شائع

تشابه ملامح الأزواج.. حقيقة أم محض خيال؟

الاتصال العاطفي ليس مجازا، فعندما يتشارك البشر عواطفهم يبدأون في الترابط وتغيير بعضهم البعض، حتى أنه من الممكن أن يصبحوا أشخاصا آخرين بصفات جديدة، اكتسبوها من شركائهم.

وحتى نوضح لك مدى الارتباط، يمكننا أن نحيلك إلى تجربة أقيمت بإسبانيا، تحديدا بقرية سان بيدرو، حيث يجتمع الكثير من الناس حول دائرة كبيرة من الفحم المتوهج، ويبدأ بعض الأشخاص من السير عليها حفاة الأقدام.

ذات مرة، ربط باحثون أجهزة مراقبة القلب على أجساد بعض المشاه والمتفرجين، وكانت النتيجة هي أنه عندما داس المتطوعون على الفحم المتوهج، تزامن معدل ضربات قلبهم مع معدل نبضات قلب أصدقائهم وأزواجهم، بينما لم يحدث ذلك مع الغرباء، وهذا يعطي انطباعا عن أن الرابط العاطفي بين الأفراد ليس مجرد كلمات مرسلة.

الحب الرابط

تربط العمليات الكيميائية الأشخاص الذين يهتمون ببعضهم البعض، هذه ليست مزحة، أو دعوة للارتباط بشريك أو صديق، لكنها حقيقة لا يمكننا الفرار منها، فحسب دراسات موثقة، خلال فترات الضغط العصبي الذي تمر به علاقة أي شخصين، تضطرب معدلات نبضات القلب، حيث أن أطراف العلاقة التي تمر بصراعات كثيرة، يكونون أكثر عرضة لامتلاك شرايين سباتية أكثر سمكا، مما يعني أن الخلافات لن تضر بالعلاقة اجتماعيا وحسب، بل ستضر بصحة أطراف العلاقة أيضا.

بالتالي يبدو أن العكس صحيح، فالمشاعر الإيجابية عبارة عن قوة علاجية، مهما كانت مشاعر بسيطة كالشعور بالاهتمام، حيث أنه أثناء لحظات الفرح مع شريك، يرتفع مستوى هرمون الـ«أوكسايتوسين» وهو هرمون يساعد على تقوية الرابط بين الأزواج.

عندما يتشابه الأزواج

هل سبق وأن شعرت ولو لمرة بأن هنالك شبها غريبا بين بعض الأزواج؟ نمتلك إجابة على هيئة بحث قام به الطبيب النفسي روبرت زاجونيك، حين عرض على مجموعة من المتطوعين صورا لأزواج، بعضهم في السنة الأولى من الزواج، والبعض الآخر مر على زواجه 5 سنوات،

كانت النتيجة هي أن المتطوعين قد اختاروا من مر على زواجهم سنوات أكثر كأزواج أكثر تشابها من حيث الملامح، بالتالي فيمكننا افتراض أن الأزواج يصبحون أكثر شبها مع مرور الوقت.

كيف يحدث ذلك؟

في عام 1987، اقترح بعض الباحثين أن وجوه الأزواج لم تكن متشابهة في بداية الزواج، ولكنها أصبحت أكثر تشابهًا، مع مرور الوقت، بناءًة على ما أسموه «جودة الزواج».

طبقا لهذه الفرضية، فتحول ملامح الأزواج وتقاربها مع مرور الوقت، يحدث لأسباب منطقية، لأنهم عادةً ما يعيشون بنفس البيئة، يتشاركون نفس الأنشطة، يأكلون نفس الطعام، والأهم هو تقليد الأزواج لتعبيرات وجه بعضهم البعض طوال الوقت، بالتالي يمكن لكل ذلك أن يكون مؤثرا على ملامح الوقت.

لكن في نفس الوقت أشارت الفرضية إلى أنه حتى مع الإقرار بأن ملامح الأزواج تبدو متشابهة في بعض الأحيان، إلا أنه لا يوجد أي دليل علمي قاطع على أن الملامح تتطابق مع مرور الوقت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى