نصائح

كيف نتدخل بنجاح لحل الخلافات بين الآخرين؟

تضعنا الظروف أحيانا في موقف يتطلب التدخل، أملا في حل الخلافات والنزاعات التي نشأت بين أشخاص مقربين في العائلة، أو ربما بين زملاء أو مرؤوسين في العمل، ما يحتاج لاتباع بعض الحيل من أجل أداء دور حمامة السلام بنجاح.

الاستماع الجيد

يتمثل الاستماع أو الإنصات الجيد لكل طرف من الأطراف المتنازعة، في إعطاء الفرصة كاملة من أجل التعبير عن وجهة نظره، مع طرح الأسئلة عند عدم فهم نقطة ما، فيما يمكن للمرء اكتساب بعض من ثقة الطرف الآخر عند إبداء التفهم وربما عند استخدام نفس التعبيرات ولكن دون تزييف.

تجنب القفز للاستنتاجات

يصبح الاستماع الجيد مستحيلا وبالتالي النجاح في حل الخلافات مستبعدا، حينما نسعى للقفز سريعا لاستنتاجات غالبا ما تكون غير صحيحة، أو مبنية على مواقف وتجارب سابقة مختلفة عن الوضع الراهن، لذا ينصح عند إعطاء الفرصة لأحد الطرفين بأن تكون فرصة كاملة دون أن نفسد الأمر ببعض التوقعات.

عدم التحيز

من الوارد أن نجد أنفسنا رهنا للتحيز لطرف على حساب آخر، عند محاولة حل الخلافات العالقة بينهم، إذ يمكننا حينها أن نبني وجهة نظرنا بناء على أحداث سابقة أو معلومات قديمة، لتبدو طريقة حل أزمات الأطراف المتنازعة مرضية لنا ولطرف واحد فقط، وعلى حساب طرف آخر تعرض للظلم.

تأجيل أزمات الماضي

بينما ينصح بعدم التفكير في المواقف السابقة للأطراف المتنازعة، عند السعي لحل الخلافات بينهم، حتى لا نتورط في التحيز دون قصد، فإن تجاهل الماضي يبقى مطلوبا أيضا، كونه قد يقلل فرص اشتعال الأزمة عكس المطلوب، إذ يمكن للخلافات الحديثة أن تكون مبنية على مشكلات قديمة لم تحل، ما يتطلب التركيز هنا على المشكلة الراهنة لإرساء مبدأ الاحترافية وعدم إمكانية الاعتماد على التراكمات، علاوة على أن الغوص في المشكلات القديمة قد يشعل الأجواء كما يضيع الوقت، لذا ينصح بتأجيلها لوقت تبدو فيه الأمور أكثر هدوءا.

الإيجابية والصبر

ربما يبدو التعامل الصارم مع الأطراف المتنازعة، وخاصة في أماكن العمل، من وسائل حل الخلافات سريعا فيما بينهم، إلا أن الواقع يثبت أن تلك الطريقة تبدو ناجحة بصورة مؤقتة، بعكس ما يحدث عند التعامل مع الأزمة بكثير من الصبر والهدوء، مع محاولة النظر للأمر بصورة إيجابية، حتى يبدو كل طرف محفزا على إزالة الضغائن إلى الأبد وليس بشكل مؤقت فقط.

المواجهة الآمنة

من المطلوب أن يواجه طرفا الأزمة بعضهما البعض، ولكن في الوقت المناسب لذلك، وبعد أن تبدو الأجواء أكثر هدوءا، حينها تصبح المواجهة آمنة بقدر كبير، لتشهد قيام كل طرف بالكشف عن أسباب غضبه، ويصبح الوصول إلى نقطة تواصل ممكنا.

لا للحديث خلف الظهر

قد يبدو إرضاء كل طرف ببعض الكلمات السلبية في حق الطرف الآخر، ودون أن يدرك ذلك، من طرق حل الخلافات سريعا، لكنها في الواقع تتسبب في تأجيج الموقف فيما بعد، سواء في حال شعر أحد الطرفين بذلك أو إن قام طرف بالكشف عن تلك الكلمات للطرف الآخر في لحظة انفعال، ما يتطلب التحلي بالصدق مع الطرفين وعدم الحديث مع أحدهما خلف ظهر الآخر، كي لا يؤدي التدخل إلى المزيد من الخلافات وليس العكس.

في كل الأحوال، يبدو حل الخلافات ممكنا بين زملاء العمل أو أفراد الأسرة أو الأصدقاء، فقط عند مراعاة مشاعر الأطراف كافة، مع الحرص على التحلي بالصبر وعدم التسرع، وضرورة تجنب التحيز لأي طرف مهما كان عمق العلاقة الشخصية معه، وإلا لن يتحقق الهدف المطلوب.

المصدر
طالع الموضوع الأصلي من هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى