الصحة النفسية

ما الفرق بين متلازمة أسبرجر والتوحد؟

من السهل تحديد الفرق بين متلازمة أسبرجر والتوحد؛ وذلك بسبب الاختلاف الذي يحدث من حيث الأعراض والأسباب وطرق التشخيص والعلاج أيضًا؛ وعلى الرغم من ذلك إلا أن هناك الكثير من الأشخاص يخلطون بين المرضين ويعتقدون أن كليهما مرض واحد؛ وهذا اعتقاد خاطئ تمامًا، ومن خلال مقال اليوم سنعرض عليكم الفرق بين التوحد وأسبرجر.

الفرق بين متلازمة أسبرجر والتوحد

هناك فرق شاسع بين المرضين؛ فلكلٍ منهما أعراضه الخاصة التي تصحبه حينما يصاب به أي فرد؛ علاوة على الأسباب المختلفة التي تؤدي إلى الإصابة بأي من المرضين، كما أن طرق العلاج التي يحددها الأطباء تختلف عن بعضها تمامًا بحسب حالة المريض التي وصل إليها وأسباب إصابته بالمرض أيضًا.

تعريف متلازمة أسبرجر

من اضطرابات طيف التوحد التي يصاب بها الإنسان في مرحلة مبكرة من العمر تبدأ من مرحلة الطفولة ومن الممكن ألا يتم اكتشاف هذا الاضطراب حتى يصل الطفل إلى مرحلة البلوغ، ويعاني المصاب بهذه المتلازمة من صعوبة شديدة في التواصل مع الآخرين ويعاني أيضًا من التكيف مع المجتمع، كما أنه لا يتواصل مع من حوله بطريقة طبيعية، بل يستخدم لغة غير تقليدية في بعض الأحيان؛ وعلى الرغم من كون المصاب يتسم بالذكاء الشديد إلا أنه غير قادر على التعبير طوال الوقت.

أسباب الإصابة بمتلازمة أسبرجر

متلازمة اسبرجر

الإصابة بهذا الاضطراب لا يوجد لها سبب واضح ومحدد؛ ولكن على الرغم من ذلك إلا أن هناك أطباء قاموا بإجراء بعض الدراسات من أجل الوصول للأسباب الشائعة؛ وبالفعل تم الوصول إلى هذه الأسباب:-

  • أسباب فسيولوجية:- قد يصاب الطفل بمتلازمة أسبرجر بسبب وجود مشكلة فيسيولوجية لدى الأم؛ فمن الممكن أن يكون هناك خلل ما في منطقة قشرة المخ لدى الأم، وهذا الأمر أدى إلى إصابة طفلها بذلك الاضطراب.
  • الوراثة:- إذا كان أحد الآباء قد عاني من هذا الاضطراب؛ فبنسبة كبيرة قد ينتقل إلى الأطفال بسبب العوامل الجينية.
  • عوامل البيئة:- من الممكن أن تتسبب البيئة المحيطية بالطفل؛ بزيادة فرصته للإصابة بهذا الاضطراب.

أعراض متلازمة أسبرجر 

الفرق بين متلازمة أسبرجر والتوحد يمكن معرفته بسهولة من خلال متابعة الأعراض على المصاب؛ فلكلٍ منهما أعراضه الخاصة به؛ ومن أبرز الأعراض التي تم تحديدها من قبل الأطباء للتأكد من أن الطفل مصاب بمتلازمة أسبرجر هي:-

 زاوية النظر

المصاب بمتلازمة أسبرجر لا ينظر إلى أي شيء بشكل طبيعي، بل ينظر دائمًا بزاوية العين وعادة ما يستخدم جزءًا من العين من أجل مشاهدة شيء ما؛ وحينما تتحدث إليه لن تجده ينظر إليك بشكل طبيعي بل من الممكن أن ينظر إليك من الجانب.

ضعف التركيز

لا يبدي أي اهتمام بما يحدث من حوله ودائمًا ما يكون تركيزه ضعيفا، وينصب تجاه الأشياء التي يفضلها هو فقط؛ كما أنه لا يعير من حوله اهتماما في الكثير من الأحيان.

انتباه ضئيل

من الأعراض التي تكون واضحة على المصاب بمتلازمة أسبرجر؛ حيث إنه غير منتبه لأي شيء يحدث من حوله إلا إذا كان يفضله فقط.

تأخر في النطق

من أبرز الأعراض التي يمكن استخدامها لمعرفة الفرق بين متلازمة أسبرجر والتوحد؛ حيث إن الطفل المصاب بمتلازمة أسبرجر يعاني من مشكلة التأخر في النطق؛ فمن الممكن أن يتأخر عن الأطفال العاديين لفترة زمنية غير قليلة، بعكس المصاب بالتوحد الذي ينطق بالكلام في السن الطبيعي للأطفال.

يستخدم الصوت العالي

حينما يتحدث؛ يستخدم الصوت العالي دائمًا من أجل إثارة انتباه من حوله؛ والمؤسف أنه غير مدرك بذلك تمامًا فحتى وإن قمت بإخباره أن صوته عالٍ، فيستمر باستخدام هذه الطريقة في التواصل.

صعوبة التكيف

يواجه صعوبة بالغة في التكيف مع من حوله، ويواجه صعوبة أكثر في تكوين أي علاقة صداقة مع أطفال من سنه؛ وذلك لكونه مفتقرا تمامًا لمهارات التواصل اللازمة، وهذا ما يجعله يواجه صعوبة في التواجد وسط مجموعات والتواصل معهم.

الصمت

يفضل الصمت دائمًا ولا يود التحدث مع من حوله، وعادةً ما يكتفي بالتحدث مع أحد المقربين له والذي يكن لهم مشاعر الحب؛ كما أنه لا يتحدث مع أي شخص غريب، ويكتفي فقط بابتسامة صغيرة على وجهه.

عدم تفسير المشاعر

غير قادر على تفسير مشاعره تمامًا ومن الصعب عليك أن تعرف ما يشعر به وما يدور بداخله، لا سيما وأنه يواجه صعوبة شديدة في التعبير عن الحزن أو الفرح؛ وذلك لعدم معرفة الطرق الصحيحة للتعبير؛ سواءً كانت بالوجه أو بالحديث.

روتيني

يفضل الروتين بشكلٍ كبير؛ ولا يود القيام بأي أشياء جديدة، حيث إنه يفضل الأشياء التي يقوم بها في الوقت الحالي ولا يشعر بالملل من القيام بها؛ ومن الصعب تغيير هذه السمة لديه.

علاج متلازمة أسبرجر 

علاج متلازمة اسبرجر 

من الصعب أن يتعافى المريض بشكلٍ كامل من متلازمة أسبرجر؛ ولكن حدد الأطباء عدة طرق يمكن اتباعها من أجل تخفيف الأعراض على المصاب والمحاولة لجعله يعيش بصورة طبيعية بأكبر قدر ممكن؛ ومن أبرز هذه الطرق:-

تنمية الذكاء

تنمية ذكاء المصاب ستكون سهلة من خلال جلب ألعاب مثل ألعاب المكعبات أو التلوين والرسم وتعليمه لمهارة جديدة؛ وهذا ما يلقى إقبالاً كبيرًا من جانبه ويبدأ بالتفكير بصورة طبيعية بعض الشيء.

ممارسة الرياضة

اجعله يمارس الرياضة بصفة روتينية؛ ولكن أيضًا حاول أن تضع له تمارين تتناسب مع حالته؛ فلا تفرض عليه الألعاب الصعبة، بل من الممكن أن تكتفي بالركض في البداية، وذلك ما يجعله يفرغ الطاقة التي لديه ويشعر بالسعادة والتحسن.

الدعم النفسي

حاول أن تدعمه طوال الوقت وكلما قام بشيء جيد أو تصرف حسن؛ قم بدعمه أكثر واجعله يشعر بأهميته وأنه مميز، وهذا ما يجعل طريق العلاج أسهل من أي وقتٍ مضى، وابتعد كل البعد عن التعامل معه بشكل سلبي.

التوجه لطبيب

قم باصطحابه إلى طبيب متخصص في علاج الأطفال المصابين بهذا المرض، وبدوره من الممكن أن يحدد لك الأدوية المناسبة التي تخفف من الأعراض لدى الطفل وتجعله يتعايش بصورة طبيعية.

تعريف التوحد 

عرف الأطباء مرض التوحد بكونه اضطرابا نفسيا يصيب الأطفال في مراحل مبكرة من الطفولة، ويؤثر هذا الاضطراب على حياة الطفل ويجعله غير قادر على التواصل مع ذويه وكافة المتواجدين من حوله؛ علاوة على تفضيله التام للعزلة والبقاء بمفرده، وإن لم يتم العلاج مبكرًا فالأمر يتفاقم معه.

أسباب التوحد 

التوحد

الفرق بين متلازمة أسبرجر والتوحد يمكن معرفته بسلاسة من خلال الأسباب؛ ومن أبرز الأسباب التي تؤكد إصابة الطفل بالتوحد:-

الوراثة

يلعب العامل الوراثي دورًا كبيرًا في إصابة الطفل بالتوحد؛ فإن كان أحد أبويه قد أصيب بالتوحد في فترة الطفولة؛ فمن السهل أن يتوارث الطفل المرض ويصاب هو الآخر به.

تلوث بيئي

من الممكن أن يؤدي التلوث البيئي إلى إصابة الأطفال بالتوحد؛ فبحسب بعض الدراسات التي أجريت مؤخرًا أن التلوث البيئي يكون ضمن الأسباب الرئيسة، التي تجعل الطفل عرضة للإصابة بالتوحد.

مرحلة الولادة

قد يصاب الطفل بمرض التوحد بسبب مشكلة ما قد حدثت بمرحلة الولادة؛ ومن الممكن أن تكون تلك المشكلة هي نقص الأكسجين؛ مما أدى إلى زيادة فرص الطفل للإصابة بالتوحد.

عوامل جينية

العوامل الجينية من الأسباب الرئيسة لإصابة الأطفال بمرض التوحد؛ فمتلازمة ريت التي تلحق بالأطفال، تقع تحت أسباب الإصابة بهذا الاضطراب.

مرض ضمور العضلات

يصاب الأطفال بمرض ضمور العضلات بسبب العامل الوراثي؛ وحينما يصاب به الطفل؛ فهنا من الممكن أن يصاب بمرض التوحد وذلك بحسب رأي الأطباء.

أعراض التوحد 

هناك أعراض عدة قد تم تحديدها من قبل الأطباء من أجل تشخيص مرض التوحد، فإن ظهرت هذه الأعراض على الطفل؛ فهذا دليل قاطع على إصابته بالتوحد، ويمكن أيضًا معرفة تلك الأعراض من أجل التعرف على الفرق بين متلازمة أسبرجر والتوحد؛ ومن أهمها:-

غير منتبه لمن حوله

يمكن معرفة الفرق بين متلازمة أسبرجر والتوحد من خلال هذا العرض؛ فمريض التوحد غير منتبه تمامًا لمن حوله؛ فإذا كنت تقوم بالمناداة عليه؛ فلن يمنحك أي استجابة حتى وإن كانت المسافة بينكم قريبة.

متجاهل تمامًا لمن يحدثه

حينما تبدأ بالتحدث معه وإخباره بأي شيء، ستجده لا يعير حديثك أي أهمية، علاوة على التجاهل التام في بعض الأحيان، مما يجعلك تشعر أنك تتحدث مع نفسك؛ كما أنه لا يفضل التحدث لفترات طويلة.

لا يفضل التعامل مع غرباء

يفضل التعامل مع المقربين منه فقط سواء كانوا أقرانه أو ذويه؛ وعلى الرغم من أنه يتعامل معهم نادرا، إلا أنه لا يفضل التعامل مع أي شخص غريب عليه؛ كما أنه من الممكن ألا يمد يده للسلام مع أي شخص لا يعرفه.

انطوائي

غير اجتماعي على الإطلاق ويفضل البقاء بمفرده؛ كما أنه لا يحبذ التواجد مع الأطفال الآخرين ومن الصعب وضعه داخل مجموعة من أجل التعامل معهم؛ كما لا يفضل تكوين أي صداقة لفترات طويلة من نفس مرحلة طفولته.

يفضل اللعب بمفرده

على عكس الأطفال تمامًا تجده يفضل اللعب بمفرده؛ فالأطفال عادة ما يفضلون اللعب مع بعضهم وخاصة حينما تكون الألعاب جماعية، ولكن المصاب بالتوحد لا يجد أي متعة في اللعب مع الآخرين وعادةً ما يختار الألعاب الفردية التي لا تفرض عليه التواجد وسط مجموعة من الأطفال.

لا يتحدث بنبرة طبيعية

على الرغم من كونه قليل الكلام؛ إلا أنه عندما يتحدث تجده لا يتحدث معك بصورة طبيعية، بل يستخدم نبرة غير تقليدية من أجل الحديث، وهذا العرض يمكن استخدامه لمعرفة الفرق بين متلازمة أسبرجر والتوحد.

لا يبدأ الحديث

لا يبدأ بالحديث مطلقًا مع أي شخص آخر؛ فلن تجده يأتي للتحدث معك حتى وإن كان بحاجة إلى شيءٍ ما، بل تجده يحاول إثارة انتباهك لبدء الحديث معه ومعرفة رغبته.

علاج التوحد 

علاج التوحد 

يتبع الأطباء عدة طرق وأساليب مختلفة من أجل علاج الأطفال المصابين بمرض التوحد؛ وعادةً ما يختلف أسلوب العلاج بحسب الحالة التي وصل إليها الطفل والسن أيضًا؛ ومن أبرز الطرق التي يتم اتباعها:-

العلاج التربوي

يتم اتباع نظام العلاج التربوي لعلاج الأطفال من مرض التوحد؛ فمن خلال هذا العلاج تتم عملية تحسين السلوك وطرق التواصل لدى الطفل، ويتم فرض بعض النشاطات على الطفل للقيام بها، وتتبع تلك الطريقة مع الأطفال المصابين بالمرض الذين لم يبدؤوا مرحلة المدرسة بعد.

التدخل العائلي

تتم هذه الطريقة بواسطة عائلة الطفل؛ لا سيما وأن المطلوب منهم هو التعامل معه بشكلٍ صحيح ودعمه نفسيًا ومعنويًا للقيام بأشياء جديدة والتفاعل مع جميع الأطفال المحيطين به من مثل عمره، وهذا ما يجعل الطفل يتحسن شيئا فشيئا ويبدأ بالانخراط مع المجموعات ومن ثم الشفاء.

زيادة المهارات

تقوم فكرة هذا الأسلوب العلاجي على مد الطفل بالمهارات التي يحتاج إليها، سواء كانت مهارات تواصل مع الآخرين أو مهارات للتعبير عن شعوره أو مهارات من أجل التعاون مع من حوله، وعادةً ما يتم هذا الأسلوب من العلاج بواسطة أحد المتخصصين في علاج الأطفال المصابين بالتوحد.

العلاج بالأدوية

في بعض الحالات يحتاج الطفل إلى تدخل الطبيب والحصول على بعض الأدوية من أجل الشفاء؛ فهناك أدوية تقلل من الأعراض التي تظهر على الطفل المصاب بمرض التوحد وتساعده على أن يعيش بصورة طبيعية؛ ولكن يفضل عدم الحصول على أي دواء قبل الاستعانة برأي الطبيب والتأكد من مدى فاعليته.

ختامًا كان هذا هو الفرق بين متلازمة أسبرجر والتوحد من حيث الأعراض والأسباب وطرق العلاج أيضًا؛ فإن كان طفلك يعاني من أيٍ منهما، فعليك اتباع أساليب العلاج التي عرضناها سلفًا كي تتمكن من دعم طفلك للعيش بصورة طبيعية والانخراط وسط المجتمع.

المصادر:

هيلث لاين.

ميديكال نيوز توداي.

ايفري داي هيلث.

زر الذهاب إلى الأعلى