الصحة النفسية

العلاج النفسي والدوائي لوسواس دخول الحمام

هل تُعاني من وسواس دخول الحمام ويُلازمك أغلب الأوقات ولا تشعر بالراحة أبدًا نتيجة هذا الأمر؟ لا تقلق بعد الآن، سنُخبرك بكل ما تود معرفته حول هذا الأمر من أسباب، أعراض، مضاعفات وكيفية العلاج وغيرها من الأمور المهمة؛ للتخلُص نهائيًا من هذا المرض المزعج الذي يستنزف وقتك ويُشعرك بالإحراج، تابع معنا.

وسواس دخول الحمام

أسباب وسواس دخول الحمام
يعتبر اضطراب وسواس دخول الحمام من الأمراض الخطرّة التي تضُّر العبد والدين أيضًا إذا لم يتم استشارة الطبيب والتعامل معه سريعًا، فعلى الرغم من انتهاء الشخص من قضاء حاجته، إلا أنه يشعر دائمًا أن هناك بقايا من البول، فيضطر الرجوع مرةً أخرى إلي الحمام خاصةً أثناء الصلاة، وفي بعض الحالات الأخرى نجد أشخاصًا يعانون من وسواس الطهارة بعد دخول الحمام، أي يعتقدون دائمًا بأنهم غير طاهرين وأنه ما زال هناك بقايا من البول أو ما يُعرف بسلس البول؛ مما يدفعهم إلى البقاء في الحمام لأكثر من ساعةٍ للاستنجاء والاغتسال جيدًا، ويُشعرهم هذا بالإزعاج والحرج وعدم الارتياح في حياتهم.

أسباب وسواس دخول الحمام

تتعدد الأسباب التي تدعو الفرد إلى الجنون أو الهوس بدخول الحمام؛ لاعتقاده الدائم بأنه غير طاهرٍ؛ والتي تتمثل في السطور التالية:

  • يعتبر تلف الدماغ من أهم الأسباب التي ينجم عنها إصابة الشخص بالوساوس القهرية؛ مثل: وسواس دخول الحمام.
  • خوف الشخص الدائم من الأوساخ أو الأمراض.
  • حرص الشخص على النظافة الشخصية خاصةً فيما يتعلّق بالاستحمام، الاستبراء، الاستنجاء.
  • الاهتمام الدائم بالصلاة؛ مما يجعله في موضع شكٍ دائمًا بأنه غير طاهر ولن تُقبَل منه صلاته.
  • قد يكون أيضًا سلوكًا نمطيًا لا داعي له.
  • يعود لأسباب وراثية؛ أي إصابة أحد المقربين به من قبل أو ما زال يعاني منه.

أعراض وسواس دخول الحمام

هناك العديد من الأعراض أو العلامات التي تُشير إلى إصابة الشخص بوساوس الطهارة؛ وهي كالتالي:

  • الشك الدائم حول نزول قطرات من البول بالرغم من الانتهاء من التبول.
  • التفتيش الدائم إذا خرج سلس ما بعد الطهارة أم لا.
  • الاستنجاء أو الاغتسال بعد قضاء الحاجة لمدة ساعة أو أكثر اعتقادًا أنك ما زلت غير طاهر؛ مما يُشعرك بالإحراج للبقاء وقتًا طويلًا بالمرحاض.
  • الشعور الدائم بخروج بعض قطرات البول أو الإفرازات؛ مما يدفعك إلى الدخول للحمام عدة مرات للتأكد من ذلك.
  • الشعور بالرغبة في التبول بعد انتهائك من التبول بالفعل؛ مما ينجم عنه الرجوع إلى الحمام مرةٍ أخرى أو أكثر، ويشعرك هذا بعدم الارتياح أو الإحراج خاصةً أثناء تواجدك في مكان عام.
  • المبالغة في الاستنجاء أو الاغتسال؛ أي غسل البطن، والظهر، والفخذين بعد التبول.
  • غسل اليدين أكثر من 3 مرات بعد التبول؛ للخوف من وجود أي أثر للبول أثناء الاغتسال أو الاستنجاء.
  • قطع الصلاة أكثر من مرة؛ اعتقادًا أن هناك تسرُّبا ما أثناء الصلاة؛ مما يدعوك للتساؤل هل أعيد الوضوء أم أغسل مكان التسرب فقط؟ وانتهاء الأمر بإعادة الوضوء للتخلص من ذلك الوسواس.
  • المبالغة في غسل الأعضاء التناسلية بعد التبول.
  • عدم دخول الحمام وحبس البول حتى الشعور بالآلام؛ لأنه أصبح عائقًا كبيرًا بالنسبة لك لما تقضيه من فترة طويلة في الطهارة.
  • صعوبة النوم نتيجة الشك الدائم حول الرغبة في التبول، أو نزول رذاذ من البول.
  • تشخيص وسواس دخول الحمام

    لا يُمكنك تشخيص ما تعاني منه من تلقاء نفسك؛ فالطبيب فقط من يمكنه تشخيص حالتك وما الذي تعاني منه، وذلك من خلال طرح بعض الأسئلة التي من خلالها تُحدّد حالتك؛ مثل: ما الأعراض التي تشكو منها؟ متى بدأت تظهر عليك هذه الأعراض؟ ماذا تفعل حين تشعر بذلك الأمر؟ وغيرها من الأسئلة، ومن ثم البدء في خطة العلاج المناسبة لك.
    جدير بالذكر أن علاج الوساوس القهرية تختلف من مرضٍ لآخر وحسب الحالة النفسية التي يمر بها الشخص؛ إلا أن هناك بعض الوساوس التي يمكن التعامل معها بسهولة والتي لا تُشكِل خطرًا كبيرًا على صاحبها؛ مثل: وسواس دخول الحمام، وجميع الوساوس المتعلقة بالطهارة، أو التنظيف، فيحتاج المريض فقط إلى التوجيه الصحيح للتعامل معه.

    مضاعفات وسواس دخول الحمام

    مضاعفات وسواس دخول الحمام
    هناك العديد من المخاطر أو المضاعفات التي ستعود عليك في حال عدم استشارة الطبيب، أو اتباع طرق العلاج سابقة الذكر؛ مثل:

  • الشعور بالاكتئاب والضيق.
  • عدم الارتياح، ومواجهة صعوبة في العيش حياة طبيعية كالآخرين.
  • الميل إلى العزلة أو عدم الخروج من المنزل؛ خوفًا من الحاجة إلى دخول الحمام والمكوث كثيرًا داخله؛ مما يشعرك بالإحراج.
  • الشعور بأنك غير طبيعي؛ مما يؤثر على صحتك النفسية.
  • الخوف من دخول الحمام وحبس البول لفترات طويلة باعتباره بيت الرعب؛ مما ينجم عنه الإصابة بالعديد من الأمراض؛ نتيجة عدم إخراج البول.
  • التفكير الدائم بهذا الأمر؛ وقد يسبب لك هذا تعرضك للكوابيس أو الأحلام المخيفة تجاه هذا الأمر.
  • زيادة الأمر سوءًا؛ مما قد يزيد من مدة المكوث في الحمام للطهارة بشكل جيد؛ أي ضياع معظم اليوم بالحمام ويصبح روتينًا يوميًا.
  • يصعب التحكم فيه أيضًا إذا ازداد الوضع سوءًا، ولا يمكنك الشعور بالراحة حتى تُنفذ أوامر تلك الوساوس؛ وقد تصل إلى حد الإدمان.
  • أخطر ما يُمكن أن ينجم عن ذلك: هو ترك الصلاة؛ اعتقادًا أنك مهما فعلت تظل غير طاهر، أو أنها أصبحت عبئا كبيرًا بالنسبة لك لما تُعانيه أثناء الوضوء أو أثناء الطهارة.
  • علاج وسواس دخول الحمام

    لا تحتاج الوساوس المتعلقة بالطهارة أو التنظيف إلى علاج جراحي؛ فكل ما يحتاج إليه المريض التوجيه الصحيح أو طريقة التعامل مع هذه الوساوس؛ ومن أفضل الطرق العلاجية ما يلي:

    العلاج الدوائي

    يفيد العلاج الدوائي في التخلص من هذه الوساوس بنسبة كبير؛ فقد أفادت الدراسات بأن نسبة الاستشفاء بواسطة الأدوية المضادة للوساوس تتخطي 80% مقارنةً بالعلاج النفسي، ولا يعني ذلك أن العلاج النفسي غير مفيد؛ بل من شروط الاستشفاء أو العلاج بشكلٍ صحيح هو اتباع العلاج النفسي والدوائي معًا.

    العلاج السلوكي المعرفي

    أهم ما في الأمر أن وساوسك واضحة، وتتعلق بالخوف من النجاسة أو ارتداد رذاذ البول؛ مما أدخلك في معاناة نفسية باعتبار هذا الاضطراب من الوساوس المُلحّة والتي تستحوذ على العقل؛ ولعلاج هذا الأمر عليك باتباع العلاج السلوكي المعرفي بجانب العلاج الدوائي؛ وهو:

  • الجلوس مع النفس ومُخاطبتها بعمق وتأمُل وتدبُّر: هل ما أعاني منه منطقي أم لا؟ والرد وإقناع نفسك أن هذا الأمر غير منطقي تمامًا.
  • تجاهل هذه الوساوس وتحقيرها، أي قضاء حاجتك والاستنجاء سريعًا دون المبالغة أو الخوف من عدم الطهارة بالرغم من الشك في ذلك.
  • عدم اتباع هذه الوساوس؛ أي لا تذهب للحمام نهائيًا للتأكد من أن هناك تسرُّبا ما أو رذاذا بوليا.
  • تمارين الاسترخاء

    تساعد هذه التمارين البسيطة كثيرًا في التقليل من الوساوس والقلق والتوتر والمخاوف من عدم الطهارة؛ فما عليك إلا:

  • أخذ نفسٍ عميقٍ وحبسه بالصدر 10 ثوانٍ.
  • ثم إخراجه تدريجيًا عبر الفم والأنف معًا.
  • تكرار هذا التمرين يوميًا 3 مرات.
  • طرق الوقاية من وسواس دخول الحمام

    الوقاية من وسواس دخول الحمام
    إليك مجموعة من الإرشادات التي عليك اتباعها بجانب الطرق العلاجية سابقة الذكر؛ حيث تساعد على تقليل أعراض الهواجس أو الوساوس المتعلقة بالطهارة؛ وهي كالتالي:

  • تجاهل هذه الوساوس تمامًا.
  • الهدوء والمكوث مكانك مجرد الشعور بهذه الأفكار أو شعورك بتسرُّب ما؛ لأنها غالبًا ستكون وهمية.
  • النظر للآخرين والتحدُث مع النفس: لماذا لا يمكثون طويلًا بالحمام مثلي؟ والإجابة سأصبح مثلهم والبدء في أخذ هذه الخطوة.
  • تجنب المكوث في الحمام طويلًا؛ أي عليك تقليل المدة تدريجيًا حتى لا ينتابك التوتر والقلق.
  • أيضًا تجنب شرب السوائل بكثرة؛ حتى لا تحتاج الدخول إلى الحمام.
  • أيضًا لا يُفضل استخدام المناديل أثناء الطهارة من التبول؛ بل يُفضل الاستعانة بالماء فقط؛ لتفادي الشك حول عدم الطهارة.
  • ذلك مع الحرص على تخفيف ضغط الماء أثناء الطهارة؛ حتى لا يتناثر البعض منها على ملابسك أو أجزاء جسمك، مما يدفعك للخوف أنها مختلطة مع ماء التبول وأنك غير طاهرٍ وتلجأ للاستحمام في كل مرة بعد التبول.
  • تجربتي مع وسواس دخول الحمام

    شارك أحد الأشخاص تجربته مع وسواس الطهارة؛ والذي كان يدفعه للدخول إلى الحمام عدة مرات باليوم للطهارة فقط وليس لقضاء الحاجة قائلًا؛ إنه كان يعاني من وسواس قهري فيما يتعلق بالطهارة منذ صغره؛ مما سبب له قلقا وإحباطا عند البلوغ، واضطر كثيرًا إلى ترك الصلاة؛ نتيجة وسواس رذاذ البول الذي كان يدعوه إلى الاغتسال قبل كل صلاة مما تسبب في تغير نفسيته للأسوأ بعد ترك الصلاة، وكان يتمنى أن يكون شخصًا طبيعيًا.
    كان يعتقد أنه لن يُشفى من ذلك الوسواس، لكن رغبته في أن يكون إنسانًا سويًا دفعته إلى البحث عن العلاج والبدء في استشارة الأطباء؛ وبتشخيص حالته وتحديد الخطة العلاجية الدوائية والنفسية والتزامه بهما، تخطى هذه المرحلة تمامًا؛ فيعتمد ذلك فقط على الرغبة في الاستشفاء وقدرة التحكم على تلك الوساوس.
    أخيرًا… بعد التعرف على أسباب وأعراض ومضاعفات وطريقة علاج وسواس دخول الحمام؛ نُذكرك أن علاج هذا الأمر سيكون مرهقًا في البداية وقد يزيد من القلق أو التوتر تجاه عدم الطهارة؛ لكنه من الأمور الطبيعية التي ستتعرض لها أثناء امتناعك عن اتباع هذه الوساوس، وتعد أول خطوة إيجابية في العلاج؛ لذلك عليك متابعة العلاج مهما شعرت من توتر أو عدم ارتياح.

    المصادر:

    بي يوند بلو.
    تشيب بارد براد.
    إن سي بي أي.

    زر الذهاب إلى الأعلى