الصحة النفسية

تشخيص الأمراض النفسية.. خطوات وطرق اكتشاف المرض النفسي

المرض النفسي يؤثر على حياة الأشخاص بشكل كبير، فما هي طرق تشخيص الأمراض النفسية التي من خلالها يتمكن الطبيب من وصف العلاج المناسب ووضع خطة للمريض من أجل اتباعها للوصول لبر الأمان؟

الهدف من تشخيص الأمراض النفسية

تشخيص المرض النفسي

على خلاف الكثير من الأمراض العضوية مثل السكري أو الضغط وغيرها، لا يتم عمل فحص طبي لتشخيص بعض الأمراض النفسية، حيث يقوم الطبيب بسؤال المريض عن الأعراض والتحدث معه ويراقب سلوكه، بعد ذلك يشخص الحالة ويحدد المرض النفسي المصاب به، وطرق العلاج.

يجري الطبيب مقابلة مع المريض ويتعرف على تاريخ ومدة حدوث وظهور الأعراض عليه، وفي بعض الحالات يرسل المريض من أجل عمل بعض الفحوصات في المختبر، حتى يتأكد من عدم وجود أمراض عضوية تسبب هذه الأعراض النفسية.

طرق تشخيص المرض النفسي 

الطبيب أو المختص فقط يتمكن من تشخيص المرض النفسي بشكل صحيح عبر استعمال بعض الطرق المعروفة بين الأطباء والتي تم اعتمادها بكل دول العالم، وذلك من خلال التالي:

  • إجراء الفحص الجسدي كخطوة أولى للتأكد من عدم وجود مشكلة عضوية تؤدي إلى هذه المشكلات النفسية.
  • الفحص المخبري مثل إجراء اختبار للغدة الدرقية أو التأكد من خلو الجسم من المخدرات والكحول.
  • في النهاية يتم التقييم النفسي من قبل المختص أو الطبيب ويحاور المريض حول الأعراض التي تحدث له وطبيعية مشاعره ويراقب سلوكه جيدًا.

أنواع الأمراض النفسية

هناك العديد من الأمراض النفسية التي تصيب الأشخاص وتختلف أعراض كل مرض عن الآخر، لذا يجب استشارة الطبيب أو المختص النفسي والحديث معه من أجل الحصول على علاج يتناسب مع ما يمر به، ومن تلك الأمراض:

القلق

يشعر الإنسان في الكثير من الأحيان بالقلق وهو عبارة عن الخوف من حدوث خطر ما أو القلق من المستقبل وما سيحدث للشخص، ومن الطبيعي أن يتعرض كل إنسان في بعض الأوقات لذلك، ولكن في حال تكرار هذه الأعراض بكثرة وأدت إلى التأثير على العمل والدراسة والحياة الطبيعية، في هذه الحالة يسمى اضطراب القلق، والذي من أعراضه:

  • عدم التركيز.
  • الخوف من المستقبل.
  • التوتر العصبي.
  • التعرق الزائد.
  • الإسهال.
  • الصداع.
  • وجع في الحلق وضيق.
  • الأرق.

تشخيص القلق

يتم تشخيص اضطراب القلق من قبل الطبيب وذلك من خلال ما يلي:

  • يقوم الطبيب بفحص المريض جسديًا للتأكد من أن القلق ليس بسبب الأدوية أو مرض ما.
  • يوصى المريض بإجراء فحوصات دم أو بول.
  • يسأل الطبيب بعض الأسئلة بشكل تفصيلي عن الأعراض التي تحدث له ومتى بدأت بالظهور.
  • يستعمل في بعض الأحيان استبيانات ليقوم الشخص بالإجابة عليها للتشخيص الصحيح.

الاكتئاب

يتعرض الكثير من الأشخاص حول العالم للاكتئاب نتيجة التفكير بالماضي والمستقبل والمشكلات الجسدية أو العاطفية، حيث ينظرون للحياة بنظرة سوداء، مع انعدام الرغبة بكل شيء، والحزن يخيم عليهم بشكل دائم، ومن أعراضه:

  • النظرة السلبية للحياة.
  • عدم الرغبة في الاستمرار.
  • تشتت التركيز.
  • التوتر والعصبية.
  • الشعور بعدم القيمة للنفس.
  • الشعور بوجع في بعض المناطق بالجسم مثل الظهر.
  • عدم القدرة على التفكير واتخاذ القرار.
  • البكاء.
  • عدم الاهتمام بأمور الحياة.

تشخيص الاكتئاب

يجري الطبيب عددا من الاختبارات للتأكد من أن الشخص مصاب بالاضطراب الاكتئابي، من خلال التالي:

  • يقوم الطبيب بالسؤال حول الأعراض ويسأل أيضًا عن الصحة الجسدية ويطلب من الحالة إجراء فحوصات.
  • يراقب الطبيب سلوك المريض ويقدم له ورقة بها مجموعة من الأسئلة للإجابة عليها.
  • يعتمد أيضًا على الدليل الذي صدر عن جمعية الطب النفسي في أمريكا حول تشخيص الأمراض النفسية.

الاضطرابات السلوكية

كيفية تشخيص الأمراض النفسية

الاضطرابات السلوكية هي عبارة عن شكل انفعالي مخالف للعادة الطبيعية ويكون هذا الاضطراب مزمنا وبعيدا عن جميع التوقعات والثقافة السائدة، ومن أهم مظاهر هذا الاضطراب.

  • عدم وجود أصدقاء بحياة الشخص.
  • يفتعل الشخص المصاب مشاكل مع عائلته.
  • النظرة العدوانية تجاه الأشخاص الآخرين.
  • القلق والاكتئاب.
  • الغضب والتوتر.
  • السرقة أو الكذب.
  • عدم قبول النصيحة.

تشخيص الاضطرابات السلوكية

  •  التشخيص البيولوجي عند التصور بوجود خلل ما في دماغ، لذا يطلب الطبيب إجراء تصوير للدماغ أو تشخيص كيميائي أو نفسي فسيولوجي.
  • عمل تشخيص تربوي أكاديمي للحالة عبر دراسة بيئة المدرسة والطلبة والإضاءة بالمكان وطبيعة سلوك الطفل خلال الدوام.
  • دراسة حالة الشخص اجتماعيًا عبر عمل مقابلات مع أسرته وجمع معلومات عن الظروف المعيشية وسلوكه في البيت لـ تشخيص المرض النفسي.

الفصام

يتعرض ما يقارب 20 مليون إنسان بالعالم لاضطراب الفصام، وهو عبارة عن اضطرابات بالتفكير بشكل عميق، مما يظهر ذلك على إدراك الشخص ولغته ومشاعره، وقد يسمع بعض الأصوات الغريبة والأوهام، هذه الأمور تؤثر على حياته العملية والدراسية.

أنواع اضطراب الفصام 

هناك أكثر من نوع للفصام وتختلف الأعراض بين شخص وآخر.

  • فصام الشخص المطارد، بحيث يشعر الشخص بأن هنا أحدا يلاحقه.
  • الفصام غير المنتظم، ومن أعراضه صعوبة الاتصال مع الآخرين والتوتر والارتباك والحديث غير المفهوم.
  • جامودي وهو نوع من أنواع الفصام يظهر على حركات الشخص مثل عمل حركات في الوجه وعدم التحرك وتكرار ذات العبارات عند سماعها من بعض الأشخاص بالقرب منه.

تشخيص اضطراب الفصام

كما ذكرنا سابقًا أن تشخيص الأمراض النفسية تتم بعدة وسائل، والفصام من ضمن هذه الأمراض حيث يتأكد من عدم وجود مرض عضوي، بعد ذلك يتم عرض المريض على الطبيب النفسي للتشخيص والعلاج.

اضطراب ثنائي القطب

اضطراب ثنائي القطب هو تقلب بالمزاج مثل الهوس الخفيف أو الشديد والاكتئاب، ويصاب بهذا المرض النفسي أكثر من 45 مليون إنسان بدول العالم، حيث يصاحب ذلك النشاط المتزايد والحركة والانفعال والأرق، حيث يقوم الطبيب بتشخيص اضطراب ثنائي القطب، وبعد ذلك يضع خطة علاجية قد تتضمن بعض الأدوية للتخفيف من الأعراض.

الوسواس القهري

الأمراض النفسية

يرتبط هذا الاضطراب بالقلق بشكل أساسي، حيث يخطر ببال الشخص بعض المخاوف أو الأفكار التي تدفعه إلى بعض التصرفات غير المنطقية، مثل الخوف من التلوث، والتأكد من قفل الباب أكثر من مرة والقلق من العدوى، غسل الأيدي بصورة مبالغ بها.

بعض معايير تشخيص مرض الوسواس القهري 

يتم الاعتماد على مجموعة من المعايير لتشخيص مرض الوسواس القهري.

  • التصرفات بشكل وسواسي والتفكير بأشياء قمت بفعلها وعدم التأكد منها.
  • قد يكون الشخص يفعل بعض الأمور غير المنطقية نتيجة تخيلات خاطئة.
  • يؤثر عليه بشكل كبير، خاصةً على علاقته مع أسرته وعمله وحياته الطبيعية.

الاضطرابات الانشقاقية

عبارة عن اضطراب الهروب من الواقع بشكل لا إرادي، وعملية انفصال الشخص بين أفكاره وذاكرته وهويته، حيث يتعرض عدد كبير من الأشخاص البالغين في أمريكا لهذا الاضطراب، 2% في العالم قد أصيبوا بهذا المرض النفسي، ومن أعراضه:

  • نسيان الأشخاص والقصص القديمة والأحداث وعدم تذكر بعض الفترات الزمنية.
  • الإحساس بالانفصال عن الذات.
  • عدم إدراك الناس والأحداث حول الشخص.
  • عدم الشعور بالوجود.

تشخيص وعلاج الاضطراب الانشقاقي

يستطيع المختص النفسي أو الطبيب تشخيص الأمراض النفسية والتي من ضمنها الاضطراب الانشقاقي عبر الحديث مع المريض والتعرف على الأعراض التي تحدث له وحل الاستبيان، بعد ذلك يبدأ العلاج النفسي من خلال جلسات يحددها الطبيب للحديث عن مشاعر المريض والمشاكل التي تحدث بحياته اليومية.

طيف التوحد

يقول الأطباء إن طيف التوحد له علاقة بنمو العقل، فلا يستطيع الشخص التمييز بين الآخرين، وهو لا يجيد التعامل مع الناس، وذلك يؤدي إلى تعرضه لمشاكل في حياته فيما يخص الاتصال والتواصل مع الآخرين، وتظهر أعراض هذا الاضطراب في السنة الأولى للطفل، ولا يستطيع الطفل الدراسة بشكل جيد ويتعرض بعد التقدم بالعمر لمشكلات في العمل.

أعراض اضطراب طيف التوحد 

تنقسم الأعراض إلى قسمين هما المشاكل الاجتماعية والتواصل والقسم الثاني الأنشطة والسلوك المحدودة والمقيدة.

  • صعوبة في الاتصال والتواصل ومشاركة المشاعر والعواطف.
  • مشكلات في الاتصال غير اللفظي كلغة الجسد والاتصال بالعين وغيرها.
  • عدم القدرة على بناء علاقات اجتماعية.
  • تكرار الإيماءات والحركات.
  • السلوك المقيدة.
  • الاهتمام بأمور غريبة.

التشخيص المبكر لاضطراب طيف التوحد 

يتم تشخيص اضطراب طيف التوحد عند الأطفال بشكل مبكر من خلال مراقبتهم جيدًا بحيث يظهر عليهم بعض الدلائل التي تؤكد إصابتهم بهذا المرض النفسي بعد ذلك يتم عمل تشخيص متكامل لهم، وقد أكد الخبراء أن هناك 4 مؤشرات تشير إلى إصابة الطفل بعمر 18 شهرا بطيف التوحد وهي:

  • لا يستطيع الطفل التقليد.
  • لا يستجيب لاسمه.
  • عدم القدرة على الإشارة والنظر لنظرات الآخرين ومتابعتها.
  • لا يستطيع اللعب التمثيلي.

التشخيص المتكامل لطيف التوحد

الأمراض النفسية والتشخيص

الخطوة التالية في تشخيص طيف التوحد، وذلك بعدما أكدت النتائج المبكرة باحتمال إصابته بهذا المرض النفسي، من خلال استعمال عدد من الوسائل للكشف يتم من خلالها قياس وظائف الطفل النمائية عبر فريق طبي متخصص يعمل على التقييم السيكولوجي والسلوكي والنمائي والطبي.

ألزهايمر

من الأمراض النفسية التي تحتاج للتشخيص والعلاج وهو يؤثر على الأعصاب مما يؤدي إلى ضمور القشرة الدماغية وتلف بعض خلاياها، حيث يعود ذلك إلى بعض العوامل الوراثية، ومن أعراضه عدم القدرة على التذكر وضعف المهارات والتركيز.

 تشخيص مرض ألزهايمر

يعمل الطبيب عددا من الفحوصات للتأكد من الإصابة بمرض ألزهايمر ومن أجل استبعاد الأمراض الأخرى، وذلك عبر ما يلي:

  • معرفة التاريخ الطبي والأعراض والأمراض الذي يعاني منها والأدوية والحالة الاجتماعية وردود الفعل.
  • تحليل البول والدم للتأكد من الصحة الجسدية والفيتامينات ووظيفة الغدة الدرقية.
  • اختبار الذاكرة من خلال تذكر الأحداث والمشاكل وفحص المهارات ومستوى الانتباه.
  • البزل القطني وهو عبارة عن فحص بروتينات تاو والأميلويد المسؤولة عن تكوين التشابكات واللويحات في عقل المريض.
  • تصوير الدماغ مثل التصوير بالرنين المغناطيسي  والتصوير الطبقي.

ختامًا، نذكركم بأهمية تشخيص الأمراض النفسية عند الطبيب والتأكد من الصحة الجسدية في حال وجود أعراض وسلوك غير طبيعي وردود فعل غريبة تستدعي استشارة طبية.

المصادر:

فيري ويل مايند.

ميد لاين بلاس.

هيلث لاين.

ويكيبيديا.

زر الذهاب إلى الأعلى