صحة ولياقة

الجمرة الخبيثة.. وكيف تنتقل العدوى من الحيوان إلى الإنسان؟

الجمرة الخبيثة هو مرض نادر خطير تتسبب فيه بكتيريا موجبة الجرام، على شكل عصي تُعرف باسم عصيات الجمرة الخبيثة Bacil­lus anthracis. 

تصيب العدوى الماشية والحيوانات البرية في الأساس، لكنها يمكن أن تصيب الإنسان عن طريق التعامل مع الحيوانات المصابة. 

أعراض الجمرة الخبيثة 

تختلف الأعراض المصاحبة للجمرة الخبيثة باختلاف طرق الإصابة بها، وتبدأ الأعراض في الظهور خلال 6 أيام من وقت الإصابة بالبكتيريا المسببة للمرض، ويمكن للجراثيم أن تظل كامنة عدة سنوات إلى أن تنتقل إلى المضيف، وهو في هذه الحالة الحيوانات البرية أو الماشية مثل الماعز والخراف والخيول. 

لا تزال الجمرة الخبيثة شائعة في أنحاء العالم النامي، في أماكن مثل أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية وأفريقيا جنوب الصحراء، وآسيا الوسطى، وجنوب غرب آسيا.

تحدث معظم حالات العدوى في البشر نتيجة التعرض للحيوانات المصابة أو لحومها أو جلودها، وفي الولايات المتحدة أصيب بعض الأفراد أثناء صناعة طبول تقليدية من جلود الحيوانات المصابة.

الجمرة الخبيثة الجلدية cutaneous anthrax 

تدخل العدوى الجسم عن طريق الجلد من خلال جرح أو قرحة أخرى به، ويُعد هذا هو الطريق الأكثر شيوعًا للمرض، وهو الأخف أيضًا ونادرًا ما يكون خطيرا أو قاتلا خصوصًا مع العلاج المناسب، تتضمن الأعراض المصاحبة له: 

  • نتوءا مرتفعا ومثيرا للحكة يشبه لدغة الحشرة، ويتطور سريعًا إلى قرحة غير مؤلمة لها مركز أسود. 
  • تبدأ القرحة في التورم بالإضافة إلى الغدد الليمفاوية المجاورة.
  • أعراض مشابهة لأعراض البرد تتضمن ارتفاع درجة الحرارة والصداع.

الجمرة الخبيثة المعدية المعوية Gastrointestinal anthrax 

تنتج العدوى عند تناول لحم غير مطهي جيدا لحيوان مصاب، وتؤثر العدوى على الجهاز الهضمي بالكامل بدءًا من الحلق وحتى القولون، وتتضمن الأعراض المصاحبة: 

  • الشعور بالغثيان.
  • القيء.
  • ألما في البطن.
  • الصداع.
  • فقدان الشهية.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • إسهالا دمويا حادا في المراحل المتأخرة من المرض.
  • التهابا في الحلق وصعوبة في البلع.
  • تورم الرقبة.

الجمرة الخبيثة عن طريق الاستنشاق Inhalation anthrax.

 تنتقل العدوى عن طريق استنشاق الجراثيم المعدية، وهي أشد الأنواع فتكًا وفي الغالب تكون قاتلة حتى مع استخدام العلاج، وتصاحبها الأعراض الآتية: 

  • أعراض مشابهة للبرد مثل التهاب الحلق، وارتفاع طفيف في درجة الحرارة، والشعور بالإرهاق ووهن في العضلات، وتستمر الأعراض ما بين عدة ساعات إلى أيام. 
  • ضيق في التنفس. 
  • الشعور بالغثيان. 
  • سعال مصحوب بالدم. 
  • الشعور بالألم عند البلع.
  • ارتفاع في درجة الحرارة. 
  • صعوبة في التنفس.
  • الصدمة: انهيار في الدورة الدموية وهي حالة طبية خطيرة. 
  • التهاب السحايا. 

الجمرة الخبيثة عن طريق الحقن Injection anthrax. 

 لم تُعرف طريقة العدوى تلك إلا مؤخرًا وتم الإبلاغ عنها في أوروبا فقط عن طريق استخدام الحقن لتعاطي المخدرات، وتشمل العلامات والأعراض الأولية:

  • احمرارا في منطقة الحقن، دون أن تتحول للون الأسود.
  • تورما ملحوظا في منطقة الحقن.
  • التهاب السحايا.
  •  الصدمة.
  • فشل وتوقف العديد من أجهزة الجسم.

عوامل الخطر 

على الرغم من أن عدوى الجمرة الخبيثة غالبا ما تصيب الماشية إلا أنه في حالات خاصة قد يزداد خطر انتقالها للإنسان:

  • العمل مع جراثيم العدوى في المختبرات. 
  • العمل مع الماشية في مجال الطب البيطري.
  • التعامل مع جلود الحيوانات من المناطق المعرضة لخطر الإصابة بالجمرة الخبيثة.
  • التعامل مع حيوانات الرعي.
  • في صفوف الجنود الذين يحاربون في العراء، وذلك لوجود الجراثيم في التربة المحيطة. 
  • استخدام العقاقير المحظورة مثل الهيروين، عن طريق الحقن. 

علاج الجمرة الخبيثة 

الجمرة الخبيثة
الجمرة الخبيثة

يختلف العلاج وطريقة تناوله باختلاف تطور المرض: 

في حالة التعرض للعدوى لكن بدون ظهور أعراض، يتم البدء في العلاج الوقائي.

يتكون العلاج الوقائي من المضادات الحيوية ولقاح الجمرة الخبيثة، أما في حالة ظهور الأعراض فيتم تناول دورة مكثفة من المضادات الحيوية ما بين 60 إلى 100 يوم، ومن المضادات الحيوية التي تستخدم السيبروفلوكساسين والدوكسيسيللين. 

حديثًا، يتم العمل على بعض العلاجات التجريبية وتشمل علاجًا مضادًا للسموم يقضي على السموم التي تسببها عدوى عصيات الجمرة الخبيثة بدلًا من مهاجمة البكتيريا نفسها.

يُتاح اللقاح لمجموعات معينة من الناس، ورغم أنه لا يحتوي على بكتيريا حية ولا يمكن أن يؤدي إلى الإصابة إلا أنه يمكن أن يسبب آثارًا جانبية، تتراوح بين الألم في موقع الحقن إلى تفاعلات الحساسية الأكثر خطورة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى