جزيرة سولاويسي الإندونيسية.. موطن الأقزام في عصور ما قبل التاريخ

تعد جزيرة سولاويسي الإندونيسية، موطنا لعدد كبير من الأسرار، التي حملتها على أرضها منذ وجودها، وتضم جزيرة سولاويسي العديد من الكهوف والتحف القديمة والقطع الأثرية، كما يمكن لتلك البقعة في جنوب المحيط الهادئ، أن تحمل أسرارًا حول أصول الإنسان، حيث ينتشر عنها أنها موطن للأقزام في عصور ما قبل التاريخ.

ويقدم موقع قل ودل حكاية جزيرة سولاويسي الإندونيسية…

موطن لأكثر من 100 نوع من الثدييات

تعد جزيرة سولاويسي الإندونيسية موطنًا لمجموعة كبيرة من الكائنات الحية، وتضم على أرضها أكثر من 100 نوع من الثدييات الموجودة على سطح الأرض.

رقم 11 في الترتيب

تصنف جزيرة سولاويسي الإندونيسية، ضمن أكبر 11 جزيرة في العالم، من حيث المساحة، ويعزز كبر مساحتها من قدرتها على ضم عدد كبير من الكائنات على سطحها.

دور رئيسي في رحلة البشرية

يشير العديد من المؤرخين، إلى الدور الرئيسي والهام في رحلة البشرية عبر هذا الكوكب، فمنذ أكثر من 45000 عام، كان الناس يكتشفون الحياة على تلك الجزر، وجاء ذلك الاعتقاد في أذهان العلماء والمؤرخين، بسبب ما تم العثور عليه من أدوات حجرية غامضة في رواسب يعود تاريخها إلى حوالي 200,000 عام، وجدت على الجزيرة، وكانت على الأرجح، نقطة انطلاق رئيسية في التوسع البشري إلى أستراليا.

مكان يسهل العيش فيه

أشار عالم الآثار في جامعة جريفيث الأسترالية، دكتور آدم بروم، والذي قام بالتنقيب على نطاق واسع في جزيرة سولاويسي الإندونيسية الاستوائية، إلى أن سولاويسي كانت مكانًا يسهل العيش فيه بشكل واضح، وهو مكان مهيأ للحياة.

ويقول بروم: «بمجرد دخول منطقة الجزيرة، والتي تعد آمن جزء من القارة الآسيوية، تختفي جميع النمور، وتتبخر آثار جميع أنواع الحيوانات المفترسة الخطرة الأخرى، التي قد يتعرض لها أية رحالة في الأدغال أثناء رحلته إلى هناك، فبمجرد الوصول إلى سولاويسي، لا توجد حيوانات مفترسة، فالحيوان الكبير هناك لا يكون أكبر حجمًا من القطة».

كما يذكر، دكتور آدم بروم، «أن الجزيرة تحتوي على عدد كبير نسبيًا من الحيوانات التي يمكن اصطيادها وطهيها، أو يكون الاستفادة منها في الإنتاج، مما يجعلها جزيرة ذات بيئة مثلى ومنتجة».

الأقزام بجزيرة سولاويسي الإندونيسية

دل العثور على بعض الأحجار والأدوات، على وجود حياة بشرية في تلك الجزيرة الإندونيسية، ولكن لا يزال الغموض يحيط بصانع تلك الأدوات، إلا أنه بتحليل الحمض النووي الموجود على تلك الأدوات، تبين أن الأقزام قد وصلوا إلى الجزيرة مبكرا، وسكنوا بها، وتحديدا في جنوب سولاويسي، والتي يعود تاريخها إلى ما لا يقل عن 118,000 عام وربما تكون أقدم بكثير.

ويذكر دكتور آدم بروم: «أن الحمض النووي للأقزام، يمتد على تلك الأدوات بشكل واسع من فلوريس إلى الجنوب ومن الفلبين إلى الشمال»، الأمر الذي يعني وجود عدد كبير من الأقزام استوطنوا الجزيرة وامتدوا إلى ما هو أبعد منها.

عملية صيد عمرها 44 ألف سنة

كما اكتشف باحثون إندونيسيون وأستراليون في أحد الكهوف الإندونيسية رسما على حجارة كلسية يعود إلى عصر ما قبل التاريخ، ويصور المشهد عملية صيد يبلغ عمرها حوالي 44 ألف سنة، وهو الرسم الأقدم في العالم على الإطلاق وفق مجلة «نيتشر» العلمية.

ومثلت الصور أشخاصا على هيئة نصف بشرية ونصف حيوانية، وهو ما يرجح أن يكون تعبيرا عن التوصل إلى ثقافة فنية، وربما بداية تشكل تصور ديني.

6 خنازير على لوحة بعرض 5 أمتار

وعلى لوحة بعرض تراوح تقريبا بين 4.5 متر إلى 5 أمتار، رسمت 6 ثدييات متوحشة شبيهة بالخنازير والجواميس الصغيرة الحجم، تلاحقها مجموعة من الصيادين المسلحين بالرماح.

أجساد بشرية وروؤس حيوانات

لوحظت أول مرة سنة 2017 على واجهة أحد الكهوف في موقع لينغ بولو سيبونغ في جزيرة سولاويسي الإندونيسسية رسومات أحادية اللون، رُسم الصيادون فيها على هيئة البشر برؤوس حيوانات متنوعة ما بين طيور وزواحف.

رسوم أصلها العصر الحجري

وبحسب نتائج نشرها الفريق البحثي، فإن تلك الرسومات تعود إلى العصر الحجري العلوي الذي لا يقل عمره عن 43.900 سنة، وهو ما يجعل الرسم أقدم مشهد صيد في العالم لفن ما قبل التاريخ، بل إنه أقدم فن في العالم، مما يجعل هذا الاكتشاف من إندونيسيا بحسب الباحثين، واحدة من أكثر مناطق العالم أهمية، في محاولة لفهم نشأة الفن الجداري، وتطور الفكر البشري الحديث.

زلزال وتسونامي ضربا الجزيرة

تعرضت تلك الجزيرة إلى الدمار بسبب تعرضها الدائم لمجموعة من الزلزال والتسونامي، مما جعل سكان جزيرة سولاويسي، يعانون من صعوبة في إيجاد الطعام ومياه الشرب وسط تفشي أعمال النهب، وشرعت السلطات في دفن جثث الضحايا لمنع انتشار الأوبئة.