الصحة النفسية

هل الأمراض النفسية تسبب أمراضا عضوية؟ وأبرز علامات الإصابة بها

هل لاحظت يومًا أنك تصاب بالأمراض فور تعرضك لمواقف تحزنك أو تؤثر عليك بالسلب؟ هل خطر على بالك سؤال هل الأمراض النفسية تسبب أمراض عضوية خطيرة؟ في الواقع قد تؤدي بعض الضغوطات النفسية إلى إصابتك بالأمراض، ولكن كيف وهل لها أعراض وهل يمكن علاجها؟ هذا ما سوف نتعرف عليه معًا خلال الأسطر التالية.

هل الأمراض النفسية تسبب أمراض عضوية؟

هل الأمراض النفسية تسبب أمرض عضوية

في محاولات عديدة للإجابة عن بعض الأسئلة المتعلقة بالأمراض النفسية على رأسها سؤال هل الأمراض النفسية تسبب أمراض عضوية خطيرة؟ تمكن العلماء من اكتشاف ما يسمى بمتلازمة الأمراض النفسية العضوية وتُعرف أيضًا باسم اضطراب الدماغ العضوية، وهي مسؤولة عن تكون الأمراض والإصابة بها، فهي تركز على كل من الروح والجسد وما يتبادل بينهما من تأثيرات، حيث من السهل أن تؤثر الأوبئة النفسية بصورة عامة على صحة الجسد، وتتسبب في حدوث الأمراض التالية:

عدوى المفاصل الروماتيدية

نتيجة للاضطرابات النفسية، يبدأ الجهاز المناعي في مهاجمة كل من أعضاء الجسم الحيوية والمفاصل، مما يؤدي في الأخير إلى الإصابة بالالتهاب المزمن الذي يعمل على تلف المفاصل بصورة دائمة.

عدوى المفاصل الصدفية

كما الحال في داء عدوى المفاصل الروماتيدية تهاجم المناعة الجسم، مما يؤدي إلى إصابته بالالتهابات بجميع المفاصل، الطبقة الجلدية، والأنسجة الضامة وبالتالي التعرض للألم المستمر.

التصلب المتعدد

التصلب المتعدد

هو عبارة عن خلل في الأعصاب يتسبب في تعذر الاتصال ما بين الدماغ والجسد، وينتج عن اضطرابات حادة في الحالة المزاجية للشخص من ضمنها: متلازمة البكاء والضحك المرضي بما يعرف أيضًا باسم التأثير الكاذب (بالإنجليزية: PBA).

تحدث تلك الحالة في حالة البكاء أو الضحك بصورة زائدة عن الحد سواء في مواقف غير مناسبة أو كإبداء رود فعل مبالغة بها، يندر الإصابة بتلك المتلازمة حيث تتعرض نسبة ضئيلة للإصابة بالتصلب المتعدد وهي 10%،فهو واحد من أشهر أوبئة الجهاز العصبي الممتدة والذي في الغالب ما يصاب به الشباب.

الالتهاب العضلي الليفي

في بعض الأحيان قد تشعر وكأن الألم ينتشر ما بين عظامك أو عضلاتك أو الإرهاق بصفة عامة ولا تدرك ما السبب وراء ذلك الألم المفاجئ، في الحقيقة يكون السبب هو الالتهاب العضلي الليفي الذي يعد داء ممتدا متعدد الأعراض والذي يصاب به ما يتراوح من 2 إلى 3% من الأفراد، كما أن نسبة المرضى الأكثر به تكون من نصيب الإناث وقد تصل نحو 90% به.

هشاشة العظام

يحتوي داخل المفصل على الغضروف الواقي الذي ينهار، مما يسبب هشاشة العظام وصعوبة الحركة مع الإحساس بالألم الممتد، في بعض الأحيان قد يحدث احتكاك مباشر ما بين عظام المفصل، وبالتالي الإحساس بالألم الحاد.

الصداع النصفي الممتد

الصداع النصفي الممتد

قد يعتقد البعض أن الصداع النصفي علامة على الإرهاق والحاجة إلى النوم، في الحقيقة في بعض الأحيان قد يشير إلى ذلك بالفعل، لكن عند استمراره لما يزيد على 15 يوما خلال الشهر فإن تلك علامة على الإصابة باضطرابات نفسية تتسبب في حدوثه، ما يؤكد أن إجابة سؤال هل الأمراض النفسية تسبب أمراض عضوية خطيرة؟ هي نعم، يتسبب الصداع النصفي الممتد في إصابتك بالاكتئاب ومتلازمة القلق بصورة متزايدة عن الأفراد التي لا تعاني منه.

آلام الرقبة والظهر الممتدة

تعد آلام الرقبة والظهر واحدة من الأوبئة الأكثر حدوثًا، حيث تتمثل أعراضها في: الإحساس بالألم الحاد، ضعف أو خدر في منطقة الكتف أو المرفقين أو اليدين، والتي يصاب بها الإناث أكثر مقارنة بالرجال، وتستلزم تلك الحالة الاستشارة الطبية لتشابهها مع أعراض النوبة القلبية.

علامات الأمراض النفسية العضوية

من قال إن جسم الإنسان لا يتأثر بحالته النفسية؟ على الأرجح هو مخطئ تمامًا فمثلًا في حالة انفعال الشخص المفرط يصدر جسده هرمون الإرهاق وهو الكورتيزول، ثم يبدأ ضغط الدم في الارتفاع، وفي بعض الحالات قد يتسبب الهرمون في إجهاد القلب ثم إصابته بالأمراض، ومشاكل عضوية كثيرة، وعلى الرغم من اختلاف أعراض الأمراض العضوية، إلا أن الأمراض النفسية العضوية تتشارك في نفس الأعراض والتي تتمثل فيما يلي:

  • آلام الرأس والصداع.
  • اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل: آلام المعدة، الغازات، آلام الأمعاء، الغثيان، الإسهال والقيء.
  • آلام المناطق التناسلية.
  • التهاب المفاصل.
  • آلام الأطراف.
  • التهاب البطن.
  • آلام الظهر.

أسباب الأمراض النفسية العضوية

بعد معرفة أن إجابة سؤال هل الأمراض النفسية تسبب أمراض عضوية خطيرة؟ هي نعم، بالطبع تتساءل ما هي الأسباب وراء الإصابة بتلك الأمراض النفسية العضوية، في الحقيقة تتعدد الأسباب وتختلف طبقًا للمرض العضوي الذي تم الإصابة به، ويمكن تبيانها بصورة تفصيلية في السطور التالية:

تغيرات تتصل بتكون الأوبئة وتطورها

هناك بعض التغيرات التي تؤدي إلى نشوء الأوبئة وتطورها والتي تشمل ما يلي:

  • سمات شخصية مميزة، كالاستقرار، التأقلم والثبات.
  • وجود مسببات مرضية، مثل: فيروسات، تلوث البيئة وبكتيريا.
  • أحداثا يومية متنوعة، على سبيل المثال: الحزن المفرط، التعرض لمواقف مؤلمة: الفراق، الطلاق والفشل.
  • ضعف المناعة أو الجهاز العصبي.
  • تغيرات بالجهاز العصبي، كتغيرات بالعمليات الحيوية المتعلقة بالنقل العصبي والتي تتأثر بها الأوعية الدموية أو القلب، أيضًا في القناة الهضمية كرد فعل للإصابة بالإرهاق والحزن.

الجهاز القلبي

يمكن القول إن أمراض الجهاز القلبي من أكثر الأمراض التي تنتج عنها الوفاة، وهناك بعض الدراسات النفسية التي تؤكد أن مصابي مرض الاكتئاب هم من يعانون من ضعف عضلة القلب، بالإضافة إلى أن داء الاكتئاب يرفع من احتمالية الإصابة بأمراض القلب، وقد يؤدي كذلك إلى:

  • خلل في عمل الغدد الصماء فيتسبب في زيادة مستوى الكاتيكولامينات الذي يؤثر على عمل القلب.
  • تشوش عملية الاستقلاب التي تزيد من تجمع الدهون في عضلة القلب.
  • تجمع صفيحات الدم.
  • يعيق دور الجهاز العصبي الحيوي في جسم الإنسان، مما يؤدي إلى هبوط سرعة ضربات القلب.

في دراسات حديثة ثبت أن لداء الخوف نفس تأثير داء الاكتئاب، حيث أدى إلى وفاة ما يقارب 40% من الأفراد الذي سبق وتم تعرضهم للإصابة بالاكتئاب وفشل عضلة القلب، بجانب أن حالات الحزن الشديد والإجهاد تكون سببا في الإصابة بضغط الدم المرتفع الذي يؤدي لاحقًا إلى الإصابة بالأمراض القلبية.

الغدد الصماء

الغدد الصماء

تم ملاحظة أن الأفراد الذين يعانون من اضطرابات نفسية متعددة ومختلفة بدايةً من الاكتئاب المزمن إلى الهذيان النفسي، يعانون من متلازمة كوشينغ وهي المسؤولة عن زيادة إنتاج هرمون الكورتيزول في الجسم، ويذكر أن الاكتئاب الحاد، متلازمة القلق، اضطراب الهلع، الوسواس القهري، الهوس والخفيف منه والخوف من المجتمع، يكونون سببا في الإصابة بمتلازمة الغدة الدرقية.

الجهاز الهضمي

يتأثر الجهاز الهضمي بشكل كبير بحالات الحزن الشديد، الحساسية، والإجهاد بفعل زيادة جزء بالأعصاب، على سبيل المثال ثبت وجود صلة قوية ما بين الأمراض النفسية كالقلق والاكتئاب واضطراب القولون المتهيج، وعلاوةً على ذلك ثبت وجود صلة وثيقة ما بين حالات التوتر، الحزن، الإرهاق الشديد وإنتاج أحماض المعدة ومركب الببسين.

تتسبب حالات الحزن والإرهاق الممتدة في ضعف الجهاز المناعي وزيادة الحساسية التي تؤدي لظهور القرح، حيث أكدت الدراسات وجود علاقة قوية بينها وبين الإصابة بجرثومة المعدة، وكذلك المصابين بمتلازمة القولون التقرحي.

الجلد

إن أكثر المصابين بمتلازمة القلق، والاكتئاب المزمن يعانون من عدوى الجلد العصبية وهي عبارة عن وباء جلدي ممتد من أعراضه: الحكة المستمرة والالتهاب، وكلما زاد الإحساس بالقلق والاكتئاب تفاقمت الأعراض بجانب التسبب في الإحساس بالألم، حيث ثبت أن شدة البقع وظهورها بكثرة تحدث نتيجة الإحساس بالحزن الشديد، والتفكير في أفكار الانتحار والاكتئاب المزمن.

بالنسبة إلى مرض الصدفية المعروف بأنه مرض جلدي ممتد، فإن أغلب المصابين به يعانون في الأصل من الحزن الشديد والإجهاد، كما أوضحت الدراسات تعرضهم إلى نوبات اكتئاب حادة واضطرابات الشخصية المتنوعة، على سبيل المثال: الشخصية الفصامية، الوسواس القهري، العدواني والشخصية الاجتنابية.

الجهاز التنفسي

إن أغلب من يعانون من داء الربو يكونون مصابين باضطراب القلق، حيث يتسبب الخوف الحاد والقلق المستمر في التعرض لضيق التنفس المزمن، وبالتالي رفع احتمالية التعرض لداء الربو، علاوة على ذلك قد تتسبب متلازمة القلق المزمن في حدوث الوفاة في بعض الحالات، كما أن الأفراد المصابين بتقلب الحالات المزاجية المزمنة، الإجهاد بسبب القبول أو النفور أو مواجهة صعوبة في الاستمرار داخل حياة مؤلمة وقاسية، يستهلكون كميات هائلة من العلاجات الدوائية، بالإضافة إلى أنهم يحتاجون إلى فترات طويلة وممتدة للتعافي.

طرق علاج الأمراض النفسية العضوية

الإيجابي في الأمر أن الطب النفسي العضوي يستمر في التطور لفهم كيفية نشوء الكثير من الأوبئة وطريقة تطورها، مما أدى في الأخير إلى اكتشاف طرق علاج متعددة الأبعاد، والتي تعتمد على رؤية معينة وهي ضرورة اعتبار كافة الأوبئة نفسية عضوية، وبالتالي يمكن العلاج بالطرق الآتية:

  • العلاج الدوائي النفسي، على سبيل المثال: العلاجات المضادة للاكتئاب والهذيان، ويتم وصفها للمرضى عند الحاجة.
  • طريقة العلاج السلوكي، مثل: الإرخاء، أسلوب التنويم، والارتجاع البيولوجي، حيث تساعد تلك الطرق في إكساب المرضى القدرة على مواجهة الضغوط النفسية وتمييزها.
  • أسلوب العلاج النفسي، بغض النظر كان فرديا، أسريا، أو جماعيا.

كيف تقي نفسك من الأمراض النفسية العضوية؟

كيف تقي نفسك من الأمراض النفسية العضوية

هناك بعض الإجراءات التي ينصح دائمًا باتخاذها لما لها من تأثيرات إيجابية على الأفراد وتقليل الأعراض السلبية، والتي تتمثل فيما يلي:

محاولة ممارسة الحياة اليومية بصورة جيدة وبنشاط حتى في أكثر لحظات الألم النفسي.

  • المحافظة على عمل النشاط الجسدي، مثل: الرياضة بالرغم من وجود الأعراض النفسية المؤلمة، مع ضرورة القيام بحركات بسيطة أولًا ثم زيادتها بمرور الوقت.
  • ضرورة وجود مناوبة بين فترات النشاط الجسدي والاسترخاء، في بعض الأحيان قد يكون الاسترخاء مفيدا للغاية.
  • الحرص على مشاركة الآخرين حياتهم الاجتماعية، حيث يبدأ الإنسان في نسيان ما يصيبه عند الانخراط مع المحيطين به.
  • مبادلة الأفكار والخواطر برفقة الآخرين سواء بمحادثة الأفراد المقربين أو الزملاء لمساعدة الذات على تخطي الألم النفسي.
  • ضرورة البحث عن كل ما يقلل من عبء الضغط النفسي ويقلل من أعراضه السلبية.
  • الحرص على وجود مصدر لاستمداد الطاقة منه، على سبيل المثال: ممارسة الهوايات، قضاء الوقت مع المقربين، والبحث عن ما يزيد إحساس الراحة داخل الإنسان.

بعد أن تمكنا من إجابتك على سؤال هل الأمراض النفسية تسبب أمراض عضوية خطيرة؟ من الضروري أن تدرك أن الأمراض النفسية مثلها مثل الأمراض العضوية بل وأخطر منها، فهي تحتاج إلى اهتمام مكثف وزيارة الطبيب والاستماع لنصائحه، فإذا تمكنت من اكتشاف الأعراض تكون بذلك قد قطعت نصف الطريق نحو رحلة تعافيك.

المصادر

فيري ويل مايند.

صاينص دايركت.

فيري ويل هيلث.

ويكيبيديا.

زر الذهاب إلى الأعلى