علاقات

الاهتمام دون تطفل.. وأسس تكوين علاقة زوجية ناجحة

يرى خبراء العلاقات أن بعض المعايير التي تبدو مثالية من أجل الوصول إلى علاقة زوجية ناجحة، مثل التكافؤ الاجتماعي والمادي وحتى العشق المتبادل بين الزوجين، لا تبدو مؤثرة في الكثير من الأحيان، ليتضح أن العمل على إنجاح العلاقة هو ما يقودها إلى الاستمرار طوال العمر، عبر معرفة الممنوع لاجتنابه والمرغوب لاتباعه، كما نوضح الآن.

أسس تكوين علاقة زوجية ناجحة

الاهتمام دون تطفل

شتان الفارق بين السعي إلى معرفة أحوال طرف العلاقة الزوجية من أجل التأكد من عدم ارتكابه للأخطاء أو كذبه وعدم تحقيقه للوعود، وبين الاهتمام بمعرفة أخباره من أجل الاطمئنان عليه، حيث يعرف السلوك الأول بأنه تطفل يدفع الطرف الآخر إلى إخفاء بعض الأمور بشكل تلقائي، بعكس ما يحدث عندما يبدو المرء شغوفا بمعرفة الأخبار أملا في الاطمئنان، بدرجة تدفع الطرف الآخر إلى الكشف عن مشاعره الحقيقية وأسراره دون قلق.

الجودة وليست الكمية

إن كان التواصل بين الزوجين مطلوبا من أجل الوصول إلى علاقة زوجية ناجحة ومأمولة، فإن ذلك لا يستدعي التحدث مع الطرف الآخر دون هدف وفي شتى الأمور المهمة وغير المهمة، أملا في ملء الوقت بالحديث المتبادل، بل ينصح بأن يكون الحديث الدائر مشوقا للطرفين فيما يحمل معاني التفاهم واحترام المشاعر، حتى يصبح التركيز على جودة التواصل وليس كمية الوقت المستغلة من أجله.

الترابط دون الاعتمادية

يعتبر ترابط الزوجين من أسس تكوين علاقة زوجية ناجحة، لكن ذلك لا يعني اعتماد طرف على الآخر طوال الوقت من أجل الإحساس بالهدوء النفسي والسعادة، حيث ينصح بأن يحظى كل شخص ببعض من الاستقلالية الممثلة في التواصل والتنزه مع الأصدقاء وربما متابعة الأفلام وقراءة الكتب على انفراد أو حتى الجلوس في صمت للتفكير في هدوء، حتى يصبح كل طرف قادرا على الاستمتاع بوقته في وجود الطرف الآخر وفي غيابه في أحيان أخرى، للتجديد ومنع الملل من التسرب لكل طرف.

التفاؤل دون مبالغة

تتعدد أسباب الطلاق فيما يبدو أن رسم التوقعات غير المنطقية وتخيل الحبيب في صورة الشخص الكامل غير المنقوص، من أبرز أسباب حدوث الأزمات بعد الزواج، لذا ينصح كل طرف ومهما كان غارقا في حب الطرف الآخر بأن يدرك أنه في النهاية بشر يعاني بعض العيوب كما يتمتع بالمميزات، حتى لا يعاني أي شخص من الصدمة التي تقلل من فرص تكوين علاقة زوجية ناجحة دون شك.

الواقعية بلا تشاؤم

يبدو التشاؤم غير مطلوب في أي من مجالات الحياة، سواء العملية أو الاجتماعية أو العاطفية على وجه التحديد، إلا أن ذلك لا يعني تجاهل حقيقة ثابتة تتلخص في إمكانية وقوع الخلافات الزوجية بين الطرفين بمرور الوقت، ما يتطلب إذن وضع بعض الأسس التي لا يمكن خرقها مع الكشف عن عواقب عدم الوفاء بها، حتى لا تشتعل الأزمات فيما بعد، ما يندرج تحت بند الواقعية وليس التشاؤم كما يظن البعض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى