شائع

رادوبيس.. سندريلا الحقيقية فرعونية؟

يعلم الجميع قصة سندريلا الخيالية التي عوملت بقسوة من قبل زوجة أبيها وأخواتها بعد وفاة والدها وكيف تحولت إلى خادمة، ولكن في النهاية تزوجت من أمير قابلها في حفلة كان يديرها والده، ولكن ما حقيقة أن تلك الشخصية الخيالية هي ما نعرفها باسم رادوبيس من الحضارة الفرعونية؟

القصة التي تدعم أن رادوبيس هي سندريلا الحقيقة

من هي رادوبيس؟

إن بعض المؤرخين والكتاب ومنهم الكاتبة حنان محمد عبدالعزيز يزعمون أن قصة سندريلا هي في الأصل قصة مصرية قديمة حدثت في الأسرة الفرعونية الـ19، وهذه القصة كتبت على ورق بردي، والقصة الأصلية عن فتاة تدعى رودوبيس (تعرف في مصر باسم رادوبيس) في مدينة ممفيس، وكانت فتاة صغيرة جميلة للغاية تعيش مع والدها الغني ووالدتها حياة هادئة في منزل كبير، وكانت تعيش حياة سعيدة مليئة بالرفاهية، إلى أن مرضت والدتها مرضا شديدا جعلها تستلقي في السرير لعدة أشهر، ثم ماتت.

لم يكن هنالك ساحرة في حياة رادوبيس بالطبع كما تقول قصة سندريلا، ولكن والدتها كانت هي ملهمتها التي ساعدتها؛ حيث إنها قبل وفاتها أعطت ابنتها الصغيرة زوجا جميلا من الأحذية مصنوعا من جلد الغزال مع قطع صغيرة من الذهب والفضة، وأخبرتها أن هذا الحذاء كان لجدتها ثم والدتها والآن سيكون لها من بعد والدتها.

زواج الوالد من امرأة أخرى

بعد وفاة والدتها، تزوج والدها من امرأة أخرى لرعاية ابنته الصغيرة رادوبيس، خاصة أنه كان يسافر كثيرا ويتركها وحيدة في المنزل، فظن أن زواجه من امرأة أخرى سيساعد رادوبيس على الشعور بحنان الأم مرة أخرى، في وقت لاحق، أنجبت زوجة أبيها فتاتين صغيرتين، وكانا أقل جمالا من رادوبيس.

كانت زوجة والدها امرأة غير صالحة، ولم تعدل أبدا بين رادوبيس وبناتها، حتى إنها جعلت أخواتها يبغضنها وكن يعاملنها طوال الوقت بقسوة وحقد، وبمجرد وفاة والدها، أصبحت رادوبيس رسميا خادمتهن، حتى إنهن توقفن عن التظاهر بأنهن لطيفات معها أمام الناس، ولم يهتم أحد لأمرها بعد وفاة والدها، مما جعلها تعاني بقسوة.

حفلة الملك

مرت السنوات ونشأت رادوبيس لتصبح فتاة جميلة وعادلة، مما جعل زوجة أبيها وأخواتها يبغضنها أكثر ويعاملنها بسوء مرارا وتكرارا، وذات يوم أراد حاكم الولاية أن يتزوج ابنه الأمير من فتاة من عائلة ثرية نبيلة، فدعا جميع النبلاء والسادة والنساء وجميع العوائل الثرية الجيدة وكانت زوجة أبي رادوبيس واحدة منهم، فذهبت إلى هناك مع ابنتيها وتركت رادوبيس في المنزل للتنظيف والطبخ ورفضت أن تأخذها معها إلى الحفلة.

كانت رادوبيس فتاة جميلة وقوية كذلك، فقررت الذهاب أيضا وعدم الاستسلام لأوامر زوجة أبيها، فارتدت ثوبا كانت خاطته سرا لنفسها وفتحت صندوق أحذيتها لتبحث عن حذاء مناسب، ثم وجدت أنه يتعين عليها تنظيف قدمها، فأخذت حذاءها الذهبي الذي أعطته لها والدتها قبل وفاتها إلى الخارج وبدأت تغسل قدمها والحذاء بجوارها، وبينما هي تغسل قدميها، أتى نسر من السماء بسرعة كبيرة كالبرق وأخذ فردة حذاء واحدة وحلق بعيدا، ولم تستطع رادوبيس الإمساك بالحذاء، وبالطبع لم تذهب إلى حفلة الملك.

الأمير والحذاء الذهبي

عندما حلق النسر فوق حديقة الأمير، ألقى الحذاء أمامه في صدفة عجيبة جعلت الأمير يتساءل عن سر هذا الحذاء وصاحبته، واعتقد أنها علامة لاختيار زوجته الجديدة؛ حيث إن النسر كان له مكانة عالية عند الفراعنة، وفي ذات الوقت، غادرت زوجة الأب الحفلة عندما قال معظم الناس إنه لا توجد فرصة لبناتها واستمروا في السخرية من قبحهم وسوء أخلاقهم.

بعد دقائق من مغادرتهن، طلب الأمير من جميع الفتيات في الحفل تجربة الحذاء، لكنه لم يكن مناسبا لأي فتاة في القصر، ثم قال له أحدهم إن عائلة نبيلة غادرت الحفل من فترة، وكانتا فتاتان مع والدتهما وقد يكون الحذاء ملكا لواحدة منهن، فذهب الأمير إلى منزلهن، وجربت الابنتان الحذاء لكنه لم يناسب أيا منهما.

زواج الأمير ورادوبيس

هناك رأى الأمير رادوبيس تعمل في حديقة المنزل، فسأل صاحبة المنزل «من هذه الفتاة؟» فكذبت زوجة الأب قائلة: «هي ابنة البستاني»، فلم يهتم الأمير، وذهب إليها وطلب منها تجربة الحذاء، والذي كان مناسبا تماما لها، كما أن الملك كان قد أعجب بجمالها، فقرر أنها هي الفتاة التي سيتزوجها.

غضبت زوجة الأب بشدة وقالت إن هذا ليس حذاء رادوبيس وإنها ليست سوى مصادفة، كما أن هذه الفتاة المسكينة لا يمكنها أن تلبس مثل هذا الحذاء، لكن رادوبيس قالت إنها تستطيع إثبات أنه حذائها من خلال إظهار الزوج الآخر للحذاء، وأخبرت الأمير أنها ليست ابنة البستاني بل ابنة رجل نبيل ثري، وأن المرأة العجوز هي زوجة أبيها، وهكذا كان مقدرا للسندريلا الحقيقية أن تكون أميرة الدولة وزوجة الأمير.

قصة رادوبيس هي مجرد أسطورة وليست حقيقية

روايات مختلفة للقصة حول العالم

قصة سندريلا هي واحدة من أكثر القصص شعبية في العالم، وتمتعت بمتابعة مستمرة في الغرب، منذ مراجعتها ونشرها من قبل تشارلز بيرولت في عام 1697م، لكن حكاية البطلة الشابة التي أجبرت ظلما على العبودية، والتي أصبحت ملكة فيما بعد قيلت لعدة قرون قبل ذلك في الصين خلال عهد أسرة تانغ، في قصة يه شن؛ وفي هذه القصة تقوم زوجة الأب الشريرة والأخت غير الشقيقة بقتل أصدقاء يه شن الحيوانات ولكن في النهاية يتم هزيمتهم وتفوز الفتاة بالزواج من الملك.

تمت إعادة كتابة القصة في القرن الـ17 الميلادي في إيطاليا من قبل الشاعر جيامباتيستا باسيلي، وتضمن النشر بعد وفاته لكتاب الأطفال الشهير باسيلي، وتم التعرف على القصة كأول ظهور أوروبي للقصة في الطباعة على الرغم من أنها كانت موجودة بالفعل قبل ذلك ومعروفة في إيطاليا، وتمت إعادة صياغة القصة بعد ذلك ونشرها بأشكال أخرى في ألمانيا وروسيا ودول أخرى، وتقول العالمة بارتيشيا موناغان، التي كتبت عن قصة سندريلا: «إن تداول سندريلا العالمي منذ 1000 عام جعلها من القصص الخيالية الأكثر شهرة في العالم، ولكن لا أحد يستطيع أن يقول حقًا من أين بدأت أو متى انتقلت إلى أوروبا».

ادعاءات أن رادوبيس هي سندريلا

يزعم عدد من المؤلفين المعاصرين في المطبوعات وعلى الإنترنت أن القصة الحقيقية نشأت في مصر القديمة، ويقدمون نسخة ينسبونها إلى المؤرخ اليوناني سترابو، وكل هؤلاء الكتاب يكررون بشكل أساسي نفس النسخة من الحكاية، كما يذهبون إلى حد الاستشهاد بحقائق من التاريخ القديم تدعم ادعاءاتهم بأن الحكاية الشعبية تستند إلى أحداث حقيقية، ويستشهد البعض بهيرودوت أو مصادر قديمة أخرى لإعطاء ادعاءاتهم وزنا أكبر.

في الواقع، الحكاية التي استمروا في تقديمها على أنها «سندريلا المصرية» ليس لها أصل مصري، وفي نسختها الحالية، لا تظهر في أي مكان في الأدب المصري القديم، ونسخة سترابو لما يسمى بـ «سندريلا المصرية» لا تحتوي على أي من عناصر النسخة الشعبية المتداولة حديثا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى