علاقات

لماذا يصبح البعض أسرى العلاقات السامة طوال العمر؟

ترى خبيرة علم النفس الشهيرة، جيني لوف تومبسون، أن كل علاقة عاطفية تحمل نسبة ما من التسمم، فبينما توجد لحظات الفرحة والحزن على حد سواء في العلاقات الطبيعية، فإن الأمر يتطلب معرفة الوقت المناسب للهروب من العلاقات السامة والتي لن تؤدي إلا لمعاناة أحد طرفيها، وهو أمر لا ينجح فيه البعض لعدد من الأسباب التي ننبه إليها الآن.

الخوف من الوحدة

إن كنت تندهش من وقوع بعض أصدقائك كالأسرى في العلاقات السامة، دون أن يتمكنوا من الإفلات منها، فاعلم أن سبب هذا الارتباط الأبدي بتلك النوعية من العلاقات، قد يكون هو خوفهم الشديد من الفشل، والعهدة على دراسة نشرت بجريدة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث أشارت إلى اعتقاد البعض بأن الارتباط بشخص ذي تأثير سيئ هو أفضل من البقاء دون رفقة، الأمر الذي يعود إلى تلك الأفكار النمطية والتي تؤكد أن الوحدة أو العزوبية من الأمور السلبية، رغم أنها ليست كذلك في واقع الأمر.

عدم تقدير الذات

يؤكد الباحثون أن عدم تقدير الذات والمعاناة من ضعف الثقة في النفس هي من العيوب الشخصية التي تسهل كثيرا من الوقوع للأبد في العلاقات السامة، حيث كشفت دراسة كندية أجريت بجامعة واترلو، أن تعرض الإنسان مرارا وتكرارا للأذى النفسي من قبل طرف العلاقة العاطفية، يقلل من تقديره لذاته قبل أن يؤدي إلى شعوره بأنه المذنب بالفعل، وأنه سبب الأفعال السلبية من قبل الشريك، ليبقى راضيا بتلك العلاقة، مهما تعرض له من أزمات وصراعات نفسية.

الشعور بالذنب

ترتفع فرص وقوع البعض كالأسرى في تلك العلاقات السامة، حينما يعاني بشكل دائم من الشعور بالذنب، حيث يستغل طرف العلاقة الآخر هذا الأمر بذكاء، ليربك حساباته طوال الوقت، بل وينجح حينها في أن يقنعه بأن الخطأ الذي ارتكبه ليس خطأه بقدر ما هو نتيجة لأفعال ضحية تلك العلاقة، لذا فمع تكرار هذا الخداع النفسي يفشل المرء في ملاحظة ما يتعرض له، ويصبح ضحية دائمة لتلك العلاقة.

الأمل في التغيير

إن كان الأمل في تغيير أي شيء للأفضل مطلوبا دائما، فإن الاستثناء هنا يبدو مؤكدا في تلك العلاقات السامة، والتي يبدو فيها الإيمان بالتغيير من السذاجة وليس التفاؤل كما يظن البعض، إذ يرى خبراء علم النفس أنه بقدر أهمية إيجاد الأعذار لطرف العلاقة، فإنه ينصح أيضا بمعرفة الفارق بين السلوكيات العارضة والتي تظهر لأسباب محددة، والسلوكيات الخاطئة المستمرة والتي تنم عن أزمة في الشخصية، حينها يدرك الشخص إن كان عليه الصبر على شريك الحياة أو إن كان يجب عليه الهروب من تلك العلاقة التي لا يمكنها التحسن مهما بذل من جهد.

الخوف من الرفض

في وقت يمكن للهاجس أو الخوف المرضي من الرفض، أن يؤثر بالسلب على الإنسان في كل مجالات الحياة، ليدفعه إلى الاستمرار في وظيفة يكرهها خوفا من عدم وجود البديل، أو إلى تجنب البشر خوفا من التعرض لمعاملة سيئة، فإن الخوف من الرفض يدفع البعض أحيانا إلى الاستمرار في تلك العلاقات السامة، خوفا من عدم الوقوع في الحب بعد الانفصال، حينها يصبح المرء حبيسا لدائرة أفكاره السلبية، ليتجنب خوض التجارب التي تحتمل النجاح أو الفشل، ويرضى بتجربته التي لن تفيده بقدر ما تضره بمرور الوقت.

في الختام، يرى الخبراء أن الصبر على العلاقات العاطفية مطلوبا، فقط إن لم تظهر علامات العلاقات السامة، والتي تتنوع بين النقد الدائم وعدم الدعم أو التواصل وربما الأخذ دون عطاء، وغيرها من السلوكيات التي تؤثر على الحالة النفسية بالسلب وليس الإيجاب.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى