الصحة النفسية

الأمراض النفسية والعصبية.. الأعراض والأسباب وطرق الوقاية منها

كل شيء في حياتنا يخضع للقدر، إلا أن الكثير من الأشخاص، وأنت منهم أيضًا قد تكون معرضا للإصابة ببعض الأمراض النفسية والعصبية؛ نتيجة للضغوط اليومية الشديدة التي قد تواجهها في حياتك دون أن تعلم كيفية السيطرة عليها؛ لذلك سنوضح لك أسباب الإصابة بها، أعراضها، طرق علاجها، وسبل الوقاية منها؛ حتى تحمي نفسك من التعرض لها ذات يوم، كل هذا ستجده عند متابعتك للسطور التالية.

مفهوم الأمراض النفسية والعصبية

الأمراض النفسية العقلية

المرض النفسي، أو العصبي، ويشار إليه أيضًا باضطرابات الصحة العقلية هو عبارة عن: مجموعة من الاضطرابات المختلفة التي تؤثر بشكل متفاوت على الحالة المزاجية، أو على التفكير والسلوكيات التي يتبعها الشخص، منها: التعرض للقلق، التوتر، أو الاكتئاب، أو اضطرابات الشهية، والفصام، وغيرها.

قد تختلف شدة المرض النفسي، أو نوعه، ولكن يكون خطرًا في حالة إن ظهرت له أعراض متكررة، أو مستمرة؛ مما يؤثر سلبًا على بيئة العمل، أو الحياة الأسرية، أو تعامل الشخص المصاب مع الآخرين؛ مما يستدعي معه استشارة الطبيب، ومعرفة العلاج المناسب.

أنواع الأمراض النفسية والعصبية

لكي نعرف الأساليب المناسبة لعلاج الأمراض النفسية والعصبية، أو الوقاية منه يجب الانتباه إلى أنواع الاضطرابات النفسية، حيث إن كل مرض يختلف عن الآخر، ويحتاج إلى علاج محدد يتناسب معه، وأهم هذه الأنواع كالتالي:

اضطراب السيطرة على الانفعالات

يعد هذا النوع من أصعب أنواع الأمراض النفسية، حيث إن سلوك المريض ينطوي على خطورة كبيرة سواء على نفسه، أو على الآخرين من حوله، فتصرفات المريض تكون غير منتظمة، وسلوكه يكون غريبًا؛ لذلك هذه الحالات عادةً تحتاج إلى دراستها مسبقًا؛ حتى يُقدم العلاج المناسب لطبيعة، حالة، ومدى خطورة المريض.

اضطرابات التشنج

تعد اضطرابات التشنج من الأمراض العصبية الشائعة لدى العديد من المرضى، وخلالها يكون الشخص فاقدًا للسيطرة على نفسه، أو على تصرفاته، فربما يصدر أصواتًا غريبة بشكل مفاجئ، أو حركات غير مفهومة، ولا يكون له سيطرة عليها مطلقًا.

اضطرابات المزاج

تعد أيضًا من الأمراض الشائعة، وأقل ضرر من غيرها؛ لأنها في الغالب تتعلق بالحالة العاطفية للشخص، فتجده عادةً متقلب المزاج، وانفعالاته العاطفية غير مفهومة في أغلب الأحيان، وعلاج هذه الحالة غالبًا تكون أبسط من غيرها بكثير.

الاضطرابات المفتعلة

إن كان الشخص يعاني من اضطرابات نفسية مفتعلة، فسوف تجده يتعمد فعل أمور وأشياء معينة؛ لتحقيق غرض معين، أو الحصول على دعم من الآخرين، أو التأثير على من حوله بشكل سلبي، فتعاملات المريض في الغالب تكون طبيعية في كثير من الأحيان، إلا أن هناك أفعالا معينة يتعمد المريض القيام بها للوصول إلى أهدافه، وطرق العلاج في هذه الحالة قد تختلف بناءً على شدة الحالة، فإن كانت بسيطة تحتاج إلى علاج سلوكي، واجتماعي فقط دون استخدام الأدوية.

مرض الفصام

الفصام يعد من الأمراض النفسية الخطيرة التي تصيب العديد من الأشخاص، وهو عبارة عن ضعف في تقدير المريض للواقع، والحياة الموجودة من حوله؛ لذلك يُصاب بهلاوس، أوهام، يسمع أصواتًا بداخله، أو تخيل أشياء غير موجودة بالواقع، والفصام من الحالات التي تستدعي تدخل طبي، وعلاج مباشر؛ حتى لا تتطور مع المريض.

الاضطراب ثنائي القطب

الأمراض النفسية والعصبية

يعد من الأمراض الشائعة التي تصيب ما يقارب 2.6% من الأشخاص كل عام، ويسبب هذا الاضطراب زيادة بنشاط الشخص، أو يؤدي به إلى حالة من الهوس، نوبات مختلفة بين الفرح والسعادة الشديدة، أو الاكتئاب الحاد دون سبب معلوم؛ مما يؤثر على المريض، وعلى طريقة تفكيره، ومن الجدير بالذكر أن التقلبات المزاجية الناتجة عن هذا النوع من الاضطرابات تكون أكثر حدة مما نمر بها من ضغوط متكررة يوميًا.

اضطراب القلق الاجتماعي

القلق الاجتماعي، أو ما يعرف أيضًا بالرهاب هو عبارة عن: قلق شديد يعاني منه المريض عند التعرض لأي موقف من المواقف الاجتماعية، أو الرهبة من التواجد وسط أشخاص جدد؛ خوفًا من الحكم على أفعالهم، وتصرفاتهم؛ لذلك تجدهم يتجنبون التواجد في تجمعات، أو مقابلة أشخاص جدد، والتعرف عليهم.

اضطراب ما بعد الصدمة

يحدث هذا الاضطراب عادةً بعد التعرض لصدمة معينة، أو حادث محدد، ومشاهدة جميع تفاصيله، أو مرور الشخص بتجارب سيئة في حياته نتجت عنها إصابته بصدمة نفسية، مثل: التعرض لإساءة جسدية، أو لفظية؛ مما يؤدي للشعور بالخوف، والهلع تجاه أحداث الماضي.

أهم أعراض المرض النفسي العصبي

عندما يصاب أي شخص بأحد الأمراض النفسية والعصبية، فقد تظهر عليه بعض الأعراض منها ما هو بسيط، ويتشابه كثيرًا مع ردود الأفعال الطبيعية عندما يصاب الشخص بضغط معين، أو إجهاد عصبي، مثل: الشعور بالقلق، التوتر، وغيرها، وفي بعض الأحيان قد تكون ردود الأفعال، والأعراض الناتجة عنها تصل إلى حد الوسواس القهري، والاضطرابات العصبية الأخرى التي لا يمكن توقعها؛ لذلك سنوضح لكم أهم هذه الأعراض فيما يلي:

الشعور بالتوتر والقلق

يعد هذا العرض من أهم الأعراض الشائعة التي تظهر لدى الكثير من المرضى، ويشعر خلالها المريض بالخوف، قلة الراحة، القلق الشديد، والإجهاد المتكرر من أقل الأمور، وربما يصحب ذلك دوخة، سرعة بنبضات القلب، الشعور بالاختناق، والجفاف.

الاكتئاب

يعد الاكتئاب أيضًا أحد الأعراض المعروفة، والشائع ظهورها عندما يصاب الشخص بمشكلات عصبية ونفسية؛ نتيجة التعرض لضغوط شديدة، والاكتئاب يؤدي إلى عدم الرغبة في فعل أي شيء مفيد، والشعور الدائم بالعصبية قد يتخطى الأمر هذا، ويؤدي بالإنسان إلى عزلة، أو عدم الرغبة في الحياة.

الوسواس القهري

المريض النفسي العصبي

ربما تتطور الأعراض لدى بعض الأشخاص، وتصل إلى الإصابة بالوسواس القهري الذي ينتج عنه بعض الأفكار والوساوس بالعقل، واتباع المريض لسلوكيات غير مرغوبة يحاول بها تهدئة ما يشعر به من قلق، وتوتر زائد.

الإصابة بعصاب هستيري

العصاب الهيستيري يوجد له بعض العلامات التي تظهر على جسم الشخص المصاب، ولا يوجد له أي تفسير علمي، أو طبي واضح، وغالبًا يتعرض له الشخص عندما يصاب بإجهاد جسدي، أو نفسي شديدين لا يمكن للنفس البشرية أن تتحملهما بسهولة.

أسباب وعوامل الإصابة بالمرض النفسي والعصبي

توجد العديد من الأسباب، والعوامل المهمة التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض النفسية أو العصبية، يُعتقد أن بعضها يرجع إلى الوراثة، أو البيئة المحيطة بالمصاب وما يدور بها من أحداث، إضافةً إلى بعض العوامل النفسية بداخل المريض ذاته؛ لذلك سنوضحها تفصيلًا فيما يلي:

أسباب نفسية

هناك بعض الأسباب النفسية التي تؤدي لظهور الأمراض النفسية على الشخص، وهي كالتالي:

  • الفشل في التأقلم مع القلق الناتج عن التعرض لمعاناة نفسية شديدة.
  • عدم القدرة على تحمل الظروف الخارجية، والأحداث التي تمر بالشخص؛ مما يؤدي لإصابته بمرض نفسي، أو عصبي.

البيئة المحيطة

إن كانت البيئة المحيطة بك تحتوي على الكثير من الضغوط، فحتمًا ستؤثر عليك سلبيًا، حيث إن تجارب الطفولة، أو الشعور بقلة الثقة في النفس، أو بالآخرين، وعدم تقدير الذات، أو المرور بتجارب سيئة جدًا في الحياة تؤثر سلبيًا على بعض الأشخاص، ويؤدي لظهور أعراض المرض النفسي والعصبي.

عوامل وراثية

توجد الكثير من العوامل الوراثية الناتجة عن الجينات تسبب وجود ردود أفعال مضطربة بأماكن محددة بالمخ؛ مما يؤدي لظهور علامات على إصابة المريض خلال حياته، خصوصًا عند التعرض لظروف محيطة سيئة كالقلق، التوتر، المشكلات الاجتماعية، وغيرها.

كيف يمكن التعامل مع المريض النفسي؟

التعامل مع المريض النفسي العقلي

المريض النفسي يحتاج إلى تعامل خاص، فيجب أن يكون الشخص على دراية، وفهم بطبيعة المرض الذي يعاني منه المريض؛ ولذلك هناك بعض التعليمات المهمة عليك مراعاتها عند التعامل مع أي شخص يعاني من أحد الأمراض النفسية والعصبية، وهي كالتالي:

افهم مشاعر المريض

عند التحدث إلى شخص يعاني من مرض نفسي معين مثل الاكتئاب، يجب عليك أن تمنحه فرصة كافية؛ حتى يجيب على أسئلتك، ولا تحاول أن تصف له بأنك تشعر به وبمشاعره وهكذا، بل قل له أنا أسمعك، تحدث عما تشاء، وصِف لي شعورك دون أن تضغط عليه، فوجِّه له سؤالًا، وامنحه الفرصة الكافية للتعبير عما يريد.

اعرض عليه المساعدة

إن كنت تشعر بحاجة المريض إلى العلاج الطبي، يجب عليك توجيه النصيحة له بالتعاون مع أفراد أسرته، أو الذهاب معه للطبيب المختص لمعرفة التشخيص والعلاج المناسب، كل هذا دون أن يشعر المريض بأنك تشكل ضغطًا عليه في هذا الأمر.

ساعده على التغير إلى الأفضل

يمكنك مساعدة المريض في تخطي الأزمة النفسية التي يعاني منها ببعض الأمور البسيطة، فمن المعروف أن ممارسة الأنشطة الرياضية، وتناول الغذاء الصحي من الأشياء المهمة للتمتع بحياة سعيدة؛ ولذلك يمكنك أن تقترح عليه تجربة هذه الأشياء، وإحداث تغيير كبير بحياته.

امنحه جزءًا من وقتك

إن كان لك شخص قريب، أو صديق عزيز يعاني من مرض نفسي معين، ويحتاج إلى المساعدة والدعم، يمكنك فعل ذلك بتخصيص ولو جزء بسيط من وقتك؛ حتى تتحدث معه، وتزيد من ثقته بك، ولا تضغط عليه حتى يتناقش معك بكل شيء يدور في عقله، امنحه فرصة حتى يشعر بالأمان تجاهك.

كيفية علاج المرض النفسي العصبي

حدث تقدم كبير في هذا العصر في معالجة الأمراض النفسية والعصبية التي تصيب بعض الأشخاص لأسباب متعددة، مثل: العوامل الوراثية، أو نتيجة للتعرض لصدمة معينة، أو بعض الضغوط الحيوية المختلفة، وقد تتنوع وسائل العلاج ما بين سلوكي: يعتمد في الأساس على تقويم سلوك المريض؛ لمحاولة إعادته مرة أخرى إلى طبيعته، بالإضافة إلى العلاج المجتمعي، ومن خلاله يُعاد الشخص مرة أخرى للتأقلم مع المجتمع بصورة سليمة.

أما آخر طريقة من طرق العلاج فتعتمد على استخدام الأدوية الطبية، يختلف الأمر بناءً على شدة حالة المريض، ومدى حاجته إلى العلاج، والمسؤول عن تحديد كل ذلك هو الطبيب المختص؛ لذلك سنوضح لك كل هذه الأساليب بشكل أكثر تفصيلًا فيما يلي:

العلاج المعرفي السلوكي

المريض النفسي في الغالب تكون لديه أفكار سلبية تجاه المواقف التي يعيشها في الحياة، أو تجاه الأشخاص الموجودين من حوله قد تصل إلى التفكير في الانتحار، وذلك بسبب اعتراضه على المحيط الذي يعيش به، وربما يكون تفكيره عدائيًا، ويحب خلق المشكلات مع الآخرين، وهذه الطريقة في العلاج التي يتبعها المختصون الغرض منها: العمل على التخلص من الأفكار السلبية الموجودة بالعقل، جعل الشخص يفكر بإيجابية، تتحسن صورته أمام نفسه، ويشعر بالثقة في ذاته.

العلاج الاجتماعي

علاج الأمراض النفسية العصبية

يلجأ الطبيب المختص عادةً إلى اتباع هذا النمط عندما يكون سبب المرض ناتجًا عن تأثر الشخص تأثرًا كبيرًا بالمحيط المجتمعي الموجود حوله سواء في: بيئة العمل، أو في حياته الشخصية والأسرية، أو علاقاته الاجتماعية بالأفراد بشكل عام.

فخلال مرحلة العلاج المجتمعي، يجب التحدث إلى المريض، معرفة أسباب إصابته، تقديم النصائح، والإرشادات المهمة؛ للتخلص من السلوكيات المجتمعية الخاطئة، أو تعلم كيفية التعامل مع المواقف التي يتعرض لها عند احتكاكه بالمجتمع، وهذه الطريقة أيضًا في العلاج ربما تعتمد كثيرًا على المحيط الذي يعيش به الشخص، مثل: الأهل، الأصدقاء، والأقارب؛ حتى يقدموا الدعم النفسي اللازم، والمهم لعلاج المريض.

العلاج الدوائي

آخر خطوة يمكن أن يلجأ لها الطبيب المختص هي: الاعتماد على الأدوية كمرحلة من مراحل علاج الأمراض النفسية والعصبية، ولكن في الغالب لا يلجأ لها المختصون إلا بالحالات الشديدة، وطبقًا لدرجة استجابة كل حالة، فقد يوصى بالاعتماد على مضادات الاكتئاب، أو مضادات القلق، مضادات الذهان، وغيرها الكثير التي تختلف جرعتها، أو ضرورة الاستعانة بها كخطوة في العلاج؛ بناءً على كل حالة، والظروف الخاصة المحيطة بها.

طرق شائعة لعلاج المرض النفسي والعصبي

هناك طرق أخرى تكميلية قد يلجأ لها الطبيب في علاج بعض الحالات المرضية بناءً على شدة حالة الشخص، منها: أساليب بسيطة تعتمد على تعديل السلوك، وأخرى دوائية تعتمد على استعمال أساليب طبية معينة، سنوضحها بالنقاط الآتية:

  • العلاج بالإبر الصينية: تعد من الطرق الشائعة، وتُتبع بكثرة في دول آسيا.
  • الصدمات الكهربائية: تُتبع هذه الطريقة بعلاج الحالات الصعبة، أو المتقدمة، ولا يُلجأ لها إلا للضرورة القصوى.
  • استعمال الأعشاب الطبية: قد يوصي الطبيب في بعض الحالات البسيطة بالاعتماد على الأعشاب الطبيعية؛ للتقليل من التوتر، وتهدئة المريض.
  • العلاج بالموسيقى: تُستخدم مقاطع موسيقية معينة لعلاج بعض الأمراض النفسية، مثل: التوتر الشديد، أو الاكتئاب، وغيرها.
  • الاسترخاء والتأمل: يعد من الطرق الفعالة في التقليل من القلق، التوتر، والمشاعر السلبية، ويستخدم كعلاج تكميلي ببعض الحالات.

نصائح مهمة للوقاية من الأمراض النفسية والعصبية

نصائح الأمراض النفسية العصبية

يمكنك اتباع بعض النصائح المهمة للوقاية من الإصابة بأي مرض نفسي، أو عصبي ينتج عن التأثر بالعوامل الخارجية التي تحيط بك، والضغوط التي تواجهها بشكل يومي في حياتك، فمن منا يوميًا لا يتعرض لضغط بالعمل، أو بالمنزل، وفي محيط أسرته؟ والتي يلزم معها التحكم بمجرى الحياة؛ حتى لا تؤثر الأحداث على نفسيتك، وتدمرها، وأهم هذه النصائح كالتالي:

  • ابتعد عن تناول الكحوليات.
  • احرص على العطاء، والحب في حياتك.
  • قلل من الأعمال الروتينية، وجدد من حياتك باستمرار.
  • حدد أهدافًا صغيرة، واحرص على تحقيقها بانتظام.
  • تعامل مع القلق والتوتر بحكمة، وابحث عن طرق للتخلص منها كممارسة الرياضة.
  • ابتعد عن ضغوط الحياة بقدر الإمكان، وخصص وقتًا معينًا للجلوس مع نفسك.

أخيرًا… نتمنى لك العيش بصحة جيدة دون التعرض إلى الأمراض النفسية والعصبية، ونوجه لك نصيحة أخيرة بضرورة الاهتمام بالتقرب إلى الله؛ فاللجوء له ‑عز وجل- في السراء والضراء وسيلة بسيطة، مجانية، وفعالة تساعدك على الشعور بصفاء النفس، والروح.

المصادر:

سيرين سنتر.

جاما نيت وورك.

نكداليانز.

ويكيبيديا.

زر الذهاب إلى الأعلى