة المذهل المشابه لتأثير مضادات الاكتئاب، والذي يمكن الوصول إليه عبر المشي لنحو نصف ساعة يوميا، فيما تقوم اليوجا بزيادة مستويات النواقل العصبية المسؤولة عن تقليل التوتر والقلق، وهي أمور تحسن من الثبات النفسي دون شك.
الوعي بالمعتقدات الخاصة
لكل شخص توجد بعض المعتقدات التي تؤثر في خطواته، فبينما تبدو تلك المعتقدات دائما صحيحة من وجهة نظر صاحبها، فإن إمعان التفكير فيها قد يكشف له عن بعض الاعتقادات الخاطئة، كأن يكون الشخص مؤمنا منذ الصغر بأن قدومه من مدينة صغيرة أو أن نشأته في وسط ظروف مادية صعبة، قد يعني استحالة تحقيقه للنجاح الكبير في المستقبل، حينها يمكن لتعديل بعض من تلك المعتقدات أن يساهم في إعادة بناء الشخص نفسيا بما يجعله أكثر قوة على الصعيد الذهني.
التنفيذ والمكافأة
بينما ندرك الآن الأنشطة الذهنية والحركية التي قد تزيد من القوة النفسية لدينا، فإن البدء بالتنفيذ عبر خطوات بسيطة يبقى هو الخيار الأصوب، ما يتطلب أيضا مكافأة النفس ولو بصفة يومية عند إتمام تلك الأنشطة، حتى يعتاد الذهن عليها، بما يصب في النهاية في مصلحة القوة النفسية.
في كل الأحوال، تبدو تلك مجموعة من الأنشطة القادرة على تحسين مستويات القوة النفسية لدى الفرد، إلا أنها ليست الوحيدة، لذا ينصح دائما بالبحث عن كل ما هو مفيد وإيجابي للقيام به، حتى يصبح السعي إلى التطور أسلوب الحياة.