الصحة النفسية

علاج الاكتئاب بالأعشاب الطبيعية والتخفيف من أعراضه القاسية

في سبيل التخفيف من معاناة مرضى الاكتئاب مع الكثير من الأعراض القاسية، يلجأ الكثيرون إلى علاج الاكتئاب بالأعشاب حتى دخلت في تركيب وإعداد الكثير من أدوية الاكتئاب الطبية في وقتنا الحالي، فهي من الوسائل الآمنة والمتوفرة للتغلب على ذلك الاضطراب النفسي المزعج، والناتج عن العديد من العوامل المختلفة التي تُسقط الشخص في دوامة من: الحزن، الإحباط، والمشاعر السلبية.

الاكتئاب وأعراضه

الاكتئاب هو اضطراب عقلي، ونفسي منتشر بين العديد من الفئات العمرية المختلفة من الجنسين بدرجات متفاوتة، وصور مختلفة؛ نتيجة للتعرض لقدر مبالغ فيه من الضغوط النفسية والعصبية، وإن الشائع من الأعراض المصاحبة له:

  • فقدان الشغف بالاهتمامات المعتادة للفرد.
  • العزوف عن جميع متع الحياة.
  • الإعراض عن الاتصال بالآخرين، والتفاعل مع البيئة المحيطة.
  • شعور عميق بالحزن، والضغط العصبي.
  • فقد الثقة بالنفس، والشعور الشديد بالذنب.

علاج الاكتئاب بالأعشاب

علاج الاكتئاب بالأعشاب

تزداد الحاجة إلى فوائد الأعشاب العظيمة في التخفيف من تلك الأعراض المزعجة، والتي تمنع الشخص من القيام بواجباته الطبيعية سواء على المستوى العملي، أو العلمي، أو الاجتماعي، ومن أهم الأعشاب في ذلك الصدد:

البابونج أو الأقحوان (Matricaria chamomilla)

أثبتت العديد من الأبحاث العلمية والتجارب العملية تأثير تناول عشبة البابونج عند علاج الاكتئاب بالأعشاب، وذلك لاحتوائه على نسبة ممتازة من مركبات الأبيجينين (Apigenin)، والفلافونويد الفعالة في التخفيف من أعراض الإصابة بالاكتئاب، وكذلك السيطرة على الكثير من الاضطرابات النفسية، مثل: التوتر، والقلق، ولكن يجب الحرص من استخدامه في حالة الإصابة بحساسية الجلد، كما أنه غير مناسب لمرضى السرطانات المختلفة، حيث يرفع من نمو الخلايا التالفة بالجسم، بجانب التداخل الدوائي مع كل من:

  • المهدئات المختلفة.
  • حبوب، وعقاقير منع الحمل.
  • الأدوية الإستروجينية.

الزعفران (Saffron)

استخدمت تلك الأعشاب المميزة بشكل واسع في العديد من الأغراض الطبية، وعلى رأسها علاج الاكتئاب، والعديد من الاضطرابات العصبية المختلفة، وذلك لدورها الكبير في تنشيط الدورة الدموية بالجسم، ورفع معدل تدفق الدم المحمل بالأكسجين، والمغذيات المهمة إلى خلايا المخ؛ مما يحفز إنتاج هرمون السعادة في الجسم، وهو هرمون السيروتونين، الأمر الذي يساعد الجسم في الحصول على قدر كبير من الاسترخاء والهدوء، كما أنه عشب غني بالعناصر الغذائية المهمة، مثل:

  • المعادن، مثل: البوتاسيوم، والماغنيسيوم ذات الخصائص المهدئة، والمعززة لخلايا الدماغ.
  • الفيتامينات المختلفة، وأبرزها في ذلك الصدد: فيتامين B6 الذي يحسن من عمل الجهاز العصبي.
  • مضادات الأكسدة، وأهمها مادة السافرانال، والتي تعمل كمضاد قوي للاكتئاب.

عشبة القديس يوحنا (St. John’s wort)

واحدة من أشهر الأعشاب الطبية المستخدمة منذ عصور طويلة في علاج الاكتئاب بفاعلية كبيرة، جعلت منها الخيار الأمثل الذي يلجأ إليها الكثيرون؛ للتخفيف من حدة ذلك المرض، ومحاولة السيطرة على أعراضه، وترجع فائدة تلك العشبة إلى ما تحتوي عليه من مركب الهيبرسين (Hypericin) ذات المفعول الممتاز في التخفيف من الاضطرابات المزاجية، والمشكلات النفسية، ولكن يجب مراعاة بعض النقاط المهمة عند استخدام أعشاب لعلاج الاكتئاب، مثل:

  • عدم ملاءمة استخدام عشبة القديس يوحنا في حالة الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية، مثل: الفصام، وألزهايمر.
  • ضرورة الامتناع عن تناول تلك العشبة عند التخطيط للخضوع لأحد العمليات الجراحية بفترة لا تقل عن أسبوعين.
  • يحذر تناول العشبة أثناء فترة الحمل، أو الرضاعة الطبيعية.

النعناع (mint)

كيفية علاج الاكتئاب بالأعشاب الطبيعية

التوتر، التقلبات المزاجية الحادة، والتهيج العصبي من أبرز أعراض الاكتئاب التي تزعج المريض، وتفسد علاقته بالمحيطين به، وهنا تظهر أهمية النعناع في التخفيف من حدة تلك الأعراض، والمساعدة في السيطرة عليها بشكل كبير، وذلك لاحتوائه على العديد من مضادات الاكتئاب، وعلى رأسها مادة المينتول الفعالة في الحصول على قدر كبير من الاسترخاء، والتخلص من القلق، والإثارة العصبية، ويمكن استخدام النعناع في صورة:

  • مشروب دافئ ولذيذ من شاي النعناع من أفضل طرق علاج الاكتئاب بالأعشاب.
  • نقع بعض أوراق النعناع في ماء الاستحمام، والاسترخاء بها لبعض الوقت؛ لتهدئة الأعصاب بشكل كبير.
  • استنشاق البخار المتصاعد من غلي بعض أوراق النعناع.

عشبة الجذر الذهبي (Rhodiola rosea)

أو الرهوديولا كما يُطلق عليها أحيانًا، عُرفت استخدامات هذه النبتة الرائعة منذ قرون في الكثير من الحضارات القديمة، حيث تمتلك من الخصائص الطبية والعلاجية ما يجعل منها أعشابًا مضادة للاكتئاب، حيث تعزز من إفراز هرمون: الدوبامين، الأستيل كولين، ومركب السيروتونين؛ مما يحسن من كفاءة عمل الجهاز العصبي، وقدرته على تحمل الضغوط والإرهاق النفسي، كما تساعد على:

  • تعزيز الحالة المزاجية لمرضى الاكتئاب.
  • القضاء على التوتر، والانفعال العصبي.
  • القضاء على الأرق، والمساعدة على سهولة النوم.
  • الاسترخاء، والراحة.

عشبة الكافا (Kava)

“الكافي لاكتون” هي المادة الفعالة الموجودة في تلك العشبة الممتازة لعلاج الأرق، واضطرابات النوم المصاحبة لمرضى الاكتئاب، مع التخفيف من نوبات القلق والتوتر التي تعصف به، وكذلك فهي مدعم قوي لنفسية الفرد أمام ما يواجهه من ضغوط الحياة على الصعيد الوظيفي والاجتماعي، والجدير بالذكر أن هذه العشبة تستخدم بشكل واسع لعلاج الاكتئاب، والاضطرابات النفسية المصاحبة للوصول لسن اليأس بين النساء، ولكن يجب الحذر من:

  • تأثير عشبة الكافا خطير على صحة الكبد؛ لذا يجب استشارة الطبيب مع الالتزام بالجرعة المسموح بها.
  • لا تستخدم تلك العشبة في حالة الإصابة بالشلل الرعاش.
  • الكافا ذات تأثير مشابه للكحوليات؛ لذا يجب تجنب القيادة، أو العمل على الآلات الخطرة عند تناولها.

الاستخدام الأمثل لعلاج الاكتئاب بالأعشاب

بشكل عام، فإن استخدام الأعشاب الطبية آمن في علاجات الاكتئاب بعيدًا عن المركبات الكيميائية الموجودة في العقاقير، والأدوية الطبية، وما يترتب عليها من مخاطر صحية، بجانب الجلسات النفسية، والمتابعة المنتظمة مع الطبيب المختص، ولكن تتوقف النتائج المرغوبة على بعض النقاط المهمة الواجب مراعاتها قبل الشروع في علاج المرض النفسي بالأعشاب، نذكر منها:

الرجوع إلى الطبيب أولًا

علاج الاكتئاب بالأعشاب الطبيعية

الأعشاب الطبيعية هي مكمل للعلاجات الطبية، والأدوية الموصوفة من الطبيب المختص، فلا يجوز الاستعاضة بها، وإهمال الجانب الطبي؛ للحصول على أفضل النتائج، مع ضرورة استشارة الطبيب قبل استخدامها، وذلك لتحديد المناسب منها طبقًا لسن المريض وحالته الطبية.

علاج الاكتئاب بالأعشاب أثناء الحمل والرضاعة

رحلة الحمل، وما يليها من فترة الرضاعة الطبيعية مراحل حساسة لكل ما يدخل جسم المرأة من عناصر، وذلك لتفادي تأثير أي منها على سلامة الحمل وصحة الجنين، كما أن نسبة كبيرة مما تتناوله المرضع ينتقل إلى صغيرها من خلال لبن الرضاعة؛ لذا كان من الضروري الحذر عند استخدام الأعشاب أثناء تلك الفترة؛ تفاديًا لأي مخاطر قد تنتج عنها، حيث لم تثبت مدى أمان الكثير من الأنواع بشكل علمي دقيق.

التحضير الجيد

ضرورة الحصول على أي أعشاب تعالج الاكتئاب من مصدر موثوق منه، معروف بجودة منتجاته ونظافتها، مع الاهتمام بتحضير علاج الاكتئاب بالأعشاب بطريقة صحيحة بحسب النوع المستخدم منها؛ لتفادي فقدان بعض المركبات المهمة بالعشب، أو تحول تلك الأعشاب إلى مواد ذات طبيعة مختلفة قد تصل إلى السُمية في بعض الأحيان، يمكن الحصول على فوائد الأعشاب في صورة مكملات غذائية متوفرة بالصيدليات.

الوعي بمحاذير  علاج الاكتئاب بالأعشاب

قد تتداخل تأثيرات بعض الأعشاب مع بعض الأدوية ومضادات الاكتئاب المستخدمة؛ مما ينتج عنه بعض الأعراض المختلفة والقاسية، الجسم في غنى عنها، كما يتسبب علاج الأمراض النفسية بالأعشاب في بعض الحالات بنتائج عكسية لوجود أحد الأمراض المزمنة؛ مما ينتج عنه ظهور آثار جانبية خطيرة على صحة الشخص، كما يجب تجنب استخدام الأعشاب لوقت مبالغ فيه، أو بجرعات كبيرة.

في الختام… إن علاج الاكتئاب بالأعشاب يقدم الكثير من الإيجابيات التي يحتاج إليها مريض الاكتئاب لتدعيمه نفسيًا، وعضويًا أمام ما يعتريه من أعراض حادة، واضطرابات قاسية تُفسد عليه حياته، وتمنعه من الاستمتاع بمعظم المتع المحيطة به، بل وقد تمنعه من القيام بمهامه الروتينية البسيطة، بشرط الاستخدام الصحيح لتلك الأعشاب بعيدًا عن العشوائية بلا إفراط، أو تفريط.

المصادر:

هيلث لاين.

مايوكلينيك.

ميديكال نيوز توداي.

ويكيبيديا.

زر الذهاب إلى الأعلى