قد تتولد لدى بعض الأشخاص حالة من الخوف والذعر تجاه بعض الأماكن والأشياء، والتي قد تكون مرعبة بالفعل، فيصل الأمر بهم إلى الفوبيا، والتي تتعدد أنواعها ومدى خطورتها من شخص لآخر، إلا أن الغريب في الأمر هو إصابة بعض الأشخاص وخصوصا الرجال بحالة من الرعب تجاه النساء الجميلات، وتصل في بعض الحالات لدرجة الفوبيا، وتسمى بـ” فينوسترافوبيا“.
قد لا تصيب هذه الفوبيا الجميع، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن هذا النوع من الفوبيا غير متواجد أو غير مألوف، خاصة أن معظم الرجال يحبون النساء الجذابات والجميلات، إلا أن في حالة بعض الأفراد تكفي مجرد رؤية امرأة جميلة، ناهيك عن التحدث معها، للإصابة بالدوار والدخول في نوبة فزع كاملة.
فإذا كنت تعاني من أعراض، مثل إصابتك بالتوتر أو التعرق الشديد أو حمرة الوجنتين أو عدم التحكم بالنفس في حضور امرأة جميلة، فأنت بالفعل مصاب بفوبيا “رهاب النساء”.
وهنا يقف موقع “قل ودل” على أبرز المعلومات حول فوبيا رهاب النساء أو المعروفة باسم الـ”فينوسترافوبيا”.
حقائق حول الفينوسترافوبيا
مصطلح الفينوسترافوبيا، هو مزيج من كلمة فينوس والتي تعني “إلهة الحب والجمال والخصوبة الرومانية” وكلمة فوبيا، تعني الرهاب أو الخوف، وتندرج الفينوسترافوبيا، تحت فئة اضطراب القلق الاجتماعي، شأنها شأن باقي أنواع الفوبيا، ويحرص أصحابها على الابتعاد الدائم وتجنب التعامل مع النساء خاصة إذا كن يحملن قدرا من الجمال أو الجاذبية، ويكمن خوفهم الأكبر في التحدث إلى امرأة، ساعين إلى تلاشي ذلك، وتحديدا في مجال عملهم، وقد يضطرون إلى تركه إذا كانت المديرة امرأة، نظرا لما يتعرضون له من ضغوط كبيرة، وقد تحدث في الأطفال أيضا.
4 محاولات جادة لكشف السبب
أمضى الباحثون والعلماء سنوات عدة، في محاولة التعرف على أسباب الفينوسترافوبيا، إلا أن تلك المحاولات لم تستقر على عامل رئيسي متسبب في تلك الفوبيا دون غيره، فهناك العديد من العوامل الواجب أخذها في الاعتبار عند محاولة تشخيص السبب الدقيق وراء هذا الاضطراب، والتي تتلخص في الجينات الوراثية، أو الارتباط المباشر بالتجارب، أو من خلال الملاحظة والتعلم، أو عن طريق نقل معلومة.
ويفسر ذلك الاحتمالات الأربعة التالية:
1- تُرجح العديد من الدراسات الحديثة، أن السر في إصابة بعض الرجال بالفينوسترافوبيا، إلى الجينات الوراثية والحمض النووي، المنوط بدوره في نقل الصفات من الآباء إلى الأبناء عبر الأجيال والتي قد يكون الخوف ضمنها.
2- في الاحتمالية الثانية، يعتقد العديد من الأطباء أن الفينوسترافوبيا، تنشأ غالبا نتاج تجربة سلبية مر بها الرجل مع سيدة جميلة، كرفض تلك المرأة له، أو تعرضه للسخرية أو الإهانة علنا من قبل تلك المرأة، مما يجعل من كل امرأة جميلة خطرا وموضع تهديد.
وتندرج أسفل تلك الاحتمالية فروض أخرى، تضعف من صحتها، وتتمحور حول أن قلة قليلة فقط من الرجال لديهم فرص أكبر لتطوير ذلك الشعور المهين إلى فوبيا، وربط أية تجربة جديدة بما تعرض له في تجربته السابقة.
3- هناك ظن ثالث، يسلط الضوء على وسائل الإعلام التي قد تساهم في نقل صورة نمطية سلبية عن المرأة الجميلة، وذلك من خلال نظرية الغرس الثقافي التي تعتمد على تثبيت صورة معينة تثير مخاوف شديدة من الجمال، فيتولد لدى الرجل فينوسترافوبيا، حتى إن لم يكن له تجربة مباشرة مع أية سيدة.
4- من الممكن أن تتولد الفينوسترافوبيا أحيانا لدى شخص سريع التأثر، أو تقديره لذاته منخفض، فيستمع إلى بعض النصائح أو التحذيرات، التي يقدمها الآباء والمدرسون والأصدقاء والأشخاص المقربون، بشكل ينطوي على نوع من المبالغة أو الكذب، فتثير نفوره وتعمق من خوفه.
من البكاء وحتى الرغبة بالموت
كثرت الأعراض المُرتبطة برهاب فينوسترافوبيا، والتي تشير إلى وجود مستويات ذعر وقلق مختلفة بين شخص وآخر، وتنقسم إلى ردود فعل جسدية وأخرى عاطفية وثالثة نفسية.
الأعراض الجسدية
تدور معظمها حول الصداع، ضيق التنفس يصل حد الاختناق، وسرعة ضربات القلب والتعرق وهز القدمين باستمرار مع الارتجاف، واضطرابات بالمعدة كالغثيان والقيء، وتصل أحيانا إلى البكاء والصراخ.
الأعراض العاطفية
تختلف المشاعر الداخلية للرجال المصابين بالفينوسترافوبيا، وتبدأ معهم بالرغبة في المغادرة، الخوف من إحراج النفس، فقدان الواقع شعوريا، والاقتناع التام بالتصرف بحماقة وفقدان القدرة على التحكم بالنفس، وتتطور تلك الأعراض لدى بعض الأشخاص لتصل في أوقات عدة إلى الرغبة في الموت الفوري.
الأعراض النفسية
في الحالات المتطورة، يؤثر الخوف على مرضى الفينوسترافوبيا، نفسيا، فيفقدهم التصالح مع الذات، ومن ثم احترامها، فضلا عن خوفهم الدائم وشعورهم بهاجس سخرية جميع من حولهم.
علاج السلوك المعرفي
يهدف علاج السلوكي المعرفي إلى التركيز على تحديد الخوف ومكافحة المعتقدات الخاطئة التي تؤدي بالفوبيا أو الخوف إلى درجات متطورة، تجعل الشخص يبالغ في تقدير التهديدات التي يواجهها سواء كان ذلك من الأشياء أو الأشخاص كما في الفينوسترافوبيا.
وينطوي العلاج السلوكي المعرفي، على العديد من التقنيات والاستراتيجيات التي تهدف للسيطرة على الذعر، والتي تتمثل أبسطها في خلق تفاعل بين الشخص المريض والنساء الجميلات بأسلوب المواجهة، مما يساعد الشخص المصاب بالرهاب على تغيير أنماط تفكيره السلبية.
الثقة بالنفس أهم الخطوات
وتظل المساعدة الذاتية من الفرد لنفسه، أولى وأهم خطوات التعافي، وأفضل طريقة للتغلب على المرض، مع اتباع عدة نصائح تعزز من الخطوة الأولى وتتمثل في:
إعادة بناء الثقة في النفس مع الاعتناء بها والحديث الإيجابي عنها، أمور عدة تساهم في تطوير نظام دعم داخلي جديد يقلل من حالات الخوف الناتجة عن الحرج، بجانب عدة محاولات، كمحاولة تغيير المعتقدات الذاتية السلبية ومحاولة التحكم بالمشاعر الداخلية الناجمة عن مقابلة سيدة جميلة، ومحاولة التفكير في خلق طابع إيجابي وصورة لطيفة.
ولا يمكن إهمال ممارسة الأنشطة الحياتية، والتي تسهم في تعزيز الأداء وتحسين الإنتاجية، وتبدأ من خلال تحديد الأهداف الشخصية والسعي لتحقيقها وتحديد ساعات للتأمل والمداومة على كتابة اليوميات الإيجابية والحديث الدائم مع النفس، فضلا عن ممارسة الرياضة التي يعود لها الفضل في حل عدد كبير من المشاكل، ومعالجة العدد الأكبر من الأمراض.