الصحة النفسية

الفرق بين المرض النفسي والمرض العقلي وعلامات كل منهما

الكثير منا لا يعرف الفرق بين المرض النفسي والمرض العقلي، ويخلط بينهما، ولا يعرف أساسيات الحكم على كل نوع منهما، ومتى يصاب الشخص بأي منهما؟ وهل يرجع سببه إلى خلل فسيولوجي في جسم الإنسان، أم أن سببه نفسي بحت؟ في الحقيقة لا نستطيع الحكم على أي منهما إلا بعد معرفة الآليات التشخيصية للمرض النفسي والعقلي، بالإضافة إلى المفهوم الخاص بكل نوع، أسبابه، وأعراضه المختلفة التي يمكن ملاحظتها على الشخص المصاب.

تعريف المرض النفسي والعقلي

تعريف المرض النفسي والمرض العقلي

يوجد اختلاف واضح في التعريف الضمني واللغوي للاضطرابين، حيث إن الفرق بين المرض النفسي والمرض العقلي يَظهر في تعريف كل واحد على أساس: نوع الخلل، مدى إمكانية علاجه، والأسباب المختلفة له؛ ولذلك سوف نشرح لكم تعريف كل اضطراب بشيء من الإيجاز فيما يلي:

تعريف المرض النفسي

تُعرف الأمراض النفسية على أنها مجموعة من الاضطرابات السلوكية التي تؤثر على الحالة النفسية للشخص، وتجعله غير سوي سلوكيًا؛ نتيجة لتعرضه لبعض الضغوط التي عجز عن تحملها، أو التعامل معها، وتجعله يعاني من كثير من المشاكل الاجتماعية، أو الخاصة بتأدية الوظائف والمهام طبقًا للدليل التشخيصي الخامس (DSM5)، وهو أحدث دليل خاص بالأمراض النفسية.

تعريف المرض العقلي 

قام عدد كبير من العلماء بوضع تعريف واضح للمرض العقلي بأنه عبارة عن: حالة من الاختلال العقلي الذهاني، والتي تجعل المريض يطلق مجموعة من الأحكام والتبريرات على بعض المواقف ليس لها أي صلة بالواقع، فما هي إلا تخيلات وأوهام في عقله هو فقط، وقد يصبح المريض شديد الخطورة على نفسه، أو المحيطين به.

الفرق بين المرض النفسي والمرض العقلي

أُزيلَ اللبس الذي يقع فيه كثير من الناس عند الحديث عن الفرق بين المرض العقلي والمرض النفسي عن طريق توضيح الفروق الجوهرية بين هذين النوعين، حيث إن المرض العقلي يختلف تمامًا عن النفسي في كونه خلل ذهاني يفصل الشخص عن الواقع، ولكن النفسي انحراف في سلوكيات ونفسية الشخص عن الطبيعي، والمعتاد مع إدراكه لكل شيء، ومعرفته بأنه لا بد أن يعالج تلك المشكلة، كما يختلف النفسي عن العقلي في إمكانية العلاج، وإصابة الشخص به تدريجيًا على عكس العقلي الذي قد يكون مفاجئًا.

أسباب الأمراض النفسية

أسباب المرض النفسي

قد يصاب عدد كبير من المجتمع بأنواع مختلفة من الأمراض النفسية؛ نتيجة لطبيعة الحياة المعاصرة، والتي تؤثر على الصحة النفسية السليمة لدى الشخص وتجعله غير سوى، ومن أهم أسباب الأمراض النفسية ما يلي:

  • توقعات الأهالي العالية لأطفالهم بما لا يتناسب مع قدراتهم، فيجعل الطفل في حالة صراع دائم مع النفس من أجل تحقيق توقعات الأهل.
  • التعرض لصدمات عنيفة؛ نتيجة لفقد شخص عزيز، أو نتيجة تعدي الغير على حقوقه الجسدية، أو المعنوية.
  • وجود الشخص في أسرة تعاني من التفكك، وعدم وجود الاحترام والمحبة بين أفرادها.
  • تسلط أحد الوالدين على الأبناء؛ نتيجة لتعاطيهم المخدرات من أهم أسباب الفرق بين المرض العقلي والنفسي حسب درجة الضرر.
  • تفريغ الأم أو الأب عن غضبهم عن طريق إيذاء الأطفال معنويًا أو جسديًّا، سواء كان بقصد، أو بدون إدراك منهما.
  • تقليل الشخص من ذاته، وعدم احترامها، وشعوره بأنه منبوذ من قبل الآخرين.
  • تناول الكحول، والمخدرات بشكل كبير ومبالغ فيه.
  • وضع الشخص تصور لنفسه لا يناسب قدراته؛ مما يكون سببًا في فشله المتكرر مما يؤثر بالسلب عليه.

أسباب الأمراض العقلية

هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من نسبة إصابة الشخص ببعض الأمراض العقلية، والتي يكون من الواجب على الشخص تجنبها بقدر الإمكان؛ حتى لا يدخل في متاهات الأمراض العقلية التي لا تنتهي، ومن أهم هذه العوامل:

الوراثة

هناك بعض الأسر نجدها مشهورة بوجود أفراد منها يعانون من الاضطرابات العقلية، وبذلك تكون احتمالية إصابة الجنين القادم من هذه العائلة بمرض عقلي أكبر من غيرها، وهذا يرجع إلى توارث مجموعة من الجينات المسؤولة عن هذه الاضطرابات عبر الأجيال.

الأمراض المزمنة

قد لا يعرف عدد كبير من الأشخاص أن الأمراض المزمنة قد يترتب عليها أمراض عقلية، إذا لم نهتم بعلاجها، أو على الأقل السيطرة عليها، ومنع تفاقم الحالة المرضية لدى المريض.

الصدمات النفسية الحادة

بعض الأشخاص الذين يمرون بصدمة فقد شخص غالٍ بطريقة مؤلمة، يكون له تأثير كبير على اتزان عقولهم، وجعلهم يفقدون جزءًا كبيرًا من إدراكهم للواقع؛ نتيجة لهول الصدمة.

اصطدام الدماغ بشدة 

قد يصطدم الشخص في طريقه ويسقط على جسم صلب، وتكون نتيجتها وخيمة على الدماغ، وكذلك الأمر أيضًا يحدث في المشاحنات والمعارك الشديدة التي يُضرب فيها الشخص بأي شيء حاد على جمجمة رأسه، فيعاني مدى حياته من اضطراب عقلي.

تعرض الطفل لبعض المشاكل في الرحم

تعد فترة الحمل من أكثر الفترات حساسية عند الطفل؛ لأنه يُكون فيها، وخاصةً الثلث الأول من الحمل هو الأكثر خطورة، حيث إن تناول الأم لبعض العقاقير، أو المخدرات والكحول قد يكون سببًا في التأثير على القدرات العقلية للطفل، والأمر كذلك أيضًا بالنسبة للصدمات الخارجية والداخلية، مثل: التفاف الحبل السري حول عنق الطفل.

أسباب أخرى

العوامل السابقة ليست هي فقط المسببات الكلية لجميع أنواع الأمراض العقلية، فهناك عدد كبير من الأسباب الأخرى، مثل:

  • إصابة الشخص بمرض عقلي قبل فترة من الزمن.
  • تناول المخدرات، والمواد المهلوسة التي تؤثر بشكل مباشر على العقل، مثل: مخدر الشبو.
  • العزلة الاجتماعية، والبيئية الشديدة.

أعراض المرض النفسي والعقلي

اعراض المرض النفسي العقلي

معرفة أعراض أي مرض يساعد المختص في ملاحظتها على المريض من أجل تحديد نوع الخلل المصاب به، ولا شك أن تلك الأعراض مختلفة في حالة المرض العقلي عما إذا كان نفسيًا؛ ولذلك جمعنا لكم أبرز تلك الأعراض لكل نوع على حدة في السطور القادمة:

أعراض المرض النفسي

الأعراض التي نلاحظها على الشخص تبين الفرق بين المرض النفسي والمرض العقلي بنسبة كبيرة، والشخص الذي يعاني من اضطراب نفسي نجد أن سلوكه، وتصرفاته تتسم بعدد كبير من النقاط التالية:

  • شعور شديد بعدم وجود هدف، أو غاية من حياته، مع عدم الرغبة في تحقيق أي شيء حتى وإن كان من واجبات الشخص، مثل: الدراسة، أو العمل.
  • المعاناة من وجود أفكار انتحارية، وتطورها من مجرد فكرة إلى حيز التنفيذ، وإيذاء الشخص لنفسه.
  • الشعور بالألم في مناطق متفرقة من الجسد بالرغم من عدم المعاناة من أي مرض عضوي، مثل: ألم البطن، الظهر، الرقبة، أو أي جزء آخر.
  • اتباع الشخص سلوك غير معتاد في أموره الروتينية، مثل: الأكل، الملبس، والحركة.
  • المعاناة من الاكتئاب، والرغبة في الابتعاد عن أي تجمعات، والعيش في حالة من الانعزال.
  • تقلب واضح ما بين السعادة والحزن في نفس الموقف بشكل واضح وملحوظ.
  • تصبح قدرة الشخص على التركيز، وتذكر التفاصيل والأحداث أقل من الطبيعي.
  • الابتعاد التام عن الأصدقاء، وعدم الرغبة في رؤيتهم.
  • تراجع مستوى الشخص في الأمور الطبيعية، والماهر بها.

أعراض المرض العقلي

يوضح العلماء أن الفرق بين المرض النفسي والمرض العقلي في الأعراض يظهر على شكل: مجموعة من العلامات التي تنفصل كليًّا عن الواقع المدرك، وتحتل محل الحقائق، والثوابت الظاهرة عند الشخص، مثل:

  • تجسد مجموعة من الأوهام في عقل الشخص، ويقينه أنها حقائق لا تقبل النقاش.
  • رؤية مجموعة من الهلاوس البصرية، أو السمعية، وإيمانه الشديد بواقعيتها؛ مما يدفعه إلى الدفاع بشدة عن هذه الهلاوس.
  • شعور الشخص، وتأكده من أنه مراقب من قبل مجموعة من الناس؛ وبالتالي لا تكون لديه ثقة في المحيطين به، ويتصف بالعدوانية الشديدة معهم.
  • شعوره بأنه إنسان ذو أهمية ومكانة عالية في المجتمع، بل الكون كله، وأن المنظمات المعادية تريد أن تؤذيه.
  • إيمانه الراسخ بوجود مجموعة من الرسائل المشفرة التي توجه له خصيصًا سواء على شاشات التلفزيون، أو في أي شيء محيط به.

أنواع المرض النفسي

أنواع المرض العقلي

الأمراض النفسية توجد منها أنواع كثيرة جدًا، وقد يصاب الشخص بنوع واحد، أو بأكثر من نوع مختلف، وهذا يرجع إلى سبب الإصابة والسمات الشخصية والذاتية للإنسان، ومن أشهر تلك الأمراض نمليها عليك في السطور أدناه:

اضطرابات الشخصية

هذا النوع من الأمراض النفسية يندرج تحته عدد كبير من اضطرابات الشخصية، مثل: اضطراب الشخصية الوسواسية، اضطراب الشخصية المضاد للمجتمع، اضطراب الشخصية البينية، وغيرها من الاضطرابات التي يسلك صاحبها سلوكيات غير مقبولة، وتصبح محط انتقاد من المحيطين به.

اضطراب ما بعد الصدمة 

يطلق على هذا النوع اسم (PTSD)، وهو نوع من الاضطرابات التي يصاب بها الإنسان الذي تعرض إلى حادثة شديدة الألم، سواء كان الألم الناتج عنها نفسيًا أو عضويًا، ويبدأ الإنسان في تخيل أحداث، وأفكار مؤلمة ومخيفة تتعلق بالحادث الذي مر به.

اضطرابات التشنج 

الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض النفسي نلاحظ عليهم بعض التصرفات التشنجية الشديدة في أحد الأطراف أو في الجسم كله، وقد تحدث لهم في أي وقت، ولا يكون لها أي علاقة بأي خلل عضوي، ولكن سببها نفسي بحت، وأثناء حدوثها يكون من الصعب إيقافها، أو التحكم فيها.

مرض الفصام 

يعد مرض الفصام من أخطر الأمراض النفسية التي يصعب التخلص منها؛ لأن مريضها يعاني من مشاكل في التمييز ما بين العلاقات، الأحداث الواقعية، والتخيلات التي ليس لها أي صلة بالواقع، ويخلط بينهما، وتفتقر حياته إلى السلام والهدوء.

اضطراب الأكل 

الأشخاص المصابون بهذا النوع من الأمراض يكون لديهم خوف، وقلق شديد على شكل جسمهم المثالي، ويصابون بالهلع عند ملاحظة حدوث زيادة طفيفة في وزنهم، وقد يمتنعون عن تناول الطعام لساعات وأيام كثيرة بسبب هذا الأمر، بل قد يخرجون ما في معدتهم بالقوة؛ لمنع زيادة وزنهم.

مرض الاكتئاب 

الاكتئاب من الأمراض النفسية التي يلزم علاجها بسرعة عند ملاحظاتها على شخص ما؛ لأن الاكتئاب يجعل الشخص يفكر بشكل كبير في الانتحار بصفة مستمرة، ويفقد المتعة في ممارسة أي عمل، أو هواية مع خسارة الوزن، فقدان الشهية، المعاناة من الأرق، عدم القدرة على النوم مع الإحساس بالقلق، الحزن، والضيق المستمر.

مرض الوسواس القهري

يتمثل مرض الوسواس القهري في مجموعة من الأفكار الوسواسية التي تسيطر على صاحبها، فيقوم بممارسة سلوكيات معينة لجعل هذه الأفكار تهدأ بداخله، مثل: خوف الشخص من المرض، البكتيريا، والجراثيم، فنجد أنه يهتم بالنظافة بشكل غير طبيعي، وقد يمتنع عن مصافحة الغير خوفًا من العدوى، وكذلك الأشخاص الذين يهتمون بالنظام، ولا يقبلون وجود أي شيء في غير موضعه سواء كان بعذر أو من غير عذر، فيقوم بإعادة ترتيبه مرة أخرى.

الاضطرابات الجسدية

يظهر هذا المرض في شعور الشخص بألم شديد في منطقة معينة من جسده، مثل: الشعور بالتقلصات، خفقان القلب، والصداع الشديد، وعند إجراء الفحوصات الطبية لا نجد أي سبب لتلك الآلام؛ لأنه مرض نفسي يظهر في صورة عرض جسدي.

أنواع المرض العقلي 

الجدير بالذكر أن الفرق بين المرض النفسي والمرض العقلي هو أن كثيرًا من الأمراض النفسية قد تتحول إلى عقلية، ولكن ليس العكس، وبذلك تصبح هذه الأمراض ليس لها أي علاج مهما حاول الأطباء، ومن أشهر تلك الأمراض:

اضطراب ثنائي القطب

يتميز صاحب اضطراب ثنائي القطب بالسعادة، والنشاط الشديد جدًا وقت المرح، أو الاكتئاب والحزن القاتل في أوقات أخرى، فهي حالة مزاجية شديدة التقلب.

الاضطرابات العصبية

عبارة عن مجموعة واسعة من الاضطرابات، مثل: اضطراب طيف التوحد، مرض صعوبات التعلم، تشتت الانتباه، وفرط الحركة التي تكون ظاهرة وواضحة في أول 3 سنوات من سن الطفل، ويرجع سبب معظمها إلى خلل في الأعصاب المسؤولة عن وظيفة كل واحد.

التخلف العقلي

من الاضطرابات العقلية النمائية التي تحدث للطفل، بسبب حدوث مشكلة في عملية الولادة، أو أثناء وجوده في الرحم، أو تعاطي الأم للكحوليات والمخدرات، أو نتيجة لضربة شديدة على منطقة الدماغ تؤدي إلى إصابة الشخص بالتخلف العقلي، وتكون درجته حسب شدة التلف الحادث في المخ.

الاضطراب الفصامي

هذا النوع من الاضطراب يوضح الفرق بين المرض النفسي والمرض العقلي في النقاط البسيطة التالية، حيث يعاني المريض في هذا النوع من: فقدان ذاكرة فصامي مع ظهور مجموعة من الأفكار والتصورات التي تفصله عن الواقع.

هل من الممكن أن يتحول المريض النفسي إلى مريض عقلي؟

الفرق بين المرض النفسي والمرض العقلي

بعد معرفة الفرق بين المرض النفسي والعقلي أصبحت إجابة السؤال هي نعم، حيث إن المريض الذي يعاني من مجموعة مختلفة من الاضطرابات النفسية غير المعالجة، نجد أنها تتطور معه تدريجيًّا إلى مرض عقلي مزمن، وتبدأ الأعراض تأخذ شكلًا أكثر خطورة عن السابق، ولكن هذا الأمر لا يتم في يوم وليلة، بل هو نتيجة ضغوط هائلة مع انعدام العلاج، قبل التطرق إلي الجانب الأهم ألا وهو: العلاج لا بد من التعرف على الطرق المختلفة للوقاية من الأمراض النفسية والعقلية قبل حدوثها؛ لأن الوقاية خير من ألف علاج.

الوقاية من الأمراض النفسية

يعد الفرق بين المرض النفسي والمرض العقلي في عملية الوقاية، أن المرض النفسي يعتمد على تحسين الممارسات والتقليل من الضغوط، حتى تكون النتيجة مرضية، وغير مرهقة لنفسية الإنسان، ومن طرق الوقاية ما يلي:

فهم الشخص لقدراته وإمكانياته 

معرفة الشخص لنوع المهام والوظائف التي يستطيع القيام بها على أساس: فهمه الصادق لنقاط قوته وضعفه، حسن استغلاله لنقاط القوة، وعدم الضغط على نقاط ضعفه يساعد الشخص على تجنب كثير من المواقف المحبطة التي يكون لها آثار بعد ذلك على نفسيته.

زيارة الاختصاصي النفسي

هذه الخطوة مهمة جدًا لأي شخص يمر ببعض المشكلات النفسية التي يعجز عن علاجها بنفسه، حيث إن زيارته للاختصاصي تساعده على رؤية هذه المشكلات بموضوعية ووضوح عن السابق، ويمنع دخوله في حالة من المرض النفسي المزمن، بسبب إحساسه بالعجز والفشل.

الموازنة بين العمل والحياة الخاصة

الإنسان الذي يوازن بين حياته العملية وحياته الشخصية، ويعطي لنفسه القدر الكافي من الاستمتاع والسعادة، تكون حياته أقل عرضة للضغوط النفسية، بسبب منع كثير من عواملها.

طرق الوقاية من الأمراض العقلية

علاج المرض النفسي والعقلي

إن الفرق بين المرض النفسي والمرض العقلي في طرق وقاية المرض العقلي، تعتمد على منع أكبر قدر ممكن من مسببات المرض التي قمنا بذكرها في السطور السابقة عن طريق الآتي:

  • علاج الأمراض النفسية، وعدم تركها حتى تتحول إلى أمراض عقلية مزمنة.
  • عند ممارسة أي نوع من أنواع الرياضات الخطيرة، لا بد من حماية الرأس بشكل صحيح لمنع إصابتها عند السقوط.
  • عدم تناول الحامل لأي أدوية غير آمنة، بالإضافة إلى الامتناع عن التدخين، والمشروبات الكحولية.
  • عند المعاناة من مرض عقلي سابق لا بد من مراجعة الطبيب كل فترة للاطمئنان.

الوقاية لا تكون كافية في كثير من الحالات، ويصاب بعض الناس بالأمراض العقلية، لا بد في تلك الحالة من علاج هذا المرض، والطرق التالية توضح الطرق المتبعة في العملية العلاجية.

علاج المرض النفسي

يُعالج المرض عن طريق إجراء تشخيص دقيق للمريض، ومعرفة نوع الاضطراب الذي يعاني منه هل هو نفسي أم عضوي، وفي حالة الاضطراب النفسي تتم عملية العلاج في أكثر من جهة، وبأكثر من طريقة، يقوم الطبيب بتحديدها حسب حالة المريض التي ظهرت معه في التشخيص، ومن ضمن طرق العلاج الآتي:

العلاج السلوكي المعرفي

هذه الطريقة من أهم الطرق التي يُعالج فيها أي اضطراب نفسي، بتعديل المعلومات والمعارف التي يكونها الشخص عن نفسه، وعن أي شيء حوله مع إزالة الأفكار، والمعتقدات السلبية بعد إيضاح الصورة الحقيقية للمريض، ومساعدته على تكوين أفكار إيجابية، والتخلي بالتدريج عن هذه الأفكار المريضة.

العلاج الاجتماعي 

يعتمد هذا العلاج على مشاركة الأهل والأصدقاء في العملية العلاجية، حيث إن الفرق بين المرض النفسي والعقلي مهما كان شديدًا، إلا أننا نجد أن مساعدة المريض على إيجاد حلول لضغوطه الاجتماعية التي يعجز عن مواجهتها، وتسبب له مشكلات نفسية شديدة، يكون له نتائج مرضية في معظم الحالات.

العلاج بالأدوية 

قد لا يحتاج جميع المرضى إلى أخذ أدوية إلا في الحالات الشديدة من المرض، والتي يستدعي معها تناول بعض المحفزات العصبية، مثل: حالات المرض الذهاني، وبعض المثبطات التي تقلل من الشعور بالحزن والاكتئاب، والرغبة في الانتحار.

العلاج بالصدمات الكهربائية 

علاج المرض النفسي والعقلي

يستعين الطبيب بالصدمات الكهربائية مع بعض المرضى، التي لا يكون تناول الأدوية كافيًا معها، بالإضافة إلى الطرق السابقة، فيكون من الواجب إعطاء الطبيب بعض من صدمات الكهرباء التي تساعد في عملية الشفاء، والاستجابة للعلاج بصورة أكبر.

العلاج باستخدام الأعشاب الطبيعية

كثير من الأطباء يفضل إدخال بعض الأعشاب الطبية، كطريقة علاجية فعالة مع الاضطرابات النفسية سواء استُخدم مع الأدوية، أو بدون استخدام أي أدوية كيميائية.

العلاج بالإبر الصينية

هناك عدد كبير من الدول تستخدم الإبر الصينية في علاج كثير من الأمراض، من ضمنها: الأمراض النفسية، مثل: الصين، اليابان، وغيرها من الدول؛ حتى أصبح هذا العلاج مرحبًا به في الدول العربية، وأصبح من ضمن الطرق التي قد يلجأ إليها بعض الأطباء في العملية العلاجية.

العلاج بالتأمل والاسترخاء 

هذا النوع من العلاج مفيد جدًا في تحسين الحالة النفسية، حيث مهما كان الفرق بين المرض العقلي والنفسي كبير، فإن الابتعاد عن أي مسببات للضيق والاكتئاب، والتمتع بجو صافٍ من السكون والراحة يساعد في التقليل من أعراض الاضطرابات المختلفة، ومن مميزات هذه الطريقة أن الشخص يستطيع القيام بها بنفسه في أي مكان هادئ ومناسب.

علاج المرض العقلي

تعد عملية علاج المرض العقلي ليست سهلة كما في علاج الاضطرابات النفسية، والفرق بين المرض النفسي والمرض العقلي يظهر هنا، حيث إن هدف العلاج يتمحور في المحاولة من تقليل الأعراض المختلفة، ومنع تفاقمها عن طريق استخدام الأدوية الطبية، وتتبع عملية العلاج الخطوات التالية:

إجراء فحوصات جسدية

قبل الحكم على أن هذا المرض عقلي، لا بد من عرض المريض على طبيب مختص؛ للتأكد من أنه سليم بدنيًا، ولا يعاني من أي مشكلة عضوية، بعد ذلك يأتي دور الخطوة التالية.

القيام بعمل بعض الاختبارات العضوية والتحاليل

تُجرى تحاليل وفحوصات داخلية، وخاصةً الغدة الدرقية؛ للتأكد من أنها طبيعية، ولا تؤثر على إدراك الشخص وتركيزه، فتنتج منه تلك التصرفات غير الطبيعية.

عمل فحص نفسي للمريض

الاختبارات والفحوصات النفسية التي يعرض إليها المريض تزيل احتمالية أن يكون هذا المرض نفسيًا، وليس عقليًا، وتجعل الطبيب يتجه إلى وضع خطة علاجية تناسب حالة المريض وشدته.

الأدوية الطبية والخطة العلاجية

يأتي دور الخطوة الأساسية في عملية العلاج، وهي: استخدام الأدوية التي تساعد في التحكم في الأعراض المختلفة للمرض العقلي، والتقليل من حدتها، ولكن يجب التنويه إلى أن هذه العملية لا تحقق الشفاء التام للمريض، بل تقلل من نسبة المرض بشكل كبير جدًا، حيث يضع الطبيب خطة علاجية تناسب المريض للوصول لأفضل نتيجة.

هل الحكم على نوع الاضطراب عقلي أم نفسي أمر سهل؟

المرض النفسي والمرض العقلي

قد يعتقد الشخص العادي أن الفرق بين المرض العقلي والمرض النفسي أصبح واضحًا، وبإمكان التشخيص بقراءة بعض المقالات أو الكتب، ولكن هذا أمر خاطئ؛ لأن الحكم على نوع الاضطراب وظيفة الطبيب المختص، الذي يتبع القواعد العلمية والطبية في تحديد نوع الاضطراب لدى الشخص، عن طريق إجراء الكشف والفحوصات اللازمة؛ فهو ليس أمرًا في غاية البساطة والسهولة.

شهد هذا الموضوع الفرق بين المرض النفسي والمرض العقلي بصورة مبسطة؛ لتسهيل فهم كثير من الاضطرابات التي قد يكون الشخص عرضة لها في كثير من الأحيان، ومعرفة مدى خطورتها عليه في الحاضر والمستقبل.

المصادر

صوبا نيو جيرسي.

إم كلين هوسبيتال.

ستوب إوفر دوس.

ويكيبيديا.

زر الذهاب إلى الأعلى