الصحة النفسية

ما أعراض وسواس الأرقام وآثاره الجانبية؟

وسواس الأرقام حالة من هوس الإنسان بالعد والحساب وقراءة الأرقام طوال الوقت؛ ناهيك عن دخوله في معادلات حسابية معقدة وصعبة للغاية، ويشعر المريض بسعادة عارمة حينما يمارس عملية العد؛ ولكنه لا يشعر أنه مصاب بحالة من حالات الوسواس القهري التي تتطلب علاجا سريعا وعاجلا للعيش بصورة طبيعية؛ ومن خلال موضوع اليوم نوافيكم بكافة الأمور المتعلقة بهذا الوسواس.

مفهوم وسواس الأرقام

حالة من حالات الوسواس القهري التي تدفع الإنسان لقضاء وقته بقراءة الأرقام والدخول في عمليات حسابية؛ بالإضافة إلى أنه يفضل عد أي شيء يضع نظره عليه، وقد يصل الأمر معه في بعض الأحيان إلى عد وحساب الخطوات التي يخطوها طوال يومه، وأطلق خبراء علم النفس على هذا الوسواس عدة أسماء؛ من أبرزها: وسواس الأرقام وهوس العد الحساب؛ بالإضافة إلى وسواس الحساب القهري.

أنواع وساوس الأرقام

هذا النوع من الوسواس له نوعان مختلفان عن بعضهما بعض الشيء، وتمكن الأطباء من تحديد خصائص كل نوع وتمييزه عن الآخر؛ ومن أبرز ما وصلوا إليه هو:-

وسواس العد القهري

من خلال هذا الوسواس يكون لدى الفرد رغبة طوال الوقت بعدّ جميع الأشياء من حوله، وإجراء العمليات الحسابية وتقسيم كل المهام بأرقام، ويقول الأطباء إن مريض هذا الهوس لا يكون هوسه تجاه الأرقام فقط، بل تجاه العد في المقام الأول.

وسواس الأرقام

في هذه الحالة يكون الإنسان مولعًا بالأرقام، ويكون لديه هاجس بشأن كل رقم؛ فعلى سبيل المثال: لا يفضل رقم 13 اعتقادًا منه بأنه رقم يصحبه سوء الحظ والأحداث السيئة؛ ويقوم بربط كل رقم بحدث.

أسباب حدوث وسواس الأرقام 

أسباب حدوث وسواس الأرقام 

وصل الأطباء المتخصصون في علم النفس إلى عدة أسباب قد تكون هي العامل الرئيس لأي فرد؛ كي يصاب بهذا الوسواس؛ ومن أبرز تلك الأسباب شيوعًا هي:-

الارتباط بالأرقام

لا تندهش إذا استمعت أن هناك أشخاصا يرتبطون بالأرقام ولهم علاقة وطيدة معها؛ فمن الممكن أن تكون هذه الأرقام هي تاريخ يعود لحدث إيجابي قد حدث للشخص منذ فترة طويلة؛ فبدأ يرتبط بهذا الرقم لكونه يذكره بالحدث الذي مره به؛ ناهيك عن أنه يحسب الأيام في بعض الأحيان من أجل الوصول إلى الذكرى الثانوية لنفس التاريخ.

ربط الأحداث بالأرقام

من الأسباب الشائعة لدى الكثير من الأشخاص والتي تجعلهم يصابون بوسواس الأرقام هي ربط جميع الأحداث التي تدور حول الشخص بالأرقام، فيقوم بعمل كل شيء بناءً على الأرقام مثل: توزيع المهام ووضع رقم محدد لكل مهمة؛ فتناول الفطور بالصباح له رقم خاص والتوجه إلى المقر له أيضًا رقم مخصص به، ويبدأ بتطبيق ذلك الأمر في كل شيء يقوم به.

تضييع الوقت

قد يصاب الإنسان بوسواس الأرقام والحسابات بسبب تضييع الوقت، فحينما يكون لديه وقت فراغ طويل، يبدأ بعد الأشياء من حوله والبدء بعمل معادلات حسابية؛ بهدف التخلص من الملل وقتل الفراغ بالكامل، وبمرور الوقت يجد سعادته في ذلك الأمر؛ مما يؤدي إلى الإصابة بالهوس تدريجيًا.

حب الحسابات

قد يعود الأمر في بعض الحالات إلى حب الحسابات والمسائل الرياضية؛ فهناك أشخاص كثيرون مهووسون بها ويفضلون أن يقضوا أطول وقتٍ ممكنٍ معها؛ بهدف اختبار ذكائهم وأيضًا معرفة قدراتهم بها؛ وقد يسخر الإنسان وقتًا يوميًا للقيام بذلك؛ فيصاب بوسواس الأرقام دون أن يشعر بأنها حالة مرضية.

التشاؤم والتفاؤل

هناك أرقام تمثل ذكريات سيئة لدى البعض وتذكرهم بأحداثٍ مشؤومة بالماضي؛ مثل: تواريخ معينة، ناهيك عن وجود أرقامٍ تمثل لهم ذكريات سعيدة أيضًا، وهنا يتأثر يوم الشخص المريض بحسب تاريخ اليوم؛ فإن كان يمثل له ذكرى طيبة؛ فيكون سعيدا؛ وإن كان العكس فيخيم عليه الحزن حتى ينتهي اليوم ويبدأ يومًا جديدًا.

اختبار الحظ

من الأسباب التي أدت إلى إصابة بعض الحالات بوسواس الأرقام هي اختبار الحظ من خلال عمليات الحساب والأرقام؛ فإن كان لديه رقمٌ يمثل أهمية كبرى له؛ فيبدأ باختبار كافة الأشياء المحيطة به؛ بهدف الوصول إلى هذا الرقم بدافع التأكد من أن حظه سيكون جيدا؛ فمثلًا أثناء قيادة سيارته، قد يقوم بحساب وعد اللافتات المحيطة به؛ فإن توافقت مع رقمه المفضل، فيشعر أن اليوم سيكون سعيدًا، ويبدأ الأمر بهذا السبب؛ حتى تصل إلى حالة مرضية.

أعراض وسواس الأرقام 

أعراض وسواس الأرقام 

وضع الأطباء عدة أعراض إن ظهرت على أي شخص؛ فتدل على إصابته بوسواس الأرقام ووجب عليه أن يسلك طريق العلاج؛ ومن الأعراض التي تصاحب هذا المرض هي:-

حساب كل شيء

من الأعراض البارزة على مريض وسواس الأرقام هي أنه يقوم بحساب كل شيء يمر أمامه؛ فتجده يقوم بحساب عدد اللافتات التي تجد أمامه أو عدد الخطوات التي يخطوها في المشي؛ ومن الممكن أن يتفاقم الأمر معه إلى عد عملية الشهيق والزفير التي يقوم بها وكم نفسا قد حصل عليه وأخرجه.

النظر إلى الساعة

بسبب شغفه وولعه بالأرقام، تجده ينظر طوال الوقت إلى ساعة اليد أو الساعة المعلقة؛ وعلى الرغم من عدم اهتمامه بمعرفة الوقت الذي هو عليه، ولكنه يقوم بذلك بهدف النظر إلى الأرقام، ومن الممكن عد تحركات عقرب الدقائق أو الثواني؛ مما يجعله يظهر بشكلٍ مريب للمحيطين به.

تقلب المزاج

المصاب بوسواس الأرقام دائمًا ما يكون متقلب المزاج؛ فمن الممكن أن تصادفه يومًا سعيدًا للغاية دون داعٍ، ومن الممكن أن تجده أيضًا ذا وجه عابس وحزينًا للغاية، دون وجود أي سبب يؤدي للحزن، وذلك الأمر عادةً ما يكون بسبب تواريخ الأيام التي إما أن تكون قد ذكرته بذكرى طيبة أو العكس.

الهوس بكل شيء

تجده مهووسا بأي شيء يحتوي على الأرقام؛ وحين التوجه معه إلى أي مرفق جديد، تجده يقوم بعد الأشياء المحيطة به من الكراسي أو عدد المتواجدين أو أي شيء من نفس القبيل.

ضعف التركيز

عادةً ما يكون ضعيف التركيز وغير قادر على التواصل مع المحيطين به بصورة طبيعية؛ فأثناء الحديث معه تجده غير منتبه لك على الإطلاق ويرد بعد وقت متأخر من الحديث؛ وذلك الضعف يحدث لأن تركيزه غير منصب بمن حوله؛ بل إن تركيزه متجه دائمًا نحو الأرقام، فخلال تلك الفترة من المؤكد أنه يقوم بحساب شيء ما.

ربط كافة الأحداث بالأرقام

يربط جميع الأحداث التي تدور من حوله بالأرقام والتواريخ، فإن صادف معه حدثًا سيئًا اليوم، فتجد تركيزه قد غاب لبرهة، وعقب ذلك يعود ويخبرك بأنه قد حدثت له مشكلة بنفس هذا التاريخ منذ سنوات عديدة؛ وهنا تبدأ عملية التشاؤم والتفاؤل تتكون لديه.

مولع بالعمليات الحسابية

في أغلب أوقات فراغه لا يفضل القيام بأشياء طبيعية تقضي له على الملل؛ بل إنه يقضي وقته في إجراء عدة معادلات حسابية وحساب بعض الأشياء المحيطة به؛ وذلك لولعه الشديد بها وبعد أن ينتهي من ذلك تجده سعيدا للغاية لما قام به.

الآثار الجانبية لوسواس الأرقام 

تحتاج هذه الحالة من الوساوس إلى التوجه لطبيب نفسي لبدء العلاج سريعًا؛ كي لا يتأثر الفرد ببعض الأعراض الجانبية التي تنتج عن هذا الوسواس، فمن أبرزها:-

  • ضعف النظر لدى المريض بسبب تركيزه الدائم في الأرقام والعمليات الحسابية غير المجدية بأي نفع.
  • الشعور بالتوتر طوال الوقت، وذلك بسبب الأحداث التي يتوقع المريض حدوثها بشأن التاريخ المقبل.
  • إهدار وقت الإنسان في أشياء غير مفيدة على الإطلاق.
  • العزلة في بعض الحالات، والتي تكون بهدف قضاء الوقت مع عمليات الحساب والابتعاد عن المجتمع.

علاج وسواس الأرقام

بعد أن تثبت جميع الأعراض التي تحدثنا عنها سلفًا على الشخص المريض؛ فعليه البدء بالبحث عن طبيب نفسي متخصص لبدء خطة العلاج معه والتي عادةً ما تنقسم إلى 3 مراحل؛ هما:-

إثبات المرض

في هذه المرحلة يجب على المريض أن يعرف أنه مصاب بالوسواس؛ وذلك لأنه غير مدرك على الإطلاق بمرضه ويعتقد أن هوسه تجاه الأرقام شيء طبيعي، وفي حالة التحدث معه تجده يقوم بخلق مبررات غير واقعية؛ وهنا يجب على أحد المحيطين به أن يقنعه بالحجة والمنطق وأن يدعمه لبدء مرحلة العلاج.

العلاج النفسي

من خلال هذه المرحلة يتوجه المريض إلى الطبيب النفسي الذي بدوره يطرح عدة أسئلة على المريض لمعرفة الحالة التي هو عليها، وأيضًا تاريخه مع الوسواس، ناهيك عن السبب الذي أدى إلى الإصابة وعقب ذلك يحدد له جلسات دورية من أجل الحديث معه والاستماع إليه، وأيضًا تحديد الوسيلة العلاجية التي تتلاءم مع حالته النفسية ونوع الوسواس الذي لديه تجاه الأرقام.

الأدوية

في بعض الحالات يلجأ الأطباء إلى تحديد عدة أدوية للشخص المصاب؛ كي يقلص من درجات التوتر التي يعاني منها، ويكون بحالة نفسية هادئة تجعله قادرًا على الإفصاح عن كل ما يدور بداخله وعن شغفه أيضًا تجاه الأدوية، ولكن هذا لا يعني أن ينجرف المصاب وراء أي دواء دون أن يعود إلى طبيبه المعالج.

كيفية الوقاية من الإصابة بـ وسواس الأرقام؟ 

كيفية الوقاية من الإصابة بوسواس الأرقام

إن كنت تشعر أن لديك بعض الهوس تجاه الأرقام وظهرت عليك أي من الأعراض التي سبق ذكرها؛ فيجب عليك أن تتخذ بعض الإجراءات الوقائية التي تقلص من فرصك تجاه الإصابة بالمرض؛ وتجعلك بحالة أفضل؛ من أبرزها ما يلي:-

  • حاول أن تبتعد عن العمليات الحسابية لفترات طويلة، وألا تشغل نفسك بأي شيء آخر.
  • لا تقض وقتك بمفردك وحاول أن تنخرط داخل مجموعات؛ كي تنشغل بتفاصيل أخرى.
  • لا تنظر إلى الساعات والتواريخ إلا للضرورة فقط.
  • لا تربط الأحداث التي حدثت من قبل بتواريخ لم تأت بعد، وتأكد أن ما حدث من قبل من الصعب أن يتكرر مرةً أخرى.
  • ابحث عن هوايات أخرى لديك وحاول أن تمارسها طوال الوقت، وإن لم يكن لديك؛ فبادر بممارسة أي لعبة من ألعاب الرياضة؛ كي تقضي على وقت فراغك وتتناسى حالتك.
  • إذا ظهرت عليك جميع الأعراض؛ فيجب هنا أن تتجه إلى طبيب متخصص؛ كي تسلك طريق العلاج سريعًا.

في النهاية… يندرج مرض وسواس الأرقام تحت اضطراب الوسواس القهري؛ فإن كنت تعاني من هذا الهوس، فلا تخش من التوجه إلى طبيب متخصص وتأكد أنه يمكنك أن تعود بحالة نفسية جيدة إن كانت لديك إرادة قوية ورغبة في ذلك.

المصادر:

ويكيبيديا.

تايمز أوف إنديا.

ديبريشن فورمس.

زر الذهاب إلى الأعلى