الصحة النفسية

اضطراب التكيف.. وكيف تؤدي ضغوط الحياة إلى مشكلات نفسية

اضطراب التكيف من الاضطرابات التي من الممكن أن تقلب حياة الإنسان رأسًا على عقب؛ خاصة وإن كان متواجدا داخل أجواء جديدة عليه؛ مثل فرصة عمل جديدة أو تغيير قد فرض عليه وغير قادر على التكيف معه وتقبله؛ مما يؤدي إلى ظهور مشكلات وأعراض عديدة، ومن خلال مقال اليوم سنكشف عن كافة الأعراض والمشكلات المتعلقة بهذا الاضطراب.

تعريف اضطراب التكيف

عرف الأطباء اضطراب التكيف في علم النفس بكونها حالة من الاكتئاب التي تخيم على الفرد حينما يكون غير قادر على أن يتكيف مع أجواء معينة أو يعاني من ضغط شديد في حياته وغير قادر على التغلب عليه؛ مما يؤدي إلى الإصابة بهذا الاضطراب، ويظل الشخص تحت معاناة هذا الاضطراب الذي يصطحب معه الاكتئاب؛ حتى يتمكن الفرد من التكيف مع الضغوط التي يعاني منها.

أسباب اضطراب التكيف

اسباب اضطراب التكيف

حدد أطباء علم النفس المتخصصون بمثل هذه الأمراض؛ عدة أسباب تؤدي إلى أن يصاب الإنسان بذلك الاضطراب؛ فإن توافرت تلك الأسباب لدى أي فرد فهنا يكون عرضة للإصابة باضطراب التكيف؛ ومن أكثر الأسباب شيوعًا:-

الضغط النفسي

حينما يتزايد الضغط النفسي والعصبي على الإنسان بشكلٍ ملحوظ؛ فهنا يكون أكثر عرضة عن غيره للإصابة باضطراب التكيف، لا سيما وأن هذا الضغط سيشكل حملًا كبيرًا على عاتقه ويغير الكثير من الأمور في حياته؛ علاوة على أن الإنسان غير قادر على التعامل معه، وهنا يصاب باضطراب التكيف.

مشكلات اجتماعية

حدوث مشكلات اجتماعية في حياة الإنسان مثل الصراعات مع الآخرين من حوله أو مشكلات الزواج من طلاق وخلاف، أسباب واضحة لإصابة الإنسان بهذا الاضطراب والبدء برحلة المعاناة معه.

تغيرات الحياة

الحياة غير ثابتة على نمط معين وما يحدث لك اليوم من الممكن أن يتغير غدًا؛ فمن الممكن أن يأتي عليك يوم وتجد نفسك متقاعدا من وظيفتك أو فقدت أحد المقربين إليك؛ وهذه العوامل إن لم تتمكن من التكيف معها، والتعامل معها بشكلٍ صحيح؛ فهنا تكون من أكثر المعرضين للإصابة بذلك الاضطراب.

التعرض لصدمة

تعرض الإنسان لصدمة شديدة وغير متوقعة من أحد المقربين إليه من الأمور الصعبة التي إن لم يتم التكيف معها منذ بدايتها؛ فتؤدي إلى إصابة الإنسان بمشكلة اضطراب التكيف.

المعاناة مع مرض

تعرض الإنسان للإصابة بمرض يحتاج إلى مدة طويلة من أجل العلاج؛ من الأسباب الواضحة التي تؤدي إلى إصابة الإنسان باضطراب التكيف، لا سيما وأنه يكون غير متقبل لفكرة المرض أو غير متحمل للألم الذي يعاني منه؛ وهنا تتزايد الفرص للإصابة.

مشاكل الطفولة

عند التعرض الفرد لضغط كبير في مرحلة الطفولة، من الأمور التي تجعله يعاني من الضغط في فترات كثيرة من حياته، وعلى الرغم من كونه شديد التحمل؛ إلا أنه تأتي عليه فترة يكون غير قادر على التكيف مع هذا الضغط مطلقًا وتبدأ أعراض هذا الاضطراب بالظهور عليه بالإضافة لأعراض الاكتئاب أيضًا.

 أعراض اضطراب التكيف

علامات اضطراب التكيف

لا يمكن أن يتم تشخيص أي فرد بأنه مصاب بهذا المرض قبل أن تظهر عليه العديد من الأعراض التي تم وضعها من قبل أطباء علم النفس؛ والتي تتلخص على النحو التالي:-

بكاء مفرط

تجد أن المريض المصاب يبكي طوال الوقت دون وجود سبب واضح يستدعي البكاء؛ وعلى الرغم من عدم حدوث شيء جديد في الوقت الحالي؛ إلا أن المريض من الممكن أن يكون قد استدعى موقفا قديما كان يؤثر على حياته، وبدأ البكاء يسيطر عليه.

توتر وقلق

يعاني المريض من التوتر لفترات طويلة بشأن الأحداث التي تدور من حوله؛ وخاصة التي تشكل ضغطاً شديدًا على عاتقه؛ كما أنه يكون قلقا من أن تحدث أي مستجدات ترفع من الضغط الذي يعاني منه.

أرق

يواجه المريض صعوبة شديدة في مرحلة ما قبل النوم، لا سيما وأنه يقضي الكثير من وقته يحاول الخلود إلى النوم؛ ولكن الضغط الذي يعاني منه يجعله غير قادر على النوم، ويبدأ الآرق يخيم عليه.

فقدان الشهية

لا يبالي بالطعام ويكون لديه فقدان كبير من الشهية تجاه الأطعمة والمأكولات، وتمر عليه أوقات عديدة لا يفضل بها تناول الطعام؛ وإن لم يقم أحد بتذكيره؛ فلن يتناول الطعام إلا بعد فترات طويلة.

عدم التركيز

غير مدرك للكثير من الأحداث من حوله ولا يعير أي شخص من حوله أهمية أو انتباه؛ وحينما تبدأ بتوجيه الحديث له، تجده غير مهتم على الإطلاق ولا يتذكر الكثير من الأشياء التي تتحدث معه بها.

إرهاق دائم

دائمًا ما يكون المريض مرهقا ومستهلكا بدنيًا ونفسيًا؛ وهذا ما يجعله غير قادر على القيام بالكثير من المهمات اللازمة عليه؛ بالإضافة إلى الصداع الذي يلاحقه من حين لآخر.

عدم القيام بالمهام اليومية

كونه يعاني من الضغط بحياته؛ فهذا الأمر يجعله غير قادر على القيام بالكثير من المهام اليومية الهامة؛ مثل التوجه إلى عمله أو نطاق دراسته أو أي شيء يتطلب تواجده بصفه مستمرة.

أفكار انتحارية

تفكيره دائمًا ما يكون منصبا تجاه الأفكار الانتحارية والتخلص من حياته؛ لا سيما وأنه يرى بأن الانتحار هو الحل الوحيد للتخلص من الضغط الذي يعاني منه طوال حياته، فبمجرد أن ينتحر ينتهي الضغط؛ وهنا وجب العلاج سريعًا كي لا تكون العواقب وخيمة.

علاج اضطراب التكيف

التخلص من هذا المرض يتم من خلال عدة خطط وخطوات يحددها الأطباء المتخصصين بحسب الحالة التي وصل إليها المريض؛ ومن أبرز طرق العلاج الناجحة :-

العلاج النفسي

علاج اضطراب التكيف

تتم مرحلة العلاج النفسي بعد أن يتجه المريض إلى الطبيب مباشرة والذي من خلاله يسهل التعرف على الضغط الذي يعاني منه المريض والصعوبات التي تحدث له داخل حياته، وهنا يبدأ الطبيب بالعمل على تحسين حالته النفسية والاستماع له جيدًا كي يصل إلى صلب المشكلة وعقب ذلك يكون طريق العلاج سهل؛ كما أن الطبيب يجهزه كي يتعامل مع الصعوبات بسلاسة وبحكمة.

العلاج بالأدوية

يحدد الطبيب النفسي عدة أدوية للمريض بناءً على الحالة التي وصل إليها؛ فإن كانت الأعراض أشدت عليه وبالأخص أعراض الاكتئاب؛ فهنا يحدد له أدوية تساهم في القضاء على الاكتئاب وتقلص من فرص ظهور الأعراض الأخرى؛ ولكن يجب عدم الحصول على أي دواء حتى وإن كان حقق نتائج إيجابية لشخص آخر، قبل العودة إلى الطبيب وذلك كي لا تحدث مضاعفات.

العلاج المنزلي

يتحتم في هذه الخطوة على ذوي الشخص المريض أن يتعاملوا معه بحرص ويحاولوا بقدر الإمكان ألا يؤثروا على حياته ولا يزيدوا من الضغط الذي يعاني منه، بل كل ما عليهم هو التحدث له بود والاستماع إلى مشكلاته والمحاولة الجادة على معاونته من أجل التخلص من هذه الضغوط وبدء حياة جديدة.

ابتعد عن ما يؤذيك

يحتاج المريض إلى أن يبتعد بقدر المستطاع عن الأمور التي تشكل ضغطا عليه؛ ويجب أن يقوم بممارسة الرياضة والانخراط في مجتمع إيجابي كي يتمكن من القضاء على كافة الأفكار السلبية والانتحارية التي تحيط به.

نصائح للتعامل مع اضطراب التكيف 

إن كنت تعاني من هذا الاضطراب وتشعر أنه سيؤثر عليك وعلى حياتك بالكامل؛ فهناك عدة نصائح إن تمكنت من اتباعها بالكامل، ستتفادى هذا الاضطراب وتتمكن من التعامل مع أي شيء جديد عليك؛ ومن أبرز هذه النصائح هي:-

  • حدد في البداية جميع المشكلات التي أدت إلى عدم التكيف مع الوضع الذي تتواجد به؛ وابدأ عقب ذلك بتغييرها.
  • حاول أن تتخلص من التوتر بقدر الإمكان، واجعل تركيزك ينصب بالكامل تجاه المسؤوليات المسندة إليك سواء كانت في العمل أو بأي نطاق آخر تتواجد به.
  • يفضل أن تأخذ فترة للراحة حتى وإن كانت قصيرة؛ فهذا يساعد على الاسترخاء بعض الشيء ومن ثم التكيف.
  • حاول أن توطد علاقتك بالآخرين المتواجدين من حولك؛ فالانخراط معهم يؤدي إلى التكيف بشكلٍ كبير والقضاء على أي توتر يصيبك.

في النهاية إن كنت مصابا باضطراب التكيف؛ فعليك ألا تقلق وذلك لأن طرق العلاج والنصائح التي عرضناها عليك، ستمكنك من التعامل مع هذا الاضطراب بشكلٍ صحيح، وستكون قادرا أيضًا على التكيف مع أي وضع جديد عليك؛ لذا حاول أن تتبع جميع النصائح، ولا تترك هذا الاضطراب يؤثر على حياتك.

المصادر:

هيلث لاين.

مايو كلينيك.

ويكيبيديا.

زر الذهاب إلى الأعلى