فلاديمير نيسين، رجل روسي عجوز، يعشق السفر حول العالم وحده، حافي القدمين، ودون أن يلجأ للمواصلات، حيث زار نحو 146 دولة على مدار عمره، ومازال يأمل في المزيد، فما قصة هذا الرجل؟
مسافر حافي القدمين
في مدينة نيجنفارتوفسك الروسية، ولد فلاديمير نيسن، حيث قرر ‑عكس أصدقائه- ألا يبقى في مدينته، بل ركض وراء حلمه الخاص بالسفر حول العالم، واكتساب ثقافات البلاد الأخرى، حتى أتم عامه الـ68، وقد زار نحو 146 دولة، ولم يكتفِ.
يحكي فلاديمير عن عشقه للسفر، قائلا: «لدي شغف كبير بالسفر وحيدا، حيث يتسنى لي أن أستكشف بلاد وثقافات لا أعرف عنها شيئا، بل إنني أفضل أحيانا ألا أحصل على أي معلومات تخص وجهتي، فقط أسافر تاركا المفاجآت تحدث، مثل الأطفال الصغار».
المثير أن فلاديمير لا يحتاج إلى المواصلات خلال تنقلاته الداخلية، بل يفضل أن يسير على قدميه الحافيتين كما يحكي: «أحب أن أسير على قدمي ولا استخدم المواصلات في العادة، إذ أرى العالم أكثر وضوحا وأنا أمشي، فيما أكون متحررا من الأحذية دائما، كي أشعر بأنني عدت إلى مراحل الطفولة الأجمل».
مخاطر وفوائد السفر
بالرغم من الخبرات العميقة التي اكتسبها فلاديمير على مدار عقود من السفر، والتي تجعل أي شخص يرافقه في أمان تام كما يحكي، إلا أنه أحيانا ما واجه مخاطر شديدة، جعلت حياته على المحك، إذ يقول: «عندما تقرر السفر لمكان لا تعرف عنه أي معلومة، يكون من المتوقع أن تواجهك المفاجآت، وهو ما حدث فعليا معي عند زيارة جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى، إلا أنني تجاوزت أزماتي، فأنا معتاد على ذلك».
على الجانب الآخر، يرى فلاديمير أن أعظم الفوائد التي اكتسبها من رحلاته الخارجية، هي زيادة ثقته في البشر بشكل عام: «يقولون إن الحياة لا تساوي شيئا دون أناس طيبين، هم محقون، حيث يعد الأشرار هم الاستثناء، فيما قابلت الكثير من الأشخاص الجيدين على مدار حياتي، تعلمت من خلالهم أن أثق في غيري، وهو ما أدعو الجميع له أيضا».
الجدير بالذكر، أن فلاديمير لم يقم خلال الـ20 سنة الأخيرة، بأي فندق من فنادق الدول التي يزورها، بل يفضل أن يجلس في خيمة خاصة به، ليكون أقرب دائما إلى الطبيعة، الأمر الذي يبدو أنه الأمتع بالنسبة للرحالة العجوز الأشهر، فلاديمير نيسين.