الصحة النفسية

ما هي أعراض وسواس الطعام القهري وهل يمكن علاجه؟

وسواس الطعام حالة من حالات الاضطراب النفسي التي يترتب عليها تغير كامل في نظام الأكل الخاص بالفرد المصاب بها، لا سيما وأنه يتناول الطعام بشراهة، حتى وإن كان قد حصل على كفايته بدون وجود أي ضوابط؛ مما يؤثر على الصحة بشكلٍ ملحوظ، ومن خلال مقال اليوم سنوافيكم بجميع الأسباب، والأعراض المتعلقة بهذه الحالة.

تعريف وسواس الطعام

يندرج هذا النوع من الوسواس ضمن الاضطرابات النفسية التي تلحق بالإنسان بسبب وجود عدة عوامل، وأسباب قادته للوصول إلى هذه الحالة، ناهيك عن أن المريض يجد راحته فقط أثناء تناول الأطعمة التي من وجهة نظره تقضي على أي مشكلات، ومشاعر سلبية تؤثر عليه، كما أنه غير قادر على ضبط نفسه أثناء رؤية الطعام.

أسباب حدوث الوسواس القهري في الأكل 

أسباب وسواس الأكل

تعود أسباب الإصابة بـ “وسواس الطعام” إلى عدة عوامل تواجدت لدى الفرد، ونشأت بداخله حتى تطورت، وقادته للإصابة، وعادةً ما يكون أسلوب العلاج مرهونا بمعرفة السبب الذي أدى لإصابته بالوساوس، ومن الأسباب القاطعة التي وصل إليها الأطباء، ما يلي:-

المرور بمشكلات نفسية

وجود مشكلات نفسية بحياة الفرد تجعله عرضة للإصابة بـ “وسواس الأكل”، فيقول الأطباء إن إصابة الإنسان بمرض الاكتئاب، وعدم البدء بالعلاج من الأسباب التي تؤدي للإصابة بذلك الوسواس، لا سيما وأنه يتناول الأطعمة بشكلٍ مفرط دون وجود أي رابط، بهدف الهروب من الحالة النفسية السيئة التي يعاني منها.

الشعور بالملل

عدم قيام الإنسان بأي نشاط على مدار يومه من الأمور التي تؤدي إلى الملل القاتل، وهنا لا يجد الفرد أي شيء يقوم به سوى: طهي الطعام، وتناوله؛ فيقضي وقتًا في إعداده، ويتناوله، وحينما يجد أن الفراغ يتقلص يقوم بتكرار الأمر مرة تلو الأخرى حتى يجد نفسه مصابًا بـ “الوسواس القهري في الأكل”.

الاعتياد

يعود الأمر في بعض الحالات إلى مشكلة الاعتياد، فالفرد قد اعتاد تناول الأطعمة طوال الوقت، فهناك أشخاص يتناولون الطعام أثناء العمل أو أثناء القيام بأي نشاط، وقد اعتادوا على ذلك منذ فترة طويلة، وأصبح تناول الطعام عادة تلازمهم أينما ذهبوا.

عامل وراثي

بحسب رأي الأطباء المتخصصين في الأمراض النفسية، أن العامل الوراثي يلعب دورًا كبيرًا في إصابة الإنسان بذلك الوسواس، فإن كان أحد ذويه قد أصيب بـ “وسواس الطعام”، فمن الممكن أن تزيد فرصة إصابته هو الآخر بنفس المشكلة.

المشكلات العاطفية

هي من الأسباب الرئيسة للإصابة بالوسواس، فحينما يتعرض الفرد إلى صدمة ما، أو يخشى من فقدان شريكه، يلجأ إلى تناول الأكل بشراهة دون أن ينتبه إلى الكميات الهائلة التي يتناولها، وبذلك يعتقد أنه يهرب من المشكلات التي تواجهه.

السعادة في تناول الطعام

السعادة في تناول الطعام

هناك أشخاص كثيرون تكون سعادتهم مرهونة بتناول الأطعمة، لا سيما وأنهم غير قادرين على القيام بالمهام، أو أي دور آخر قبل تناول الطعام الذي أصبح حافزًا لهم؛ للقيام بتلك المهام، وأيضًا أصبح يشكل أهمية كبرى في حياتهم.

تاريخ مرضي

يعود الأمر في بعض الحالات إلى تاريخ مرضي، فهناك أشخاص أُصيبوا بهذا الوسواس، بسبب مشكلات صحية حدثت لهم منذ سنوات عديدة، مثل: ضعف الجسم، بسبب عدم التغذية الصحيحة، وهنا أصبحوا بحاجة إلى تناول الأطعمة من أجل تحسين حالتهم الصحية، أو في بعض الحالات يكون بسبب الإصابة بمرض الاكتئاب من قبل، والتعافي منه.

اتباع نظام غذائي خاطئ

البدء بعمل نظام غذائي بهدف التخسيس أمر يجب أن يحدث من خلال طبيب متخصص، لا سيما وأن اتباع نظام خاطئ يؤدي إلى حدوث التجويع طوال الوقت قد يقودك إلى الإصابة بوسواس الطعام، فأثناء تنفيذ النظام تشعر بالجوع، وإن كنت صبورًا في البداية، فمن المؤكد أن هذا الصبر ينتهي يومًا ما، وعقب ذلك تتجه إلى تناول الأطعمة التي ابتعدت عنها طوال الفترة؛ مما يجعلك تُصاب بالوسواس دون أن تشعر.

ضغط نفسي

تعرض الإنسان إلى الضغط النفسي بصفة مستمرة سواء كان بالعمل، أو مع ذويه سبب قاطع للإصابة بوسواس الطعام، فلا يجد الإنسان أي ملاذ له سوى: تناول الأطعمة من أجل الابتعاد عن المشكلات، وتفريغ شحنة الضغط التي يعاني منها.

أعراض وسواس الطعام

وسواس الأكل تصاحبه عدة أعراض تدل على إصابة الإنسان به، وفي حالة إن ظهرت بعضها، فعليه أن يسارع بالتوجه إلى طبيب؛ كي لا تزداد الأمور سوءًا بالمستقبل، ومن أكثر الأعراض شيوعًا:-

تناول كميات مفرطة

يلاحظ على المصاب أنه يتناول الطعام بكميات من الصعب على أي شخص طبيعي أن يتناولها، فمن الممكن أن يتناول وحده كميات تكفي 3 أفراد على أقل تقدير في آنٍ واحد، ناهيك عن أنه من الممكن أن يحصل على كميات أخرى بعد الانتهاء من تناول الكميات السابقة، وذلك لعدم شعوره بالشبع مطلقًا.

لا يرفض أي طعام

تختلف أذواق الأطعمة بالطبع لدى العامة، ولكن المصاب بهذا الوسواس لا يرفض أي نوع من الطعام مطلقًا، ويتناول جميع المأكولات التي يجدها أمامه، حتى وإن كان لم يكن يفضلها من قبل، وذلك بسبب الشعور العارم بالجوع الذي يدفعه تجاه تناول كل ما يجده من المأكولات.

التناول بشكلٍ سريع

على الرغم من وجود كميات عديدة من الأكل أمامه، إلا أنك تجده قد انتهى منها في فترة قياسية تكاد تكون مستحيلة للشخص الطبيعي، وذلك لأنه يأكل دون أن يشعر بالكمية التي يتناولها، ويعتقد أن الأكل السريع يجعله يشعر بالشبع، وبعد الانتهاء يبدأ بالبحث عن أطعمة أخرى.

الأكل دون جوع

وسواس الطعام

الفرد الطبيعي يتناول الطعام بهدف إشباع الجوع الذي لديه، ولكن المصاب بوسواس الأكل، يأكل بلا هدف، وعلى الرغم من عدم شعوره بالجوع في بعض الأحيان، إلا أنه يتناول أي طعام يجده، وبعد أن ينتهي منه لا يشبع أيضًا.

تناول الأطعمة بمفرده

مريض وسواس الطعام يشعر بأن هناك مشكلة تلاحقه بشأن الأكل، وذلك بسبب الكميات الجمة التي يتناولها طوال الوقت؛ ولهذا السبب يفضل أن يأكل في أغلب الأوقات بمفرده، حيث إنه يكون خجولًا بسبب طريقة تناوله للطعام، ولا يريد إظهارها أمام الآخرين.

اكتئاب بعد الأكل

بعد أن ينتهي من تناول الطعام يظهر عليه بعض التغير في ملامحه، فتجده مكتئبًا قليلًا، وحزينًا بعض الشيء، وذلك لأنه يشعر بالذنب تجاه نفسه، ويشعر أنه يرتكب أخطاءً عديدة تؤثر على صحته، ولكن بعد قليل يتلاشى هذا الشعور، ويبحث عن الطعام مرة أخرى.

زيادة الوزن

من الأعراض التي تكون واضحة للجميع، هي: زيادة وزن الشخص المصاب، وذلك الأمر يعود إلى الأطعمة التي يتناولها، والتي تسببت بوجود عدد كبير من السعرات الحرارية، وتراكم الدهون داخل جسمه؛ مما يجعل وزنه يزيد، ويظهر بصورة عكس ما كان عليها.

تناول الأطعمة بأي وقت

لا يبالي بشأن الوقت، فيقوم بتناول الطعام في الليل والنهار؛ فلا تندهش إن وجدته يستيقظ من نومه بهدف تناول الطعام، والعودة مرة أخرى إلى النوم، وذلك بسبب شعور الجوع الذي يلاحقه غالبًا.

مضاعفات وسواس الطعام 

بعد ثبوت بعض الأعراض عليك، حاول أن تبادر سريعًا بالبحث عن طبيب متخصص؛ لبدء مرحلة العلاج، فإن لم تقم بذلك، تأكد أن العواقب تكون وخيمة، وستحدث مضاعفات تؤثر على حياتك بالكامل، من أبرزها:-

  • تتزايد فرصك للإصابة بمرض السكرى.
  • بمرور الوقت تحدث مشكلات في المرارة.
  • كثرة تناول الأطعمة تقودك إلى الشعور بضيق التنفس طوال الوقت.
  • هناك أشخاص كثيرون تعرضوا للإصابة بمرض السرطان، بسبب هذا الوسواس.
  • عدم النوم بصورة طبيعية، والاستيقاظ طوال الوقت؛ بحثًا عن الطعام.
  • الشعور بالتعب طوال الوقت.
  • عدم القدرة على القيام بأي نشاط رياضي، أو بذل أي جهود مسندة إليك.
  • الإهمال في حياتك، وعدم وجود قدرة على القيام بأدوارك المهمة.

علاج الوسواس القهري في الأكل 

من الصعب أن تحدث عملية العلاج بين ليلة وضحاها، والأمر يحتاج إلى التحلي بالصبر في البداية، وبذل عدة جهود؛ كي تكون النتائج إيجابية، ومن أبرز الخطوات العلاجية التي تتم، ألا وهي:-

العلاج النفسي

المرحلة الأولى: هي مرحلة العلاج النفسي، والتي من خلالها يعقد الطبيب جلسة مع المريض؛ لمعرفة الأسباب النفسية التي دفعته لتناول الطعام بهذه الكميات، وبعد أن يتعرف الطبيب على السبب، يبدأ بتشخيص الحالة، وتحديد بروتوكول العلاج الصحيح الذي يُعمل به من أجل العلاج.

العلاج بالأدوية

يقوم الطبيب المتخصص بكتابة بعض الأدوية للشخص المصاب بمتلازمة وسواس الطعام، وعادةً ما تعمل تلك الأدوية على تقليل الشهية لدى الشخص المصاب، وهناك أدوية أخرى لتخفيف أعراض الاكتئاب التي تصاحب المريض في بعض الحالات التي تصل إلى درجة معينة من المرض.

تنظيم الغذاء من جديد

يبدأ الطبيب في المرحلة الثالثة بعمل نظام غذائي صحي للمريض، وذلك كي يجعله يتناول الأطعمة الصحية التي يحتاج إليها جسمه فقط دون الإفراط بها، وأيضًا يعاونه بالتدريج على تقليل الكميات التي يتناولها على مدار اليوم.

متابعة المريض

يقوم أهل المريض بالقيام بهذه المرحلة، فبعد أن تتحدد الأنظمة والأدوية، يحتاج المريض إلى متابعة، ومراقبة من قبل أهله، فمن الممكن أن ينفد صبره، ويعود إلى تناول الطعام بالكميات المفرطة، وهنا تحدث انتكاسة، وكأن شيئًا لم يكن، والحل هنا هو: مراقبته، متابعة حالته طوال الوقت، وعدم تركه بمفرده.

الدعم الكافي

يجب على أهل المريض دعمه طوال الوقت، ويخلقون له حوافز تدفعه إلى الشفاء؛ كي يعود بصحة جيدة، ويفقد الكثير من وزنه الذي اكتسبه بسبب المتلازمة، ويكون قادرًا على القيام بجميع أدواره مرة أخرى.

نصائح للعلاج من وسواس الطعام 

نصائح وسواس الطعام

إن كنت تشعر أنك مقبلٌ على الإصابة بهذا الوسواس، أو أن هناك بعض الأعراض قد ظهرت عليك بالفعل، فهناك عدة نصائح حاول أن تتبعها؛ كي تقلص من فرصك للإصابة، ومن أبرز هذه النصائح هي:-

  • ابتعد عن تناول الوجبات السريعة، وتناول مأكولات صحية فقط.
  • أشغل نفسك، ولا تترك في حياتك أي وقت للفراغ.
  • ممارسة الرياضة تجعلك بحالة صحية أفضل، وترفع من نشاطك؛ فحاول أن تمارسها بصفة مستمرة.
  • حاول أن تتجه إلى طبيب متخصص مبكرًا، وهذا ما يجعلك تتعافى سريعًا.
  • إن كانت لديك مسؤوليات عديدة، ومشاغل في حياتك، فحاول أن تنخرط بداخلها.
  • البدء بتقليل كميات الطعام تدريجيًا من الخطوات الفعالة.

في النهاية عزيزي القارئ، تأكد أن وسواس الأكل ليس بالمرض المستعصي، ويمكن علاجه من الآن، ولكن هذا الأمر مرهون بإرادتك فقط، وبحثك عن العلاج؛ فلا يمكن لأي طبيب أن يساعدك إن لم تكن لديك إرادة واضحة تجاه الشفاء.

المصادر:

إيتينج ديس أوردر هوب.

فيري ويل مايند.

إيتينج ريكافيري سنتر.

ويكيبيديا.

زر الذهاب إلى الأعلى