تشتهر اليابان بمنافستها القوية كدولة رائدة، بل الأكثر تطورًا، حيث تسبق جميع دول العالم بسنوات طويلة جدًا من التطور والتكنولوجيا الحديثة، وتتميز بالكثير من المدن الرائعة، بينما تُعرف أيضًا بمدينة فوكوشيما اليابانية، والتي ظهرت أحداثها الغريبة في الفيلم العالمي Fukushima 50، الذي جسّد ما مر بها حتى وصلت لما عليه اليوم.
مدينة فوكوشيما
مدينة فوكوشيما من أهم وأخطر المدن الواقعة في دولة اليابان، ويُحدد موقع تلك المدينة الخطيرة في محافظة فوكوشيما بالتحديد في الجزء الشمالي منها، وتجدر الإشارة إلى أن المدينة قد تعرضت لزلزال قوي وصلت قوته إلى 9 ريختر، مما أدى إلى تعرضها لإعصار قوي عمل على إغراق جميع الجزر والقرى التابعة لها، كما أدى ذلك الإعصار الخطير إلى تدمير المصانع النووية الكبيرة الموجودة في فوكوشيما وتدمر معها كل شيء، فأصبحت وكأنها جزيرة مهجورة لا يسكنها ولا يهتم بها أحد من مواطني دولة اليابان.
اقرأ أيضًا: ويتير.. مدينة أمريكية يعيش جميع سكانها في مبنى واحد!
كيف أصبح عدد سكان فوكوشيما اليابانية «صفر»؟
كما ذكرنا آنفًا أن مدينة فوكوشيما قد تعرضت لزلزال شديد القوة، وكان نتيجته مميتة بمدينة فوكوشيما، حيث تدمرت مصانع الطاقة النووية وهو الأمر الذي أدى إلى خروج جميع السكان منها، كما عملت الحكومة اليابانية على إحاطة المدينة بالكامل، حتى لا يدخل إليها أي شخص، نتيجة لزيادة الإشعاعات النووية التي حتمًا ستُصيب بالكثير من الأمراض الخطيرة، خاصةً وأنها جميعًا تهدد الحياة وتؤدي إلى الوفاة.
وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة اليابانية حاولت بقدر المستطاع تنظيف مدينة فوكوشيما من الإشعاعات النووية، وبعد مرور فترة من الوقت دعت جميع السكان للإقامة فيها مرة أخرى، ولكن ما كان من السكان إلا رفض الرجوع إليها، خوفًا من خطر الإصابة بأمراض خطيرة، لذلك أصبح عدد سكان مدينة فوكوشيما اليابانية صفرا.
اقرأ أيضًا: رجوكان.. القرية التي لا يرى سكانها الشمس
تسلسل حادث فوكوشيما
في بداية الأمر تعرضت دولة اليابان بالأخص مدينة فوكوشيما، لزلزال قوي وشديد للغاية، وذلك في 11 مارس من عام 2011 م، إذ وصلت قوته إلى 9 درجات، وعلى أثره تم انهيار العديد من المباني السكينة، والمصانع وموت آلاف المواطنين اليابانيين، الجدير بالذكر هنا أن الزلزال كان رابع أكبر زلزال مسجل على مستوى دول العالم أجمع، وذلك وفقًا للمسح الجيولوجي التابع للولايات المتحدة الأمريكية.
المعروف عن مدينة فوكوشيما هو احتواؤها على 3 وحدات مخصصة للإشعاع النووي، بالتالي مع تعرض المدينة لمثل هذا الزلزال المدمر، تم انفجار جميع الوحدات النووية، ومن ثم بدء انتشار الإشعاعات النووية الخطيرة في كامل أرجاء المدينة، وعلى الرغم من قيام الحكومة اليابانية بمحاولات عديدة لإيقاف مفعول المفعّل النووي، إلا أن تأثيره ما زال موجودا في المدينة إلى وقتنا الحالي، وذلك لأن تلك المادة يتم تحليلها ولا تختفي حتى مع مرور الزمن.
وبعد مرور فترة زمنية قصيرة من وقوع الزلزال، غمر تسونامي جميع أرجاء المدينة، مما أدى إلى إصابة المولدات بالعديد من الأضرار الوخيمة، وأدى ذلك إلى تبخر جميع المياه الموجودة في التبريد وتحولها إلى بخار منتشر في المدينة بأكملها.
اقرأ أيضًا: جزيرة ناورو.. دولة الأحلام التي دمرها سكانها
عودة الحياة إلى فوكوشيما اليابانية
ظلت مدينة فوكوشيما خالية من السكان كمدينة مهجورة تمامًا، وبعد مرور 10سنوات على هذا الحادث الأليم، وافق مجموعة قليلة من سكان فوكوشيما على الرجوع إليها مرة أخرى، خاصةً وأن الحكومة اليابانية عملت على تنظيف المدينة من توابع الإشعاعات النووية الخطيرة، والتي كانت تهدد حياة جميع الأشخاص والسكان المتواجدين فيها.
إلى هنا نكون قد انتهينا من مقالنا اليوم حول مدينة فوكوشيما اليابانية، التي لاقت أكثر الكوارث الطبيعية المدمرة، ولكن ما زالت جهود الحكومة اليابانية مستمرة لليوم، من أجل إعادة الحياة الطبيعية للمدينة كما كانت من قبل.
