ثقافة ومعرفة

«وعد نابليون المشؤوم».. وحقائق تاريخية مثيرة في حياة إمبراطور فرنسا الأول

رجل دولة، ضابط مناضل وقائد عسكري، عاشق رومانسي، وأخيرا إمبراطور خلد اسمه في التاريخ، جميعها صفات يعرفها الكثير عن نابليون بونابرت، ورغم ذلك لا تزال هناك بعض الحقائق التي غابت عن الكثير، سنأتي على ذكرها في هذا المقال.

نابليون بونابرت

يعد نابليون كارلو بونابرت أحد أعظم القادة العسكريين الذين شهدهم التاريخ، حكم فرنسا ومعظم مناطق أوروبا منذ عام 1804 — 1815، وقد تميز بعبقريته وحنكته السياسية حيث قام بسلسلة من الحملات العسكرية الناجحة ضد القوى العسكرية الحليفة، وكان لأعماله وتنظيماته تأثير كبير على السياسة الأوروبية بشكل عام حتى وقتنا هذا.

نابليون بونابارت

هكذا نجد كتب التاريخ لا تخلو من سيرة نابليون بونابرت، بالإضافة إلى اهتمام صناع السينما الذين قاموا بإخراج عدة أعمال تاريخية تتحدث عن سيرته الذاتية وفترة حكمه، ورغم ذلك لا يزال هناك الكثير من جوانب حياته الشخصية التي لم تظهر إلى العلن، والتي تم تجميعها من عدة كتب أبرزها كتاب نابليون- الحياة بقلم «أندرو روب»، وكتاب جوزفين وردة المارتينك بقلم أندريا ستيوارت، كذلك كتاب النضال من أجل نابليون بقلم برنارد ويلكين.

نابليون والخنازير

كان نابليون صارما في حكمه، فمنذ السنة الأولى التي تولى فيها الحكم قام بوضع القانون المدني الفرنسي أو ما يعرف بقانون نابليون، وهو القانون الذي تبعته أوروبا بأكملها فيما بعد، ولم يكتف بذلك فقط؛ بل قام بإدخال أغرب القرارات والقوانين المتقدمة ومن بينها محاكمة أصحاب مزارع الحيوانات في حال تسمية خنزير باسم «نابليون»، والأغرب أن هذا القانون لا يزال متبعا في فرنسا حتى وقتنا هذا، فلا يستطيع أي مالك مزرعة إطلاق اسم نابليون على أحد الخنازير، إذ يعرض نفسه للمساءلة القانونية والعقوبة بإقدامه على هذا الفعل.

ضحية خيانة

تصدر نابوليون الصحف الشعبية البريطانية بعد وقوعه ضحية لخيانة زوجته، حيث تم إبلاغه بخيانة زوجته «جوزفين» وعلاقتها غير الشرعية بالملازم هيبوليت تشارلز، أثناء قيامه بالحملة العسكرية في مصر عام 1798، الأمر الذي أشعل غضبه وأفقده السيطرة على زمام الأمور، ولكنه سرعان ما استعاد قوته واستطاع كبح جماح غضبه قبل أن يقوم بكتابة خطاب إلى شقيقه جوزيف، حاول من خلاله الثأر لكرامته التي أهدرت بعد خيانة زوجته الذي أحبها بصدق وأخلص لها دوما، إلا أن حظه العاثر أوقع بهذا الخطاب في يد أحد العاملين بالصحف البريطانية، الأمر الذي عرضه للإهانة وأسقط هيبته أمام أوروبا بأكملها.

تعرضه للتنمر

تعرض نابليون للكثير من السخرية والتنمر من قبل زملائه في الأكاديمية العسكرية الفرنسية التي التحق بها عام 1779، حيث تميز بلهجته الكورسيكية المختلفة عن أقرانه في الجيش، وهي اللغة التي اكتسبها نتيجة ولادته في جزيرة كورسيكا لعائلة من أصل إيطالي، حتى إنه عندما أتقن الفرنسية تحدثها بلكنة كورسيكية، ويقال إن جنوده سخروا من أيضا بسبب هذه اللكنة.

نابليون بونابارت

نابليون الأديب

لم يكن نابليون قائدا عسكريا ومشرعا للقوانين فقط، بل كان متعدد المواهب وكاتبا أيضا، إذ قام بكتابة رواية رومانسية، والتي تم تجميعها من عدة مسودات قبل أن تنشر رسميا عام 2008، ورجح البعض أنها مستوحاة من علاقته بزوجته الخائنة، ويقال أيضا إنها مستوحاة من قصة حبه الفاشلة مع حبيبته كارولاين حين كان يبلغ 16 عاما. 

«وعد نابليون المشؤوم»

من أهم قرارات نابليون التي سجلها التاريخ لتصبح نقطة سوداء في تاريخه، هو العهد الذي قطعه على نفسه، ووعده المشؤوم لليهود لإقامة دولة لهم في فلسطين، حيث كان هناك العديد من المصالح المشتركة بين نابليون واليهود، وقد رفع من شأنهم في ظل الحرمان الشديد والاضطهاد الذي كانوا يعيشون فيه قبل ذلك، ومنحهم الكثير من الاهتمام والحقوق أثناء فترة حكمه وسيادته.

الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى إعلانه بشكل رسمي عام 1799، دعوته لجموع اليهود في أوروبا وآسيا للهجرة إلى أرض فلسطين، وإقامة دولة لهم يعيشون فيها بأمن وسلام تحت رعايته وحمايته، وكان هذا العهد قبل وعد بلفور المشؤوم بـ118 عاما، الأمر الذي يطرح في الأذهان احتمالية أن يكون ما تعيش فيه فلسطين المحتلة الآن نتيجة لعهد نابليون بونابرت.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى